لجنة التحكيم قدمت قراءات وافية في قصائد المتسابقين . من المصدر

عيــدة الجهـني تتقدم بثبات نحو البيـرق

خطوة جديدة قطعها العنصر النسائي في مسابقة «شاعر المليون» في حلقة مساء أول من أمس من البرنامج، بعد ان نجحت الشاعرة السعودية عيدة الجهني في التأهل للمرحلة قبل النهائية من المسابقة، وفقا لقرار لجنة تحكيم المسابقة التي تضم كلا من سلطان العميمي والدكتور غسان الحسن وحمد السعيد وتركي المريخي وبدر صفوق، كما تأهّل الشاعر الكويتي محمد المويزري الرشيدي عن شعراء الحلقة الماضية، بعد أن حصل على أعلى نسبة من تصويت الجمهور (66٪) ونتيجة إجمالية (77٪)، وأصبح الشاعران الأردني محمد قدر السرحاني، والسعودي عبدالله الخالدي خارج المنافسات. وبخروج السرحاني، أصبحت الأردن خارج المنافسات في المرحلتين المقبلتين، وأصبح التوزيع الجغرافي للشعراء مقتصراً على أربع دول (السعودية، الإمارات، الكويت، اليمن).

وتنافس خلال الحلقة أربعة شعراء هم: عيدة الجهني ومحمد آل فارس التميمي من السعودية، ومحمد بن طناف الكعبي من الإمارات، ومشاري المري من الكويت، ووفقا لقواعد البرنامج في هذه المرحلة انقسمت المنافسات خلال الحلقة إلى جزأين؛ شارك الشعراء في الأوّل بقصائد رئيسة لا تقل عن (18) بيتاً، حرّة الوزن والقافية والموضوع، وقدموا في الجزء الثاني أبياتاً ارتجاليّة وأبيات مجاراة لأبيات الارتجال.

وتنوعت قصائد الشعراء تنوعا واضحا بين القضايا الاجتماعية والإنسانية والوطنية، فقدمت الشاعرة عيدة الجهني قصيدة بعنوان «أحد عشر كوكباً والشمس، في عكاظ النابغة، لا مربد الفرزدق» تناولت فيها وضع المرأة العربيّة في المجتمع، ونالت إشادة أعضاء لجنة التحكيم، وفي تعليقه على القصيدة قال الدكتور غسان الحسن: «إنّ فكرة القصيدة ثريّة جداً وفيها من الرموز والإحالات التي تنتمي إلى مختلف الجهات، ويستطيع السامع أن يستوعب ما ترمي إليه الشاعرة بسهولة». وأشاد حمد السعيد بالقصيدة، ورأى أنّها رسالة إلى كلّ من يتعمّد تهميش المرأة والإساءة إليها. ورأى سلطان العميمي أنّ القصيدة بما حملته من ثقافة وفكر ووعي تقدّم رسالة إلى البعض الذي يرى في المرأة جسدا بلا فكر، وأشار إلى تماسك أبيات القصيدة وقوّة صياغتها وسبكها.

من جانبه شارك الشاعر محمد بن طناف الكعبي بنصّ وطنيّ «غلاة الدار»، أشاد به السعيد لما فيه من روح وطنيّه عالية، وأشار إلى أنّ الشاعر استطاع أن يصل إلى نهاية النصّ بشاعريّة متفوّقة، وقال العميمي إنّ النص جميل في غرضه ومملوء بالشاعريّة، وارتكز في فكرته على الولاء، وأشاد بتمكّن الشاعر في التعبير عن هذا الولاء بلسان الجماعة بصورة جيّدة وصادقة. وتحدّث صفوق عن بساطة الصدق في النص ورأى أنّ النصّ رائع ومفعم بالولاء والانتماء، وتناول المريخي الحديث عن جزالة الألفاظ في النصّ.

وقدم الشاعر محمد آل فارس التميمي، نصا عاطفيا وصفه العميمي بأنّه نصّ جميل ومميّز حمل أسلوب السهل الممتنع، كما حمل الكثير من العذوبة والسلاسة والصور الشعرية الجميلة، ورأى صفوق أنّ النص من أجمل الأبيات الشعريّة العاطفية وتحدث عن المفردات التي حملت دلالات النور في الأبيات وموقعها الاستراتيجي الصحيح. وأشار المريخي إلى الحسّ المرهف للشاعر وقدرته على توظيف الكلمات بطريقة جميلة. وأشار السعيد إلى القافية الصعبة التي استخدمها الشاعر، وعزفه الجميل على أوتار الفراق والغياب.

