طرائف
أدخل رجل من أهل العراق الشام في أيام عبدالملك بن مروان في حوائج له، فحجب عنه، فدخل في غمار الناس، فقال عبدالملك لجلسائه: ما معنى قول الشاعر:
إذا ما المواشط باكـرنـهـا وأتبعن بالظّفر وحفاً طويلا
تخذن القرون فعقّـلـنـهـا كعقل العسيف غرابيب ميلا
يصف شعر امرأة، والوحف: البشام، والعسيف: الأجير، والغرابيب الشديدة السواد؛ يريد عناقيد الكرم. وروي عراجين ميلاً فسكتوا عن آخرهم.
فقال العراقي لرجل من أهل الشام، له بزة وهيئة: أرأيتك إن أخبرتك بمعناه، وحصل لك الحظ عند أمير المؤمنين، أتقربني منه حتى أسأله حاجتي؟ قال: لك ذلك. قال: إنما يصف البطيخ، فوثب الشامي، وقال ذلك، فافتضح وانقلب المجلس ضحكاً. فقال له عبدالملك: من أين لك هذا العلم؟ قال: هذا العراقي ابن اللخناء قال لي ذلك. فقال عبدالملك: ما أدخلك؟
اذكر حاجتك. فذكرها فقضاها له وقال: اخرج من الشام، لا تفسدها عليّ بمجاورتك.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news