عذب الكلام
من قصيدة «قل للطبيب» للشاعر السوداني إبراهيم علي بديوي:
لله في الآفاق آيات لعلّ ولعل ما في النفس من آياته والكون مشحون بأسرار إذا قل للطبيب تخطفته يد الردى قل للمريض نجا وعُوفي بعدما قل للصحيح يموت لا من علة قل للبصير وكان يحذر حفرة بل سائل الأعمى خطا بين الزحام قل للجنين يعيش معزولاً بلا قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء وإذا ترى الثعبان ينفث سمّـه وأسأله كيف تعيش يا ثعبان أو واسأل بطون النحل كيف تقاطرت بل سائل اللبن المصفى كان بين وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا قل للنبات يجفّ بعد تعهّـد وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو قل للمرير من الثمار من الذي وإذا رأيت النخل مشقوق النوى وإذا رأيت النار شبّ لهيبها وإذا ترى الجبل الأشم مناطحاً وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج هذي عجائب طالما أخذت بها والله في كل العجائب ماثل يا أيها الإنسان مهلاً ما الذي |
أقلها هو ما إليه هداكا عجب عُجاب لو ترى عيناكا حاولت تفسيراً لها أعياكا يا شافي الأمراض من أرداكا؟ عجزت فنون الطب من عافاكا؟ من بالمنايا يا صحيح دهاكا؟ فهوى بها من ذا الذي أهواكا؟ بلا اصطدام: من يقود خطاكا؟ راعٍ ومرعى ما الذي يرعاكا؟ لدى الولادة ما الذي أبكاكا؟ فاسأله: من ذا بالسموم حشاكا؟ تحيا وهذا السم يملأ فاكا؟ شهداً وقل للشهد من حلاَّكا؟ دمٍ وفرث ما الذي صفاكا؟ ميت فاسأله: من أحياكا؟ ورعاية: من بالجفاف رماكا؟ وحده فاسأله: من أرباكا؟ بالمر مَن دون الثمار غذاكا؟ فاسأله: مَن يا نخل شقّ نواكا؟ فاسأل لهيب النار: من أوراكا؟ قمم السحاب فسله من أرساكا؟ جرى فسله: من الذي أجراكا؟ طغى فسله: من الذي أطغاكا؟ عيناك وانفتحت بها أذناكا إن لم تكن لتراه فهو يراكا؟ بالله جلّ جلاله أغراكا؟ |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news