القرقاوي: «دبي الفضائية» انتقلت بالمشهد الخليجي إلى العالمية
كشفت مؤسسة دبي للإعلام عن انطلاق قناة دبي الفضائية بحلة جديدة اعتباراً من الأحد المقبل، في إطار تغيير تدريجي في الشكل والمحتوى، من المتوقع أن تتضح كامل معالمه منتصف شهر أبريل المقبل، مدعوماً بأساليب إعلامية جديدة في تقديم المادة الترويجية الخاصة ببرامج القناة خلال فواصل إعلانية تستثمر ألق كل نجوم شاشاتها من مقدمي البرامج البالغ عددهم 25 مذيعاً، وتغييرات تطال الشعار ونسب الألوان في الصورة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عُقد أمس في مركز التدريب الإعلامي التابع للمؤسسة وتحدث فيه بشكل رئيسي مدير قناة دبي الفضائية عبداللطيف القرقاوي الذي اصطحب معظم مقدمي القناة الذين سمحت لهم ظروف البث المباشر بالوجود، في حديث غير تقليدي مع ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية الذين حضروا لتغطية الحدث.
رهان «المختلف»
وكشف القرقاوي عن اعتماد القناة استراتيجية إعلامية جديدة تتم عبرها المراهنة بشكل أقوى على تقديم مادة إعلامية حصرية، سواء في ما يتعلق بالأعمال الدرامية، أو من خلال استحداث برامج مبتكرة قد تلقى في بداية الأمر ملاحظات نقدية قبل أن تتحول إلى واحدة من أكثر البرامج العربية الناجحة في فئتها، مبرهناً ببرنامج «تاراتاتا» الذي استغربه المشاهد العربي في موسميه الأولين، فيما عُد بعد ذلك البرنامج المنوع العربي الأهم على الإطلاق.
وأشار إلى أن القناة تدخل هذه المرحلة الجديدة بعد أن نجحت في شراء حقوق بث 80 فيلماً عربياً جديداً، واستحدثت ثلاثة برامج جديدة، أحدها على الأقل يمثل إضافة نوعية لنمط البرامج الاجتماعية العربية، وهو من تقديم الإعلامي الاماراتي ماجد محسن.
وذكر أن «دبي الفضائية» وفي ضوء تطلع المؤسسة الدائم إلى الريادة والتميز ستبث حصرياً أول مسلسل خليجي يتم تصويره على نحو يكاد يكون كاملاً في أوروبا، وهو مسلسل «حب في الهايد بارك» الذي تم تصويره في لندن، واستكمل في كل من الإمارات والسعودية والأردن، يشكل تطوراً مهماً في تسويق المسلسل الخليجي الذي أضحى جامعاً في هذه التجربة بين إبداع الممثلين الإماراتيين والخليجيين وعالمية المشهد الدرامي، في خطوة مهمة من أجل جذب جمهور أكثر تنوعاً للدراما الخليجية .
ورداً على سؤال لـ«الإمارات اليوم» قال القرقاوي إن الدورة البرامجية المقبلة التي تبدأ متزامنة مع منتصف شهر مارس تبقى دائماً هي الأنجح في ما يتعلق بالتجديد وطرح رؤى تستدعي مزيداً من الجهوزية المطلقة لها، سواء في ما يتعلق بالجمهور أو حتى وسائل الإعلام، لاسيما أن إحدى الدورات المتلاحقة تنصب على المحتوى الدرامي، وهي الدورة الخاصة بشهر رمضان، فضلاً عن أن الدورات المرتبطة بموسم الصيف تظل ذات خصوصية مختلفة، ليس في المصلحة الكشف عن الخطط الجديدة لاعتبارات متعددة، مشيراً في هذا الصدد إلى أن «القناة انتهت من نحو 90٪ من التعاقدات حول الأعمال الدرامية الخاصة بشهر رمضان التي تم البدء في تصوير جانب منها بالفعل» .
بانوراما درامية
وشدد القرقاوي على أن مختلف خطط التطوير التي يتم اعتمادها في القناة سواء في الشكل أو محتوى المادة الإعلامية والدرامية، تراعي في المقام الأول آراء المستهدف بكل هذا الزخم والعمل الإعلاميَيْن، وهو الجمهور الذي يتم استقاء ملاحظاته وتطلعاته من خلال بحوث وإحصاءات تقوم بها كبريات الشركات المتخصصة في هذا المجال محلياً وخليجياً وعربياً، محذراً من لا قانونية وخطورة الانسياق وراء إحصاءات تفتقر لشروط ومناهج البحوث الميدانية في هذا الصدد.