بينما شارك الشاعر مشاري المري، بنصّ وصفه صفوق بأنّه رائع بمجمله. وأشاد المريخي بتوفيق الشاعر بين الجزالة في اللفظ والفخامة، وانتقاله إلى البساطة بطريقة تدلّل على تمكّنه من أدواته الشعريّة. ورأى الحسن أنّ النص جميل وفيه كثير من البوح لأنّه يصوّر ما في داخل النفس، وأشار إلى بعض العبارات الشعريّة الجميلة وإلى التناقضات الواضحة في النص. ووصف السعيد النصّ بأنّه حبكة شاعر ويطرح الكثير من التساؤلات. وقال العميمي إنّ النصّ راق ومملوء بالشعر وفيه صور ودلالات عميقة، فيها شموخ وعلو، ولفت إلى أنّ الأبيات الأربعة الأخيرة من النصّ جاءت ملأى بالشعر، ما يدلّل على أن الشاعر مبدع ومتألّق.

ارتجال وتفوق

عيضة وتركي

الشاعر السعودي عيضة السفياني أحد نجوم شاعر المليون في النسخة الثانية، كان ضيف الشرف في الحلقة، وعبّر بداية عن سعادته لوجوده مرّة أخرى على مسرح شاطئ الراحة، وألقى عدداً من القصائد الجميلة التي أمتعت الجمهور وأضفت جمالية على فعاليات الحلقة.

كما شارك الفنان السعودي تركي بفقرة غنائيّة جميلة أطربت الجمهور الذي طالبه بتقديم المزيد، حيث تجاوب معه الفنان، وشدا بعدد من المواويل التي زاوجت بين الشعر والطرب.

في الجزء الثاني من المنافسات، قام الشعراء بالسحب عن طريق القرعة على مواضيع محدّدة، لارتجال بيتين في كل موضوع، ومجاراة بيتي الارتجال ببيتين من طرف كل شاعر، وعلى الوزن والقافية والموضوع نفسها، وذلك ضمن وقت محدّد لكل شاعر، وقد تفوق الشعراء الأربعة بقوة ـ بحسب أعضاء لجنة التحكيم ـ في هذا الجزء من المسابقة، وهو ما دعا بدر صفوق إلى منحهم جميعا الدرجة نفسها، كما أعلن خلال الحلقة. فارتجلت عيدة الجهني بيتين عن «شاعر المليون»، ثم جارى الشعراء الثلاثة أبيات الجهني ضمن الوقت المحدّد، وارتجل محمد بن طناف الكعبي في موضوع «الفخر»، بينما كان موضوع «المرأة والمجتمع» من نصيب محمد آل فارس التميمي. وقدم مشاري المري ارتجاله في موضوع «الكرم».

وفي نهاية الحلقة تمّ الإعلان عن نتائج تقويم لجنة التحكيم للقصائد الرئيسة وأبيات الارتجال والمجاراة. ومنحت اللجنة بطاقة التأهّل الثالثة إلى المرحلة قبل النهائيّة للشاعرة عيدة الجهني، حيث حصلت على أعلى درجات لجنة التحكيم (48 من 50 درجة). ومنحت اللجنة محمد بن طناف الكعبي (42 من 50)، محمد آل فارس التميمي (45 من 50) ومشاري المري (43 من 50)، لينتقلوا إلى مرحلة التصويت الجماهيريّ الذي يستمر أسبوعاً، ويتأهّل من خلاله الشاعر الحاصل على أعلى نسبة من الأصوات، فيما يغادر اثنان من الشعراء ميدان المنافسة. كما تمّ الإعلان عن أسماء الشعراء المتنافسين في الحلقة الثالثة والأخيرة من المرحلة الثالثة يوم الخميس المقبل، وهم: حمدان المحرمي من الإمارات، وزياد بن حجاب بن نحيت وعايض الظفيري من السعودية، وفهمي التام من اليمن.

الأكثر مشاركة