عذب الكلام
عبدالعزيز المقالح قصيدة «مأرب يتكلم»
أهرامُ مصرٍ بعدَ رحلةِ الصمْت الحزينْ ثارتْ
تكلمتْ على شواطئ السنينْ
حتى «أبو الهول» الصموتُ
آثرَ أن يمزّق الستارْ
تدحرجَتْ من فمِه الأحجارْ
ألقى بصمِته للرملِ والرياحْ
أطلقَ للحَنْجَرةِ السجينةِ الجناحْ
وحَوله تكلمتْ أحجارُ بَعْلَبَكّ
وصوتُ أوراسَ العظيمْ
يهُز جُدرانَ النجومْ
يدق أبوابَ الفَلَك
«وتدمُرُ» الصامتةُ الرمالِ والأحجارْ
تذبَحُ صَمْتَها تُطعمهُ للنارْ
تُنشِبُ في جدرانه الأظفارْ و«نينوى»
وكل صامتٍ تكلّما لم يبقَ غيري صامتاً
على طريق العَصْر واجما
جذورُ صمتي اللعينْ
أنبتتِ السجونَ والجمَاجِما
وها أنا بموجةِ النيرانِ والدماءْ
غسلتُ وجهي الحزينْ
مَزّقتُ وجْهَ الصمت والعَدَمْ
أطلقتُها من قبضةِ الألمْ
أرسلتُها حزينةَ النغَمْ
هل تسمعين: هذه الصخورْ
صوتَ الذي يثورْ
صوتَ الذي يغادرُ القبورْ
صوتَ الذي يعبُر جسرَ الصمت والوجومْ
يجرّبُ التحليقَ والكلامْ
يزرعُ في الخرائبِ الشاحبةِ الرسومْ
بعضَ زهور الحب والسلامْ