ورداً على سؤال افترض تناقضاً بين اتجاه المؤسسة المتسارع نحو شراء أعمال درامية حصرية مكلفة، وزيادة خطط التوظيف من جهة والأزمة المالية العالمية من جهة أخرى، اكد مدير قناة دبي الفضائية أن المؤشرات المبدئية تؤشر إلى أن عام 2009 سيكون الأفضل على الإطلاق من حيث الربحية المادية القائمة على الإعلانات التجارية ومقابل الرعايات، لافتاً إلى أن «مؤسسة دبي للإعلام استطاعت أن تحقق مكاسب تصاعدية خلال السنوات الأربع الأخيرة التي وصلت إلى قمتها هذا العام»، مضيفاً «رغم أهمية السوق الإعلانية السعودية وتعاملنا معها باعتبارٍ مستحَقٍ، إلا أن السوق الإعلانية الإماراتية شديدة الأهمية أيضاً في هذا المجال، وكذلك السوق المصرية، وهي رؤية جعلتنا نحظى بمركز ريادي في هذا المجال».
وأشار إلى أن القناة ستمضي خلال المرحلة المقبلة في تفعيل أسلوبها المعتمد على تقديم وجبة تلفزيونية تلبي طموحات الأسرة العربية على تنوعها، من خلال أعمال بانورامية تجمع ما بين الإماراتي والخليجي والمصري والسوري، في ظل التزام أخلاقي وقيمي ينسجم مع حقيقة كون القناة تتمتع بحضور لافت لدى الأسر العربية التي تعي جيداً النمط المحافظ للقناة، مضيفاً «هذا الأمر أيضاً عكسته البحوث الميدانية التي تشير إلى أن مواقيت تجمع أفراد الأسرة الطبيعية على مدار اليوم، هي الأعلى في المنحنى البياني لنسب مشاهدة القناة، في الوقت الذي يشهد فيه الخط البياني انخفاضاً نسبياً في الأوقات المتأخرة من الليل، على خلاف الكثير من القنوات المناظرة».
الأوفر حظاً
لحظة الكشف عن ملامح الانطلاقة الجديدة لقناة دبي الفضائية صباح أمس، لم تتم عبر مؤتمر صحافي تقليدي ينقسم طرفاه بين متحدثين رئيسين ، وآخرين متلقين أو متداخلين، للوصول إلى استيضاحات صحافية، بل كان من خلال حدث أشبه باستيلاد تلك الحقائق والملامح في لقاء حميمي جمع مدير القناة عبداللطيف القرقاوي ومن اعتبرهم أحد أهم شركاء الانطلاقة الجديدة، مذيعي القناة، الذين وصفهم بـ«نجوم صناعة إماراتية». القرقاوي الذي يحرص دائماً على تذكير من حوله ببداياته مع تلفزيون دبي مساعد مصور، ثم مصور، فمساعد مخرج، فمخرج، قبل أن ينتقل تدريجياً إلى المجال الإداري في مشوار لم يكن مختزلاً زمنياً، أسس عبره قناة «سما دبي» لينتقل بعدها إلى «دبي الفضائية»؛ كان دائم التحفيز للمذيعين الذين أحاطوه خلال المؤتمر وبعده، مؤكداً لهم في أحاديث جانبية أنهم في سياق عصر ذهبي للقناة يجعلهم الأوفر حظاً.
جماليات المشهد
بين فنيات الإخراج التي ينحاز إليها دائماً بحكم احترافه الإخراج الدرامي والتلفزيوني، وبين مسؤولياته الإدارية كمدير قناة دبي الفضائية، أجاب القرقاوي عن تساؤلات إعلامية خرجت باللقاء من كونه خبرياً متعلقاً بالكشف عن حدث الانطلاقة الجديدة، إلى آخر نقدي وفني في كثير من الأحيان. في هذا السياق أشار القرقاي إلى أن القناة الفضائية الناجحة يجب أن تولي عناية فائقة لجماليات المشهد، سواء كان الأمر يتعلق ببرنامج أو دراما ، مدللاً بتساؤل «لماذا تنجح أعمال أوروبية وتركية في الوصول بمسلسل واحد إلى نحو 150 أو 200 حلقة متتابعة من دون أن تخفت وتيرة متابعتها جماهيرياً؟ مستطرداً «ستكون المسلسلات العربية مؤهلة للمنافسة عالمياً في حال تنامي قدرة منتجيها لحد المراهنة على مسلسلات مئوية الحلقات،لأنها في هذه الحال ستكون حققت أحد أهم شروط الدراما التلفزيونية وهي جمالية المشهد المصور وإبهاره».