بداية الحلقة شهدت الإعلان عن نتائج التصويت الجماهيري. من المصدر

السعودية والكويت إلى نهائيات «شاعر المليون»

على مدى ما يقرب من أربع ساعات، أقيمت مساء أول من أمس على مسرح شاطئ الراحة في ابوظبي منافسات المرحلة قبل النهائية من «شاعر المليون»، التي اقتصرت فقط على دولتي السعودية والكويت، بعد ان تم في بداية الحلقة الإعلان عن نتائج التصويت الجماهيري على شعراء الحلقة الماضية، حيث تأهّل الشاعر السعودي زياد بن حجاب بن نحيت بحصوله على أعلى نسبة من تصويت الجمهور «74٪» ونتيجة إجمالية «82٪»، فيما خرج الشاعر الإماراتي حمدان المحرمي، والشاعر اليمني فهمي التام، من ميدان المنافسات، وأصبحت الإمارات واليمن خارج نطاق المنافسات في المراحل النهائية لهذه النسخة، وانحصر التمثيل في المراحل النهائيّة على شعراء من السعودية والكويت، وقد تنضم إليهما دولة قطر في حال قرّر حامل البيرق في النسخة الثانية، الشاعر خليل الشبرمي، المشاركة في هذه النسخة للدفاع عن اللقب.

آلية المنافسة

وجرت آلية التنافس في هذه المرحلة التي جمعت بين ستة شعراء هم عايض الظفيري، وعيدة الجهني، وفهد الشهراني، ومحمد آل فارس التميمي، وزياد بن حجاب من السعودية، والشاعر الكويتي محمد المويزري الرشيدي، على جزأين، تضمّن الجزء الأوّل مشاركة الشعراء بقصائد رئيسة حرّة الوزن والقافية والموضوع، ولم تنشر سابقاً ولا تزيد على 15 بيتاً، وتضمّن الجزء الثاني مجاراة الشعراء بعضهم بعضاً، بحيث يختار كل منهم الشاعر الذي يرغب في مجاراته ويقوم باختيار أحد نصوصه المقدّمة عن طريق السحب ليجاري القصيدة بقصيدة تتكوّن من عشرة أبيات وعلى نفس الوزن والقافية والموضوع، وخلال مدة محدّدة لا تزيد على نصف الساعة. وقام الشعراء في البداية بعملية الاختيار والسحب، فاختارت الشاعرة عيدة الجهني مجاراة الشاعر محمد المويزري، واختار عايض الظفيري مجاراة محمد آل فارس، الذي اختار مجاراته أيضاً الشاعر فهد الشهراني، وقام محمد المويزري باختيار مجاراة عيدة الجهني، واختار محمد آل فارس مجاراة فهد الشهراني، الذي اختار مجاراته أيضاً زياد بن حجاب.

