«شاعر المليون» يقترب من لحظاته الحاسمة

مقدم البرنامج مع الشاعر الطفل محمد الجبرين. من المصدر

تأهل الشاعر السعودي عايض الظفيري للمرحلة قبل النهائية من برنامج «شاعر المليون» بعد حصوله على أعلى درجة من لجنة تحكيم المسابقة في الحلقة الختامية من المرحلة الثالثة، التي أذيعت مساء أول من أمس، على قناة أبوظبي الأولى على الهواء مباشرة، من مسرح شاطئ الراحة، كما تأهّل الشاعر السعودي محمد آل فارس التميمي للمرحلة قبل النهائيّة، بعد أن حصل على أعلى نسبة من تصويت الجمهور (82٪) ونتيجة إجمالية (86٪) بين شعراء الحلقة السابقة، وهي أعلى نسبة تم تسجيلها في منافسات النسخة الثالثة إلى الآن، وأصبح الشاعران الإماراتي محمد بن طناف الكعبي، والكويتي مشاري المري خارج المنافسات بعد أن تركوا بصمة مميزة في الساحة الشعريّة، ومع خروج الكعبي تقلص الحضور الإماراتي في المسابقة ليقتصر على الشاعر حمدان المحرمي، كما أصبحت مشاركة الكويت في النهائيّات تقتصر على الشاعر محمد المويزري، بينما تستأثر السعودية بالعدد الأكبر من الشعراء المتأهلين.

في بداية الحلقة أعلن عضو لجنة التحكيم مدير أكاديمية الشعر في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث سلطان العميمي، عن انطلاق الموسم الثقافي للأكاديميّة والذي يشمل الكثير من الأنشطة والفعاليات الثقافيّة المتنوّعة، من تنظيم محاضرات وندوات، وإقامة أمسيات شعريّة. كما أعلن عن انطلاق التعليم الأكاديمي وفتح باب التسجيل للراغبين في الانتساب إلى دورات الأكاديميّة الخاصة في مجالات الأسس الفنيّة للشعر النبطي، وبناء القصيدة النبطية، والبحوث المختصة بالشعر النبطي والثقافة الشعبيّة.

كما عرض تقريراً قصيراً عن فعاليّات ملتقى أبوظبي الاقتصادي الثالث الذي عقد في أبوظبي الأسبوع الماضي، وبيّن الأهداف الاستراتيجية للملتقى، ومن أهمها التعريف وتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية في أبوظبي، وإتاحة الفرصة لجميع الخبراء الاقتصاديين والمحلّلين الماليين لتبادل الآراء حول الأزمة المالية العالمية وتداعياتها.

سياسة وغزل
جمعت الحلقة أربعة شعراء هم: حمدان المحرمي من الإمارات، وزياد بن حجاب بن نحيت وعايض الظفيري من السعودية، وفهمي التام من اليمن، حيث انقسمت المنافسات خلال الحلقة وحسب آلية المسابقة في هذه المرحلة إلى جزأين؛ شارك الشعراء في الجزء الأوّل بقصائد رئيسة حرّة الوزن والقافية والموضوع، وقدّموا في الجزء الثاني أبياتاً ارتجاليّة وأبيات مجاراة.

وتنوعت قصائد الشعراء بين السياسية والغزلية والوجدانية؛ ومن القصائد المتميّزة والتي حازت إعجاب لجنة تحكيم المسابقة وإشادتها والتي تضم كلا من: سلطان العميمي، ود.غسان الحسن، وحمد السعيد، وتركي المريخي، وبدر صفوق، قصيدة الشاعر زياد بن حجاب ، وهي قصيدة سياسية احتوت الكثير من الرمزيّة التي عكست ذكاء الشاعر وبراعته في تناول موضوعات ذات حساسية، بحسب حمد السعيد، الذي أوضح أنّ «الموضوع حسّاس وذكي ويدل على نضوج فكري عند الشاعر، وفيه رمزية جميلة»، وقال العميمي إنّ النص أخذ أبعاداً سياسيّة واقعية ومزج بين التصوير الرمزي والتصوير المباشر، مشيرا إلى الصور والصياغات الشعريّة الجميلة في كثير من الأبيات، وتحدّث صفوق عن الموضوع الرئيس في القصيدة وهو الأرض، وتحدث المريخي عن مطلع النص وسلاسة لغته، واختيار الشاعر للمفردات بطريقة ذكية، ورأى الحسن أنّ النصّ ثريّ ويحمل الكثير من سمات الشاعريّة الحقة، وأشار إلى الربط بين الأرض والنفس في أبيات النص، وأشاد بأسلوب التورية الذي استخدمه الشاعر.

