عذب الكلام

 قصيدة »بـــاســم يـمضـــي« لوداد البرغوثي:

مضى يَحكي.. يُهدهدُ طفلةً خَجْلى

فتبكي الطفلةُ الخجْلى ولا يبكي

يودعها.. يودّعُ صحبَه والأمسَ ويُرسلُ بسمةً جَذْلى

أودعُكُم رفاقَ الدرب لا تنسَوْا

لأن لقاءَنا في أرضنا الحُبْلى

أقبلكم رفاقي قبلةً عَجْلى إلى أن نلتقي يوماً

مع الزيتونِ في عيبالَ والليمونِ في يافا

وفي القدسِ الحبيبةِ، بطحةِ اللطرون

ونجلسُ في ظلال اللوز والخروب والدّفْلى

أحبائي.. إلى أن نلتقي يوماً..

كفاني أنْ أودّعَكُم .. هنا بالبسمة العَجْلى

مَضى يَحْكي.. يُهَدهِدُ طفلةً خَجْلى

فتبكي الطفلةُ الخَجْلى ولا يبكي

وقالت حين ودّعها: لأنْ تأتي سأنتظرُ

فقبّلها وقال لها: أحبّك أنت يا سوسن

لأنكِ زهرةٌ عَبَقَتْ بنفح العطر ترسلُهُ

زهورُ الموطن الثكلى..

بدمّي ها أنا أَفْدي جميعَ الورد سوسنتي

فلا تبكي، لأن ترابَ موطننا بدم شبابه أوْلى

يعب حرارةَ الإيمان بالنصر الأكيدِ ..لجند ثورته..

فإمّا الموتُ إما النصرُ

وإما رايةٌ للشعب من دَمِنا الزكي تُطْلى

لأجل ترابِ موطننا يصيرُ الموتُ ألفَي مرةٍ أحْلى

فيا أمّاهُ لا تبكي فدربُ النصر ممتد

ويكفيني اعتزازاً في الورى أني فلسطيني

إذا ما ضاعَ موطنُنا فقدنا الأرضَ والأهلا

لذا إنا طلبنا الموتَ ولكنّا رفضنا القهرَ والذلاّ

فأهلا يا رُبى وطني وأهلا يا ثَرى أهلا

الأكثر مشاركة