عذب الكلام

عبدالرحمن العشماوي «حوار بيني وبين أمي»:

أمي تسائلني تبكي من الغضب        ما بال أمتنا مقطوعــة السبـبِ؟!
ما بال أمتنا فلّتْ ضفائرها             وعرّضـت وجهها القمحـيّ للّهبِ؟!
ما بال أمتنا ألقتْ عباءتها               وأصبحـت لعبةً من أهون اللّعَبِ؟!
ما بالُ أمتنا تجري بلا هدفٍ           وترتمي في يَدَي باغٍ ومغتصبِ؟!
ما بال أمتنا صارت معلّقةً              على مشانق أهل الغدر والكذبِ؟!
ما بالُها مزّقت أسباب وحدتها          ولم تُراعِ حقوق الدين والنّسَبِ؟!
أمي تسائلني والحزن يُلجمني            بُني مَا لَكَ لم تنطـق ولم تُجبِ؟!
ألست أنت الذي تشدو بأمتنا              وتدّعــي أنها مشـدودة الطنبِ؟!
وتدعي أنها تسمو بهمتهـــا               وتدعــي أنها مرفوعــة الرتبِ؟!
بني، قل لي، لماذا الصمت في زمن    أضحى يعيش على التهريج والصّخبِ؟!
أماه .. لا تسألي إني لجأت إلى          صمتي، لكثرة ما عانيت من تعبي
إني حملت هموماً، لا يصورها          شِعــرٌ، وتعجـزُ عنها أبلغُ الخطبِ
ماذا أقول؟، وفي الأحداث تذكرة         لمن يعـــي، وبيان غـير مقتضبِ
تحدّث الجـرحُ يا أماه فاستمعي          إليـه واعتصمــي بالله واحتسبي

تويتر