بينما اتجه الشاعر حمدان المحرمي إلى الغزل، فقدم قصيدة حفلت بالمشاعر الوجدانية الرقيقة مخالفا القصائد الغزلية التقليدية التي تميل إلى الوصف الحسي على حساب المشاعر في الكثير من الأحيان، وحازت قصيدة المحرمي على إشادة أعضاء لجنة التحكيم، فقال الدكتور غسان الحسن «إنّها تنبض بالعواطف، وفيها صور شعريّة جميلة تنتمي للشاعر في تكوينها»، لافتا إلى أنّ الشاعرية خفتت في بيتين من القصيدة إلى حد بعيد. بدوره أشاد حمد السعيد بالقصيدة، وقال إنّ الحضور القويّ للشاعر أضاف جماليّات إلى النصّ، وأبدى ملاحظات على بعض مفرداته، ورأى سلطان العميمي أنّ القصيدة عاطفيّة جميلة واحتوت أبياتها على صور شعريّة مميزة، وأشار إلى أنّ قافية العجز في القصيدة كانت لافتة في جميع الأبيات، وبدوره أشار صفوق إلى اليأس الموجود في الأبيات، ووصف الشاعر بأنّه متمكّن، ورأى المريخي أنّ أبيات القصيدة هي شعر حقيقي ونموذج شعريّ جميل، وقال إنّ الشاعر متمكّن من أدواته الشعريّة.

كذلك شارك الشاعر عايض الظفيري، بقصيدة وجدانيّة وصفها العميمي بأنّها رائعة في فكرتها وموضوعها وصياغتها الفنية، وأشار إلى التقاطات الشاعر للصور الشعريّة الجميلة والموفّقة، ورأى صفوق أنّ القصيدة حملت من الشاعريّة الشيء الكثير وإنّ أبياتها عميقة وفذّة، وأشار المريخي إلى التوافق بين الشعور والخيال وقال إنّ القصيدة جميلة من حيث الفكرة والموضوع والصياغة، وأشار السعيد إلى الحبكة الشعريّة في القصيدة، وأشاد بالأبيات الثلاثة الأخيرة وما حملته من فكرة جميلة.

وقدم الشاعر فهمي التام، نصا عن «سد مأرب» الذي اتخذه مدخلا لمدح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، ووصف صفوق النصّ بأنّه جميل وأنّ المديح فيه هو مديح فعل، وأشاد المريخي بموضوع النصّ وما فيه من الوفاء، ورأى الحسن أنّ النص فيه كثير من المباشرة والصور الشعريّة غير الموفّقة، ولفت إلى بعض الصور الشعريّة الجميلة فيه، ووصف السعيد النصّ بأنّه ذكاء شاعر وأشاد بفكرة النصّ وموضوعه الذي جاء بقالب شعري جميل جداً، وقال العميمي إنّ النصّ جميل وفيه تكلّف، وفيما أشاد بالأبيات الثلاثة الأولى من النص، والإضاءات الشعريّة الجميلة فيه، أشار الى أنّ هناك تكرارا في بعض الصياغات الشعريّة، وبعض المفردات التي فيها غرابة.

ارتجال ومجاراة
في الجزء الثاني من المنافسات، قام الشعراء بالسحب عن طريق القرعة على مواضيع محدّدة لارتجال بيتين في كل موضوع، ومجاراتها ببيتين من طرف كلّ شاعر، على الوزن والقافية والموضوع نفسها.. وذلك ضمن وقت محدّد لكلّ شاعر. فاختار حمدان المحرمي موضوع «البيرق» وقام بارتجال بيتين جميلين، ثم جارى الشعراء الثلاثة أبيات المحرمي ضمن الوقت المحدّد، وقدم زياد بن حجاب أبياته في موضوع «ليوا»، وقام الشعراء الثلاثة بمجاراته، أما الشاعر عايض الظفيري فكان من نصيبه موضوع «الإرهاب»، وارتجل بيتين في هذا الموضوع، ثم جارى الشعراء الثلاثة أبيات الظفيري، وأخيراً اختار فهمي التام موضوع «الوطن»، وارتجل بيتين في هذا الموضوع، وجارى الشعراء الثلاثة أبياته ضمن الوقت المحدّد.

