مروان عبدالله: لن أعيش في جلباب «ابن الأبطال»

منوعا ظهوره ما بين طلة شبابية في «سوالفنا حلوة» على شاشة قناة دبي، وأخرى متسقة مع شخصية المخرج المسرحي في «عنمبر»، وثالثة في إطار عمل درامي كوميدي يعود إلى الإمارات في عصر ما قبل ظهور النفط، لا يكاد الفنان مروان عبدالله يغيب عن معظم المسلسلات الإماراتية الحديثة التي يتم إنتاجها تحت مظلة مؤسسة دبي للإعلام.

وعلى الرغم من ذلك، فإن مروان نجل الفنان القدير عبدالله صالح، يعد مثالاً صادقاً على صحة مقولة «ابن الوز عوام»، وهو لا يشعر بالرضا التام عن منجزه وموقعه، معتبراً أن المخرجين استسهلوا إسناد أدوار الابن له مع اختلاف أسماء الأبطال . وقال «في كل الأعمال، أنا الابن الشقي أو الظريف أو البار، لكنني قررت أن أخرج من جلباب تلك الأدوار التي تحصر أدائي بابن جابر نغموش أو أحمد الجسمي أو رزيقة طارش وسميرة أحمد، وغيرهم من نجوم الدراما المحلية لأكون مروان عبدالله صالح».

وفي الوقت الذي يشعر فيه مروان بأن «سوالفنا حلوة» فتح أمامه أبواب مساحة انتشار عربية لم يكن يتوقعها، يرى أن في الإمكان أفضل مما كان، إذا ما تم التنسيق بشكل أكبر بين جهوده الإعلامية والتمثيلية.

ويحضّر الفنان والمذيع الشاب لأعماله التي قد تتداخل في أكثر من موضع، فمن بيروت إلى خشبة مسرح دبي الإهلي إلى موقع تصوير أحدث أعماله الدرامية التي من المقرر عرضها على شاشة «سما دبي» الفضائية «حلوم أم العلوم» في الفجيرة .

«وشاية إعلامية»

بدا مروان شديد الإنزعاج مما أسماه «وشاية إعلامية أشعلت نيران غضب والده»، مضيفا لـ«الإمارات اليوم»: «ناقشت والدي في ما نشرته بعض وسائل الإعلام عن إنزعاجه من اتساع شهرتي، وأخبرني بأن الأمور تم تضخيمها في سياق النشر»، فيما أعرب عن انزعاجه أيضاً لتعرضه لحملة هجوم حادة على بعض مواقع الإنترنت المحلية يكيل روادها السباب لشخصه بشكل مجاني، داعيا إلى أن يتم وضع حد لهذه الانتهاكات، وملاحقة مرتكبيها قانونيا.

ولم يخف ممروان الذي يعد أيضاً حلاً درامياً سهلاً لدور الابن في مخيلات مخرجين كثيرين لمسلسلات محلية انزعاجه من خطورة تكراره للأدوار نفسها، على الرغم من اختلاف السياق الدرامي، مضيفاً «أنا أكثر الممثلين الذين جسدوا في الفترة الأخيرة أدوار ابن أحد الممثلين الرئيسين، فأنا ابن جابر نغموش وأحمد الجسمي وسميرة أحمد ورزيقة طارش وغيرهم من نجوم الدراما الإماراتية في مختلف أعمالهم الحديثة، سواء كان الابن باراً أم غير ذلك، وهو توجه يصادر قدرات كثيرة لدي على أداء أدوار أكثر تنويعاً وثراء، فضلاً عن أنه من دون شك سيكون مدعاة إلى ملل المشاهد الذي أصبح يتوقع طبيعة الأدوار التي يمكن أن تسند إليّ مستقبلا» .

وفي ما يتعلق بما أثير عن اختلافه مع الفنانة سميرة أحمد في آخر مسلسل جمعهما لصالح «سما دبي» الفضائية، على الرغم من تصريح سابق وصفها فيه لـ«الإمارات اليوم» بأنها بمثابة أم وحاضنة له في الوسط الفني، قال «اختلفت مع سميرة أحمد منتجة، ولم أختلف معها فنانة، أو حتى أماً أحرص على الاستفادة من مخزون خبرتها الثري»، مضيفاً «بعد قطيعة طويلة، حلت الفنانة القديرة ضيفة على «سوالفنا حلوة» لتضع تلك الحلقة حداً نهائياً لسوء تفاهم وارد في سياق العمل، تم تضخيمه على نحو لا يتناسب مع حقيقة تقديري لها».

تجديد كوميدي

ويشارك مروان في المسلسل الرمضاني المقبل «حلوم أم العلوم» من بطولة رزيقة طارش وسعيد بتيجة وعلي التميمي، ويخرجه عمر إبراهيم، وتعود قصته إلى عبدالله إسماعيل ويقول عن دوره «على الرغم من أنني أدور في إطار شخصية الابن نفسها، وهي هنا ابن الفنانة رزيقة طارش، إلا أن هناك عناصر تجديد كثيرة في هذا الدور الكوميدي الذي يجعلني أضفي جواً من الدعابة والمرح في المشاهد التي أظهر فيها». وأضاف «عمدت الرؤية الإخراجية إلى التعويل على صنع المشهد الكوميدي، بعيداً عن الاعتماد على الحوار منفرداً، حيث تلعب الإكسسوارات دوراً مهماً في هذا الإطار، وهو ما يلزمني على سبيل المثال بشارب قصير ينسجم مع الملامح النفسية لدور شاب يميل إلى تقليد أحدث صرعات موضة ذلك العصر الذي يعود إلى زمن ما قبل ظهور البترول، ويتواءم في الوقت نفسه مع طبيعة الدور الكوميدي المناط بدور (طناف) الذي أؤديه».

