ندوة: النقد العربي في خطر
اعتبر مفكرون ونقاد عرب أول أمس أن النقد العربي يعيش مرحلة الخطر لخضوعه لهيمنة المؤسسات وسلطة أعرافها وتقاليدها، وأصبح يعيش حالة عزلة بتحوله إلى نقد نصوصي مغلق.
وقال الناقد البحريني ناذر كاظم في ندوة «في الحاجة الى نقد ثقافي عربي»، على هامش الدورة الـ15 لمعرض الكتاب الدولي في الدار البيضاء التي اختتمت أول من أمس، «النقد في خطر لخضوعه لمؤسستين، هما الأكاديمية الجامعية و النقد الطليعي، وكلتاهما تمارس شكلا خفيا أو مكشوفا من الحظر».
وأضاف «نجد أن أصحاب مؤسسة النقد الطليعي التي تؤمن بأن الشعارات انتهى زمانها، وعلى المبدع أن يكتب حرا من دون ممارسة الرقابة..أو الخضوع إلى أي انضباط منهجي هم المهيمنون على المؤسسات الثقافية في العالم العربي ورؤساء تحريرالصحف والمجلات الثقافية العربية».
ورأى كاظم أن المؤسسات الأكاديمية التي تقوم على الانضباط والمنهجية «هي من تخرج أغلب النقاد، ومن ثم يكمن الخطر في أن النقد يخضع لهذه المؤسسات التي تخضع بدورها للسلطة، سواء سلطة الدولة أو سلطة المال بالنسبة إلى الجامعات الخاصة.. وكلتا السلطتين تفضل تسيير الأمور بهدوء، بعيدا عن الإزعاج
والقضايا الحساسة».
وفي عرضه الذي استند فيه إلى أبحاث الناقد الفرنسي البلغاري الأصل تزفتيان تودوروف «الأدب في خطر» والمفكر الأميركي ـ الفلسطيني الأصل إدوارد سعيد «السلطة والسياسة والثقافة»، قال الناقد البحريني أن «هذه الهيمنة في المجال الثقافي والأدبي والأكاديمي أصبحت أحد العوائق الكبيرة أمام أي تحول نقدي حقيقي».
وميّز الناقد المصري حسن البنا عزالدين بين نوعين من النقاد في العالم العربي، «نقاد اشتغلوا على النقد الأدبي من خارج مجال الأدب، ونقاد متبصرين في مجال الأدب».
وأضاف أن العالم العربي في حاجة إلى نقد العديد من المجالات التي تهم حياتنا اليومية، وليس المتعلقة بالجوانب الأدبية والثقافية فقط، معتبرا أن «حفلة موسيقية أو فيديو كليب أو إعلانا أو مسلسلا تؤثر في الناس أكثر من سيمفونية بتهوفن أو الأعمال الأدبية». وقال «علينا نحن المتفرغين للكتابة ألا نتغاضى عنها، ونعدها مجرد أشياء للاستهلاك».