عذب الكلام

جارتي مَدّت من الشرفةِ حَبلاً من نَغَمْ

نَغمٍ قاسٍ رتيبِ الضرب منزوفِ القَرارْ

نغمٍ كالنارْ

نَغمٍ يقلعُ من قلبي السكينَةْ

نَغمٍ يُورق في روحيَ أدغالاً حَزينَةْ

بيننا يا جارتي بحرٌ عميقْ

بيننا بحرٌ من العجز رهيبٌ وعميقْ

وأنا لستُ بقُرصانٍ، ولم أركبْ سفينَةْ

بيننا يا جارتي سبعُ صحارى

وأنا لم أبرح القريةَ مذ كنتُ صبيّا

أُلقيَتْ في رجلَي الأصفادُ مُذْ كنتُ صبيّا

أنتِ في القلعةِ تغفين على فُرُش الحريرْ

وتذودينَ عن النفس السآمة

بالمرايا الفارسُ الأشقرُ في الليل الأخيرْ:

«أشرقي يا فتنتي»

«مولاي!!»

«أشواقي رَمَتْ بي»

«آه لا تُقْسمْ على حُبّي بوجهِ القمرْ

ذلك الخدّاع في كلّ مساء

يكتسب وجهاً جديدا ..

جارتي ! لست أميراً

لا ، ولستُ المضحكَ الممْراحَ في قصرِ الأمير

سأريكِ العجبَ المعجبَ في شمس النهار

أنا لا أملك ما يملأ كفيّ طعاما

وبخديك من النعمةِ تفاحٌ وسكر

فاضحكي يا جارتي للتعساءْ

نغّمي صوتك في كل فضاءْ.
تويتر