«جيزيل» تؤدي رقصـــــتها الأخيرة في «قصر الإمارات»

أمام حضور غفير من عشاق فن الباليه والفن الكلاسيكي الرفيع، قدم باليه البولشوي مساء أول من أمس، عرضه الرومانسي «جيزيل» الذي عرض على مدى يومين في «قصر الإمارات» في أبوظبي بمرافقة فرقة أوركسترا مسرح البولشوي العريق، ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي السادس للموسيقى والفنون، الذي يقام برعاية الفريق أول سموّ الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان، وليّ عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة

. واستحوذ العرض الذي قام بتصميمه راقص باليه البولشوي يوري غريغوروفيتش الذي يعد أفضل مصمم باليه في العالم حالياً، بينما قام بتـأليف موسيقى العرض أدولف آدم الفرنسي الذي اشتهر بإنتاجـه المسرحي الغزير، حيث ألّف 39 أوبرا و14 باليه، ولكن يبقى «باليه جيزيل» أهم أعماله، بعـد أن وُصف بقدرته على «وضع الإطار الرومانسي المثالي في عرض الباليه»، وذلك لدى عرضه للمرة الأولى في باريس في عام .1841

قصة عشق في المشهد الأول من باليه «جيزيل»، يظهر ألبرخت، دوق سيليسيا الشاب، يعيش في الغابة متنكراً بفلاح، ويطلق على نفسه اسم لويس، وفي الكوخ المقابل له، تعيش «جيزيل» الخياطة التي تعشق الرقص؛ ويرتبط الاثنان معا في علاقة حب، ولكن يظل هانز، الذي يحب جيزيل أيضاً، يعتقد بأن لويس هو موضع شك دائم. ومع وصول وفد ملكي للصيد في القرية، تعتلي الحماسة جيزيل فترقص أمام إحدى السيدات النبيلات التي هي حقيقةً مخطوبة رسمياً إلى الدوق فتصبح رقصة جيزيل آخر تعبير لها عن سعادتها العارمة، إذ يكشف هانز هوية لويس الحقيقية، فتفقد جيزيل عقلها وتموت.

استدعاء أما المشهد الثاني من باليه «جيزيل»، فيبدأ مع هانز وهو يرثي موت جيزيل، حين يطارده «الويليس» الذين يبغون الانتقام ليلاً عبر إرغام كل رجل يقابلونه على الرقص إلى أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، ثم تقوم ملكة الويليس، ميرثا، باستدعاء جيزيل من ضريحها لمواجهة ألبرخت، وبينما يطارد الويليس هانز حتى وفاته، تتأثر جيزل كثيراً بآسى وكآبة ألبرخت، وعندما تطالب ميرثا بإنزال عقابها عليه، تنقذه جيزيل بالرقص مكانه، ومع بزوغ الصباح وطلوع الشمس، تتلاشى قوى الملكة، قيُنقذ ألبرخت وترقد جيزيل بسلام.

ويعد دور «جيزيل» أكثر الأدوار المرغوبة في عالم فن الباليه الكلاسيكي، ويتطلب تقنية وإتقانا عاليين، بالإضافة إلى القدرة على التمثيل ورشاقة عالية، وقامت بأداء الدور في العرض الراقصة الأولى أنا أنتونيتشيفا التي انضمت إلى فرقة مشرح البولشوي في عام 1991، وحـازت أول أدوارهـا الرئيسـة في موسمها الخامس. 

أما روسلان سكفورتسوف الذي أدى دور هانز، فانضمّ إلى باليه بولشوي في عام 1988 وسرعان ما اعتلى منصب الراقص المنفرد، كما قامت ماريا ألكسندروفا بدور ميرثا ملكة الويليس، وكانت انضمت لفرقة باليه البولشوي في عام 1997 إثـر تخـرجـها من مدرسـة الباليـه في موسكو.

أما الأدوار الرئيسة الأخرى فأدى دور بيرث، «والدة جيزيل»، إلينا بوكانوفا، ودور باثيلد، «خطيبة ألبرخت» أولغا سوفوروفا، ودور دوق كورلاند، «والد باثيلد» ألكساندر فاديشيف، وويلفريد، «حامل سيف الدوق» ماكسيم أوبيجيم. وقد قابل الجمهور الدقة والاتقان والاحترافية التي تميز بها الراقصون بالتصفيق طويلاً وقوفاً لدى إسدال ستائر المسرح والإعلان عن انتهاء العرض.

يشار إلى أن مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون «أدماف» تنظم مهرجان أبوظبي السادس للموسيقى والفنون بالتعاون مع «أي أم جي أرتيستس» للإنتاج التنفيذي  برعايـة رئيسـة من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وشركة «مبادلة»، و«الاتحاد للطيران».

وشهدت عروض المهرجان الأولى استحساناً وإقبالاً مميزين من الحضور والنقاد، على حد سواء، خصوصاً بعد عرض مميز من أنغيلا جيورجيو بأدائها الأوبرالي المتميز، برفقة التينور الشهير يوناس كاوفمان وقائد الأوركسترا يون مارين في حفل الافتتاح، وتلى هذه البداية أداء مميز من باليه وأوركسترا البولشوي دفع الجمهور إلى التعبير عن مدى استمتاعه بالعرض من خلال التصفيق المتكرر.    

تويتر