وأضاف «مع أن اسم المسلسل (حلوم أم العلوم) يحيل بشكل مباشر إلى الفنانة القديرة رزيقة طارش، إلا أن العمل يجسد مفهوم البطولة الجماعية من خلال اتكائه على عنصر المشهد المتكامل الذي تتضافر عناصره لإضحاك المشاهد، بعيداً عن سذاجة المقولات الجاهزة عبر التركيز على ما يمكن تسميته بـ(كوميديا الموقف) التي تصبح أكثر أهمية في السياق الدرامي، حينما يتم ربطها بسياق اجتماعي، يتطرق لحقبة شديدة الأهمية في تاريخ التطور الاجتماعي للنمط المعيشي للأسرة الإماراتية».

ورد مروان عبد الله ما يثار عن أن المسلسل الجديد يحمل تكراراً لفكرة مسلسل «حظ يا نصيب» الذي تم عرضه في رمضان الماضي، مضيفاً «قد يكون هناك استثمار لنجاح الاعتماد على المشهد التراثي، وهو أمر لا يعيب «حلوم أم العلوم»، الذي سيفاجأ المشاهد بالحلول الإخراجية المبتكرة التي يقدمها المخرج الشاب عمر إبراهيم في كثير من مواقفه الدرامية، على الرغم من أنه التجربة الإخراجية الأولى له بعد «فوازير الأمثال»، مشيراً بشكل خاص إلى أن تحديد الزمن الدرامي بدقة في العمل أمر شديد الصعوبة بسبب وجود شواهد وأفكار تنتمي إلى ثلاثينات القرن الماضي، جنباً إلى جنب أخرى ذات علاقة بالعقد الخامس منه، ما يجعل عنصر الزمن ذا طبيعة فانتازية، وليست توثيقية بحتة.

 

«أدرى بشعابها» 

الفنان مروان عبدالله انغماس مخرجين غير إماراتيين في أعمال شديدة الصلة بالموروث الإماراتي، محذراً من أن «تفاصيل كثيرة قد يتم إسقاطها بحسن نية في هذه الحال، ستكون شديدة التأثير في صدقية العمل الدرامي».

وقام مروان بأدوار مختلفة في أعمال عديدة ذات طابع تراثي مثل «حظ يا نصيب» وأيضاً «حلوم ام العلوم» الذي يجري تصويره حالياً في الفجيرة ليكون جاهزاً للعرض الرمضاني على شاشة «سما دبي». وهو يرى أنه مع وجود مخرج وكاتب وممثلين إماراتيين في تلك النوعية من الأعمال، تكون هناك دائماً فرصة أفضل لتقديم أعمال شديدة المحاكاة للواقع . ويقول « إذا كان أهل مكة دائماً أدرى بشعابها، فما بالنا ونحن نتحدث عن مراحل مازالت تفاصيلها الكثيرة لا توثقه سوى الذاكرة الجمعية الشفاهية التي تصل إلينا عن طريق آبائنا وأجدادنا الذين عايشوا دقائقها».

شارب إجباري

في كواليس تصوير «حلوم أم العلوم».
برّر الفنان الشاب مروان عبدالله صالح تكرر ظهوره مذيعاً وممثلاً بشكل يكاد يكون حصرياً على شاشتي قناة «دبي الفضائية» و«سما دبي» بما أسماها «علاقة التزام» تربطه بمؤسسة دبي للإعلام، تجعله يضع وجوده على إحدى شاشاتها في سلم أولوياته الفنية . وكشف لـ«الإمارات اليوم» عن الإعداد لبرنامج جديد يقوم بتقديمه منفرداً على «دبي الفضائية»، فضلاً عن «سوالفنا حلوة» الذي يشاركه تقديمه إعلاميون من مصر وتونس وفلسطين ولبنان والكويت.

وقال «أجد صعوبة كبيرة في التوفيق بين مسؤولياتي كمذيع، عليه أن يقوم بالإعداد الجيد لموضوعات حلقات برنامجه، وكوني ممثلاً أضطر أحيانا إلى المبيت أياماً عديدة في أماكن تصوير تقع في قرى نائية غير مرتبطة بالأساس بالإنترنت . تماماً كما أجد صعوبة في ضرورة احتفاظي بشاربي على هذا النحو المخلص لتقاليع الخمسينيات في أثناء تسجيلي حلقة جديدة من (سوالفنا حلوة) في بيروت».

نار الانتشار
على الرغم من اعترافه بأن اشتراكه في تقديم برنامج «سوالفنا حلوة» على شاشة «دبي الفضائية»، حقق له قدراً كبيراً من الانتشار على المستوى العربي، قال الفنان مروان عبد الله «حذرني أصدقاء من هذا الانتشار السريع وخطورته على مسيرتي ممثلا، وفي الوقت الذي اعتبره مخضرمون وسيلة قدمتني إلى الجمهور بشكل يفوق في نتائجه عشرات الأعمال الدرامية الجيدة، اعتبره آخرون من قبيل الاحتراق الإعلامي لممثل مازال يتلمس طريقه».

 
 

الأكثر مشاركة