فقراء «المليونير المتشرد» في مومباي يحلمون بتغيير
لم يكن سكان حي دهارافي، وهو أحد الأحياء العشوائية الفقيرة في مدينة مومباي الهندية، سعداء لكونهم سكان الحي الذي دار حوله فيلم «سلومدوج مليونير» (المليونير المتشرد) الحائز ثماني جوائزالأوسكار. بيد أنهم الآن يأملون في أن يصب الاهتمام الذي استقطبه الفيلم بعد حصوله على عدد كبير من الجوائز في صالحهم. ويمتد حي دهارافي على مساحة 71 هكتاراً في منطقة أهوار في ضواحي المدينة الهندية المكتظة بالسكان، ويقطنه نحو 800 ألف شخص.
وصور مخرج الفيلم داني بويل أجزاء من فيلمه في الأزقة المزدحمة بهذه البلدة الصغيرة، حيث توجد متاجر ومنازل عشوائية تتخللها مصارف مفتوحة. ويقطن المنطقة مهاجرون من أنحاء الهند، معظمهم من المناطق الريفية الفقيرة شمال وشرق الهند.
وعاشت شاردا ديفي في دهارافي 37 عاما ، حيث ولدت واطفالها هناك، ويدمن زوجها المشروبات الكحولية في حين أنه عاطل عن العمل. وتوقف ابنها الأكبر (17 عاما) عن الذهاب إلى المدرسة ليعمل بحرفة يدوية يتقاضى منها أجرا يوميا. وتقول ديفي «غير أنه لا يعمل كل يوم»، وهي تنفق على طفليها الصغيرين اللذين يذهبان إلى المدرسة من خلال صنع السلال والمكانس من القصب. وعلى الرغم من أن الحياة ليست سهلة، تدافع ريفي عن حي دهارافي قائلة «لم أشاهد الفيلم، لكنني علمت أنه يظهرنا في صورة سيئة، وهذا ليس أمرا جيدا، الناس هنا يعملون بجد وعناء». ولم يتوقف الأمر عند صناعة المكانس والسلال، حيث يقوم سكان الحي الفقير بصناعات صغيرة في منازلهم وورشهم وخارجها. وتدر هذه الصناعات المنزلية الصغيرة وصناعات إعادة تدوير المخلفات ما يقدر بنحو 500 مليون دولار سنويا.
ويتساءل أنيس أحمد، وهو أحد السكان القدامى في دهارافي، بشأن المكان الذي سيحتفظ فيه بالنفايات البلاستيكية التي يجمعها فتيان يعملون لديه في إطار عمله القائم على معالجة تلك النفايات. وأطلق السكان حملة لإنقاذ دهارافي، قائلين إنهم يريدون شققا أوسع وأراضي مفتوحة. ويذكر أن دهارافي، شأن كل الأحياء، له نصيب من الجريمة والمخدرات والمشكلات الصحية. ويخشى ناشطون اجتماعيون من أن إزالة الحي ونقل السكان إلى أماكن غير فعالة في معيشتهم قد يدفع كثير ين منهم إلى السقوط في بئر الجريمة بعد أن يفقدوا سبل رزقهم.
وشاهد أحمد وابنه أنيس (17 عاما) النسخة الهندية من فيلم «المليونير المتشرد». وقال أنيس إنه وأصدقاءه يفكرون في الاحتجاج، نظرا لأنه لم يعجبه اسم «سلومدوج» (المتشرد). أما أحمد فقال إن الفيلم مقبول، وليست هناك حاجة إلى الشعور بالاستياء تجاهه، مضيفا أنه «ربما تستقطب الجوائز والأشياء الأخرى المزيد من الاهتمام بنا، وتساعدنا على التعبير عن أنفسنا».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news