بعد ذلك علّق أعضاء لجنة التحكيم على أبيات الارتجال والمجاراة لكلّ شاعر، واعتبروا أن الشعراء أبدعوا وتفوّقوا في الارتجال والمجاراة، والتزموا بالوقت المحدد، وأشادوا بسرعتهم في الارتجال والمجاراة والتميّز فيهما.

النتائج
قبل نهاية الحلقة، تمّ الإعلان عن نتائج تقويم لجنة التحكيم للقصائد الرئيسة وأبيات الارتجال والمجاراة، ومنحت اللجنة بطاقة التأهّل الخامسة للمرحلة قبل النهائيّة للشاعر السعودي عايض الظفيري، بعد أن حصل على أعلى درجات لجنة التحكيم (46 من 50 درجة) ومنحت اللجنة زياد بن حجاب بن نحيت (45 من 50)، وحمدان المحرمي (44 من 50) وفهمي التام (40 من 50) لينتقلوا إلى مرحلة التصويت الجماهيريّ الذي يستمر أسبوعاً ويتأهّل من خلاله الشاعر الحاصل على أعلى نسبة من الأصوات، ليفوز بآخر مقاعد المرحلة قبل النهائية وينضم إلى الشعراء الخمسة المتأهّلين للتنافس في المرحلة المقبلة.

وأعلن سلطان العميمي عن آلية المنافسة في المرحلة قبل النهائيّة، موضحا أنّ «منافسات المرحلة ستنقسم إلى محورين، يشارك الشعراء في الأوّل بقصيدة رئيسة لا تزيد على (15) بيتا حرّة الوزن والقافية والموضوع، والثاني سوف يتمّ الإعلان عن آليته مع بداية الحلقة المقبلة».

وسيتنافس في هذه المرحلة الشعراء المتأهلين من مرحلة الـ (12) وهم: فهد الشهراني وعيدة الجهني ومحمد آل فارس وعايض الظفيري من السعودية، ومحمد المويزري الرشيدي من الكويت، وينضم إليهم المتأهّل السادس مع بداية الحلقة.

ضيفا الشرف
الى ذلك أكد السعودي فهد عافت، الذي حل ضيفا على حلقة أول من أمس من شاعر المليون، أنّ «البرنامج حقّق الريادة وخطا خطوة غير مسبوقة ومهّد الطريق للآخرين، وساعد في إبراز العديد من الشعراء وحقّق لهم النجاح والجماهيرية».

وعن علاقته بالعمل الصحافي أعرب عافت عن ميله إلى العودة إلى عالم الصحافة العامة، أما الصحافة الشعرية فقد اكتفى بالتجربة الطويلة التي قدمها في هذا المجال». وقدم قصيدتين طغى عليهما الحس الوطني.

كما شارك الفنان محمد الوسمي بفقرة غنائيّة جميلة أمتع بها جمهور المسرح والمشاهدين، حيث تغنّى بقصيدة للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن، عطّرت أجواء المسرح بروعة الكلمة وجمال اللحن وعذوبة الصوت.

مفاجأة الحلقة
شهدت الحلقة مفاجأة طريفة بحضور الطفل محمد الجبرين نجم شاعر مليون الأطفال الذي صعد إلى المسرح، وألقى بعض القصائد الجميلة التي جارى في إحداها الشاعر حمد السعيد، كما جارى في قصيدة أخرى قصيدة للشاعر عبدالرحمن الشمري، وأضفى حضور الجبرين الكثير من الروعة والمتعة على مجريات الحلقة، وشكّلت فقرته استراحة جميلة وممتعة للشعراء والجمهور.

تويتر