نور مهنـّا: «ذوق السوق» كذبة روّجتها «الفضائيات»

تصوير: إيريك أرازاس

حمّل الفنان السوري نور مهنا الفضائيات العربية الغنائية الجزء الأكبر من مسؤولية انحطاط الذوق العربي، وتدهور مستوى الفن والغناء في السنوات الأخيرة، معربا عن أسفه لسقوط الفضائيات الغنائية العربية تحت سيطرة الأدوات الغربية، لتقدم أغاني وأعمالا غير لائقة بمجتمعاتها وبتمويل عربي، في الوقت الذي يجد فيه قنوات فضائية غير عربية تقوم بإحياء التراث والفن العربيين، واصفا نفسه بـ«حامل التراث مشروعا على أكتافه».

وقال مهنا الذي أحيا مساء أول من أمس «حفل الخميس الأخير من كل شهر» الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في المجمّع الثقافي «من الغريب أن نجد تراثنا وفننا الأصيل يندثران بيننا، وفي الوقت نفس تحييه قنوات فضائية معادية، وهو تناقض غريب وغير لائق». مشيرا إلى أن الكثير من الأسر العربية أصبحت تمنع استقبال القنوات الفضائية الغنائية، خوفا على أبنائها، ورغبة في تربيتهم على العادات والتقاليد الأصيلة التي نشأ عليها الآباء.

أنغام من الشرق
وأعرب الفنان السوري خلال اللقاء الإعلامي الذي جمعه بالإعلاميين قبيل الحفل؛ عن سعادته بالدور الذي تقوم به الإمارات، وسبقت فيه العديد من الدول العربية، موضحا أنه «الدور الذي يهدف إلى عدم المساس بشرقيتنا من خلال نشر الفن الراقي والطرب الأصيل، ويعبر عنه عنوان الحفلات التي تقيمها الهيئة «أنغام من الشرق»، والتي جمعت مجموعة من الأسماء الكبيرة في مجال الطرب العربي، ما يؤكد أن الدنيا مازالت بخير، وهو أمر غير جديد على دولة الإمارات وقيادتها وشعبها».

وتمنى «استمرار هذه الجهود، بعد الزوبعة الغنائية القذرة التي نراها على جميع المحطات الفضائية الغنائية بلا استثناء»، على حد تعبير مهنا الذي تابع كنت من أوائل من قدم القصيدة الفصحى مغناة، ولكن الفضائيات تميل إلى تقديم أغنيات لعدد من الفنانين وتتجاهل البعض الآخر، كما تبرر هذه الفضائيات اتجاهها لتقديم أعمال هابطة بالسوق والتجارة، ولكن التجارة لا تعني إلغاء شرقيتنا وتربية أبنائنا على الخطأ، فهناك عدد كبير من أبناء الجيل الجديد لا يعرفون من هو محمد عبدالوهاب وغيره من رموز الفن العربي، كما أن معظم أغنيات اليوم لا يتجاوز عمرها الأسبوع وتنتهي».

غياب التبنّي
وأوضح نور مهنى ان هناك العديد من الأصوات الشابة الجيدة والمتميّزة، ولكنها لا تجد شركات إنتاج تتبناها، بينما تفرض شركات إنتاج أخرى على من تتعامل معهم من الشباب اختيارات بعيدة عن الفن الأصيل، بحجة أن متطلبات السوق وهي كذبة تروجها الفضائيات الغنائية هي التي تفرض على المجتمع الأغاني الهابطة.

وأكد أنه «ليس هناك شركة إنتاج تستطيع أن تفرض عليه تقديم ما يتعارض مع ما يناسب منهجه، والذي يهدف إلى تقديم التراث بعد العمل على تطويره وتجديده، بما يتناسب مع روح العصر ويجعله مقبولا من الأجيال الجديدة، وتقديمه بشخصيته ورؤيته الخاصة بعيدا عن تقليد الآخرين، فالمقلد لا يعيش».

ولفت مهنا إلى أن اللهجة لا تهمه، ولكن ما يشغله هو إظهار الإمكانات الصوتية للفنان، بما يتيح للجمهور الحكم على مدى ما يتمتع به من موهبة وأصالة، معتبرا أن الموشحات ليست ملكا لأحد سوى من يملك الصوت المتمكن، والذي يساعده امتلاك الخلفية الدراسية والثقافية على إبراز إمكاناته.

وأضاف «أصبحت الموشحات في الوقت الحالي خليطا، فهناك موشحات في المغرب وأخرى في سورية وغيرها في مصر، حيث تختلف الأوزان والإيقاعات من بلد إلى آخر، في المقابل أنا لا أنحاز إلى الموشحات او القدود، ولكنني أغني كل أصيل، وأنتقي من التراث ما يناسب صوتي، وعلى المسرح أغني بوجداني بصرف النظر عن عدد الجمهور الحاضر سواء عشرة أو عشرة آلاف، فنوعية الجمهور وتجاوبه هي التي تشعر المطرب بالسعادة وتدفعه إلى التجويد وليس العدد».

قصيدة العتيبة
قدم نور مهنا في الحفل الذي أحياه مساء أول من أمس في أبوظبي، وسط حضور من عشاق الطرب الأصيل، الكثير من الأغنيات، من بينها قصيدة جديدة يقدمها لأول مرة، من كلمات الشاعر الإماراتي الدكتور مانع سعيد العتيبة.

تويتر