عذب الكلام
بَيني وبيني شاطئٌ والبعدُ أبعدُ ما يكون.. وموانئي ثـَكْلى
فذاكَ البحرُ يغلقُ بابَه
والموجُ يرحلُ لا يؤوبُ إلى شواطئ غربتي
كَيْما يُقل النازحين على الحدود
البحرُ يُمْعِنُ في الهروب المستحيل
وسَرْجُ خيلي قد هوى مني.. وخَيْلي لا تعودُ
أترى أضعتُ الشط مني.. يا إلهَ البَحْر إنّ الموجَ مرتحلٌ
وخيلُ الرّيح مسرعةٌ عَنود، ولقد نقشتُ على
رمالِ البَحْر مَركبَ عودتي، فلمن تهب الرّيح غاضبةً
فوقَ الرمل تصْهُلُ بالرعود؟!
ياليتَ قلبي ليسَ بي حتى أجنّبَه الحقيقةَ واليقينْ
ياليتَ قلبي ليسَ بي فيذوبُ في دمعي الحزينْ
ياليتَ قلبي لا يدقّ على شبابيك الحياة
فيشخذُ الأملَ البريءَ على شفاهِ الميتينْ
ياليت قلبي لا يُحس بجَمْرةِ المنْفى فيصهرُه الحنين
فإلى متى ستظلّ تدلقنا السنون؟
إلى متى ستظل تبلعُنا البحارُ
يا ربةَ الموج البَعيدِ ،رمادُ عودتنا اغتراب
المدى ثلجٌ ونارْ
فشوارعُ العُمر انتظارْ
والحلمُ يمشي خائفاً فوق الرصيفْ
نَيْسانُ تخْنُقهُ شياطين الخريفْ
نَيْسانُ غابَ ولم يَعُدْنا منذُ قرن أو يَنيفْ
نَيْسانُ ولّى أين؟ لا أدري ولكن هل يعودُ فينجلي برْدُ الخريفْ
هيّا نغادرُ نومَنا قبلَ اشتعال الأفق في لَهَب الغُروب
قبل انْصهار الشمسِ في ثلج الظلام
هيا نروّض بَحْرَنا قبلَ ارتحالِ الموّج
نحْوَ مدائن المنفى وأضْرحَةِ السلام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news