قضايا مباشرة

وكانت السياسة هي العامل المشترك بين غالبية القصائد التي قدمها الشعراء في مشاركاتهم، بعد ان لمسوا في الحلقات الماضية التأثير الكبير الذي تتمتع به مثل هذه القصائد في نفوس الجمهور ولجنة التحكيم، وأيضا لرغبتهم في تقديم مشاركات تتناسب في محتواها وموضوعاتها مع أهمية المرحلة المتقدمة التي وصلوا إليها من المنافسات، بعد أن أصبحوا على بعد خطوة واحدة من البيرق، كما اتجه بعض الشعراء لاستعراض ما لديهم من مخزون ثقافي وقدرات شعرية في قصائدهم، ما خرج بهم من نطاق استيعاب المتلقي العادي والانتقال بها إلى النخبوية، ومن هذه القصائد قصيدة الشاعرة عيدة الجهني التي حفلت بالرمزية، واجمع أعضاء لجنة التحكيم على حرفيتها العالية، وإغراقها في الرمزية، ورأى حمد السعيد أنّها قصيدة جميلة إلا أنّها تحتاج إلى مترجم لإغراقها في الرمزيّة واحتوائها على الكثير من المصطلحات الفارسيّة، وقال سلطان العميمي: «إنّ القصيدة تحمل فكرة وموضوعاً قلّ ما تناوله الشعراء، وفيها رمزيّة واستعراضاً لثقافة الشاعرة وهو ما قد يحول دون وصوله إلى أكبر شريحة من المتلقين». وتحدّث بدر صفوق عن فنيّات النصّ، وعلّق على استخدام الشاعرة للأسلوب الأكاديمي الذي قلّل من الشاعريّة، ورأى تركي المريخي أنّ القصيدة عبارة عن خطاب تاريخي وسياسي وقع تحت الرمزيّة التي تبطل مفعولها من ناحية المتلقي، فيما أشار الدكتور غسان الحسن إلى أنّ القصيدة تعبّر عن حرفة عالية في صناعة الشعر وبما تملكه الشاعرة من أدوات في بناء النصّ، موضحا أنّ القصيدة ازدحمت بالكثير من الرموز التاريخيّة، وجاءت مغلقة على نفسها، وعلى الشاعرة الخروج من إطار الاسلوب الرمزي الذي التزمت به طوال الحلقات لإظهار قدراتها على استخدام اساليب شعرية اخرى».

في الاطار نفسه جاءت مشاركة الشاعر فهد الشهراني، بنص رأى العميمي أنّه جيد بمستواه الفنّي وفيه بعض الرمزيّة، وأوضح أنّ بعض الأبيات جاءت مباشرة وواضحة جداً، وقال صفوق إنّ النصّ سياسيّ وموجه، وتحدّث المريخي عن الجرس الموسيقي المميّز في النص والسياق الشعري للأبيات، ورأى الحسن أنّ الموضوع غلب على الشاعريّة في النصّ الذي جاءت أغلب أبياته مباشرة، وأشار إلى الصور الشعريّة المميّزة فيه، وقال السعيد إنّ النص ناضج شعريّاً وغُلف بالرمزيّة في أبياته الأخيرة.

وفي سياق النصوص السياسية أيضا جاء نص الشاعر عايض الظفيري، الذي قال عنه الدكتور غسان الحسن إنّه انقسم إلى قسمين من حيث الموضوع والمستوى، ورأى أنّ القسم الأوّل كان أكثر شاعريّة وجمالاً من الجزء الثاني الذي خفتت فيه الشاعريّة، وتحدّث حمد السعيد عن حبكة النص وأشار إلى أنّ النص ناضج فكريّاً، ورأى سلطان العميمي أنّ فكرة النصّ مهمّة بطرحها، وأوضح أنّ النصّ احتوى على أبيات فيها إضاءات شعريّة جميلة، وفي المقابل هناك أبيات مباشرة جداً في صياغتها، فيما رأى بدر صفوق أنّ الشاعرية كانت تتصاعد في بعض الأبيات وتنخفض في أخرى، لافتا إلى أنّ النصّ حمل من الفكر أكثر من الشاعريّة.

وتحت عنوان «الشهيد» قدم محمد المويزري الرشيدي نصه، ورأى المريخي أنّ الشاعر لديه مشكلة في إيصال نصّه الشعريّ للمتلقي، وتحدّث الحسن عن بحر القصيدة الذي يفتح لصفحة موسيقيّة جديدة في الشعر النبطي، مشيرا إلى أنّ النصّ فيه إضاءات شعرية جميلة، وتناول السعيد الحديث عن تركيبة النصّ وأسلوب الشاعر الذي تميّز به، وقال العميمي إنّ النصّ مملوء بالصور الشعريّة الجميلة ودقيق بصياغته، وفيه رمزيّة لم تصل إلى درجة الغموض.

