طرائف
- دخل إبراهيم بن علي بن هرمة على المنصور ، وأنشده قصيدته التي يقول فيها:
له لحظاتٌ في حفافي سريره إذا كرّها فيها عقابٌ ونـائلُ
فرفعَ الحجاب له، وأقبلَ عليه وأمر له بعشرة آلاف درهم. ثم قال: يا
إبراهيم: لاتطمع في مثلها، فما كل وقت تصل إلينا، ولا يصل إليك منا
مثلها. فقال: ألقاكَ بها يا أميرَ المؤمنين يومَ العرض بختم الجهبذ.
فضحك. وقال: اذكر حوائجَك. فقال: تكتبُ لي إلى عامل المدينة ألا يحدّني إذا أُتي بي إليه وأنا سكران، فقال: هذا حدّ من حدود الله لا يمكن تعطيلُه. فقال: تحتالُ لي يا أميرَ المؤمنين. فكتب إلى عامل المدينة: من أتاك بابن هرمة وهو سكران فاضربه الحد، واضرب الذي يأتيك به مئة. فتحاماه الشرط. فكانوا يمرّون به مطروحاً في سكك المدينة فيقولون: من يشتري ثمانين بمئة؟
- خرج أبو دلامة مع المهدي وعلي بن سليمان إلى الصيد، فعنّ لهم ظبي؛ فرماه المهدي فأصابه، ورمى علي بن سليمان فأصاب كلب الصيد، فضحك المهدي وقال لأبي دلامة: قل في هذا شيئاً فأنشد:
قد رمى المهديّ ظبياً شكّ بالسهم فـؤادَهْ
وعليّ بن سـلـيمـا ن رمى كلباً فصادَه
فهنـيئاً لـهـمـا ك لّ امرىءٍ يأكل زادَه
فاستفرغ المهدي ضحكاً وأمر له بجائزة.