من جانبه قدم محمد آل فارس التميمي نصّاً تحدّث المريخي عن لغته السهلة وبنائه الجميل، ورأى الحسن أنه جميل وأشاد بتوظيف الشاعر الجيّد لبعض المفردات، وقال السعيد إن النصّ إبداع شعريّ مميّز وشاعرية فذّة، ووصف العميمي النصّ بأنّه من السهل الممتنع العذب، وفيه كثير من المعاناة الذاتيّة، وأشار إلى الصياغات الشعريّة الجميلة في الأبيات واعتماد الشاعر على المحسنّات البديعية في كثير من الأبيات، وقال صفوق إنّ القصيدة جميلة وفيها الكثير من الصور الرائعة.

وألقى الشاعر زياد بن حجاب بن نحيت، نصّ مديح وطنيّ، وصفه الحسن بأنّه نصّ متماسك وفيه الكثير من الصور الشعريّة، مبينا أنّ هناك تكراراً أضعف بعض الأبيات، وأشاد السعيد بالنصّ والحضور المميّز والأداء المسرحي الجميل للشاعر، ورأى العميمي أنّ هناك أبياتاً مباشرة في النصّ، مشيرا إلى الصياغات الشعريّة التي فيها الكثير من الجمال، وتحدّث صفوق عن حبّ الوطن والتسامح في النصّ، ووصفه بأنّه معركة فكريّة شعريّة، وقال المريخي إنّ النصّ جميل في حبّ الوطن والولاء، وهو في غاية الروعة والإبداع.

المجاراة والنتائج

في الجزء الثاني من المنافسات شارك الشعراء بقصائد مجاراة لقصائد بعضهم بعضاً، بعد ذلك علّق أعضاء لجنة التحكيم على قصائد المجاراة، وسجّلوا ملاحظاتهم، وأشادوا بمقدرة الشعراء على المجاراة في الوقت المحدّد وكذلك الالتزام بالوزن والقافية والموضوع.

وقبل نهاية الحلقة منحت لجنة التحكيم أعلى درجاتها للشاعر محمد آل فارس التميمي «45 من 50»، ومنحت عيدة الجهني ومحمد المويزري الرشيدي درجة متساوية «44 من 50»، زياد بن حجاب بن نحيت «42 من 50»، عايض الظفيري وفهد الشهراني درجة متساوية «40 من 50»، وانتقل جميع الشعراء إلى مرحلة التصويت الجماهيريّ الذي سيستمر أسبوعاً وتعلن نتيجته مع بداية الحلقة المقبلة، حيث يغادر الشاعر صاحب أقلّ نسبة من التصويت لتستمر المنافسة على البيرق بين خمسة شعراء.

دعوة للشبرمي

 في نهاية الحلقة أعلن عضو لجنة التحكيم سلطان العميمي عن آلية التنافس في المرحلة الأخيرة من المسابقة، موضحا أنّ الآلية ستنقسم إلى قسمين يقدّم الشعراء في القسم الأول قصائد رئيسة حرّة الوزن والقافية والموضوع، ولم يسبق للشاعر أن شارك بها أو نشرها في أيّ وسيلة إعلامية، بينما يتم الاعلان عن القسم الثاني من الآلية مع بداية الحلقة المقبلة. مبيناً «أنّ درجة تقييم اللجنة هي 60٪ ودرجة التصويت الجماهيري ستكون 40٪ في هذه المرحلة، وستمنح اللجنة لكل شاعر درجاتها من 30٪ في الحلقة المقبلة، وتحتفظ بنسبة 30٪ للحلقة النهائيّة، التي يستمر التصويت الجماهيري فيها إلى نهاية المنافسات».

ووجه سلطان العميمي الدعوة إلى الشاعر خليل الشبرمي حامل اللقب والبيرق في النسخة الثانية للدفاع عن اللقب، والتقدّم للمشاركة في منافسات الحلقة المقبلة وحسب آليتها، أو إعلان انسحابه من المنافسات، وأنّه في حال عدم حضوره سيعتبر ذلك انسحاباً.

الأكثر مشاركة