مهرجان الخليج السينمائي ينطلق بحضــور جماهيري كثيف
انطلقت مساء أمس فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الخليج السينمائي، وسط احتفاء فني وجماهيري واسع غصت به صالة عرض «دبي فيستفال سيتي»،وبدأت عروض أفلام المهرجان بستة أفلام قصيرة، لأعمال من الإمارات والسعودية وقطر والكويت وسلطنة عمان والعراق، وتستمر فعاليات المهرجان حتى الأربعاء المقبل.
وجاءت الليلة الافتتاحية أكثر إخلاصاً للفعل الدرامي السينمائي الذي غلب من خلال الجماليات الفنية للعروض الستة على حساب ألق السجادة الحمراء التي اعتاد معظم المهرجانات السينمائية على المراهنة عليه، لاسيما في ليلتي الافتتاح والختام، وهو ما أوضحه رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة لـ«الإمارات اليوم»، بتأكيده أن اللجنة المنظمة رأت أن «تسليط الأضواء على نتاج الجيل السينمائي الشاب أكثر إلحاحاً في هذه المرحلة المهمة من مسيرة الحركة السينمائية الخليجية من الاهتمام بأي نشاط آخر لا يصب في مصلحة دعم القائمين على تلك الصناعة الوليدة من خلال التعريف العملي بإبداعاتهم».
وشدد على أن اختيارات أفلام الافتتاح تمت بناء على معايير فنية، سعت إلى تقديم صورة مشرفة لواقع صناعة الأفلام الخليجية، بعيداً عن دبلوماسية التوازنات في اختيار أفلام تمثل الدول المشاركة على تنوعها، مشيراً إلى أن سبب غياب أفلام من اليمن في الليلة الافتتاحية يعود إلى أن اللجنة المنظمة لم تتلق أية أفلام قصيرة من المخرجين اليمنيين.
رؤى خاصة
ودعا رئيس المهرجان الجمهور الخليجي والإماراتي إلى «الاستمتاع بحضور تلك النخبة المميزة التي يضمها المهرجان، من أفلام تمثل بالفعل رؤى إخراجية ودرامية شديدة التباين لقضايا إنسانية خليجية شديدة الارتباط بالمواطن الخليجي، عبر طرح وتحليل ومناقشة قضايا حقيقية بأدوات سينمائية، جمعت في كثير منها بين ديناميكية العناصر الشابة التي شاركت فيها، وخبرة مخضرمة في عالم الدراما الخليجية التي اختارت التواصل مع لغة العصر السينمائية عبر مشروعات تختلط فيها الدماء الشابة بخبرة الرواد».
وأفاد بأن الدورة الثانية من المهرجان تمثل بالأرقام نجاحاً لمسيرة «الخليج السينمائي»، مطالباً النقاد والجمهور بمزيد من الصبر على الموهوبين الخليجيين السينمائيين المشاركين، واعداً بأن سنة المهرجان الخامسة سوف تكون مفصلية في ما يتعلق بثماره من خلال تقديم أعمال أكثر قدرة على المنافسة إقليميا وعالمياً.
نجوم
وتنوعت قائمة النجوم والمشاهير الذين حضروا حفل افتتاح المهرجان في غراند فيستفال سينما، حيث تقدمهم الشخصيات الثلاث التي خصها المهرجان بجوائز تكريم إنجازات الفنانين، وهم الكاتب الإماراتي عبدالرحمن الصالح، والمخرج البحريني خليفة شاهين، والمخرج الكويتي خالد الصديق، واحتفى المهرجان على طريقته الخاصة بالمكرمين؛ حيث عرض تقارير توثيقية لم تخل من جماليات المشهد السينمائي، وكذا بطاقات تعريفية عن مخرجي الليلة الافتتاحية.
ومن الإمارات، حضر أيضاً الفنانون عمر غباش، موزة المزروعي، ناجي الحاي، جمال مطر، بلال عبدالله، غزلان، عبدالله مسعود، بدور، سيف الغانم، سالم الحتّاوي، أشواق، علي خميس، سلطان النيادي، ملاك الخالدي، يوسف يعقوب، إبراهيم سالم، أشجان، صوغة، عائشة عبدالرحمن، مريم سلطان، ومحمد إسماعيل.
احضروا فيلمي
انشغل عدد كبير من مخرجي الأفلام بتوجيه دعوات من خلال الرسائل النصية القصيرة، سواء لممثلي وسائل الإعلام، أو حتى لزملائهم من المهتمين بصناعة السينما، وكذلك الجمهور، وكثير من المنتمين إلى تلك الفئات، حيث تفاعلوا كثيراً مع تلك الرسائل التي أعادوا إرسالها، كأحد أساليب الدعم العملية للمهرجان والمشاركين فيه، من خلال أسلوب كان محركه الأول المبدع نفسه الذي يؤمن بأهمية التفاف الآخرين حوله، وليس التقوقع واللجوء إلى المسافات البعيدة عن الإعلام والجمهور كما يفضل كثير من نجوم المهرجانات العالمية. |
ومن الكويت، غانم الصالح، وحسين المنصور، ومن السعودية الفنان ناصر القصبي، وعبدالمحسن النمر الذي سيعرض له المهرجان فيلم الدائرة، كما حضر الفنانون البحرينيون بسام الذوادي، وفاطمة عبدالرحيم، وشيماء سبت، ومريم زيمان، وعبدالله عبدالملك، وأمينة القفاص، وأنور أحمد.
ومن خارج المنطقة، شارك الممثل الأميركي دنيس هايزبيرت، بطل المسلسل التلفزيوني الشهير 24 في حفل الافتتاح، إلى جانب مجموعة كبيرة من الأسماء البارزة والمواهب الواعدة من المنطقة.
ثراء المنطقة
وجدد مدير مهرجان الخليج السينمائي مسعود أمرالله الدعوة إلى الجمهور من أجل الاستمتاع بمشاهدة الأفلام التي يضمها المهرجان، مؤكداً أن دعم ومساندة الجمهور هو السبيل الأكثر تأثيراً في صناعة سينما خليجية قادرة على المنافسة عربياً ومن ثم عالمياً.
وعن هوية ضيوف المهرجان من فنانين خليجيين ومحليين، قال «يشرفنا أن نستضيف هذه الكوكبة المميزة من الشخصيات السينمائية الرائدة في المنطقة، الذين سيشاركوننا في الاحتفال بالدورة الثانية للمهرجان التي تسلط الضوء على إبداعات السينما الخليجية. ولا شك أن حضورهم ودعمهم يمثل أساساً لتوسيع الاهتمام بالمهرجان، كما يظهر مدى ثراء وغنى هذه المنطقة بالمواهب والطاقات الواعدة التي تشهد نمواً متسارعاً يوماً بعد يوم».
وأضاف «يعود بعض المواهب السينمائية التي كانت مدعوة في العام الماضي، وفي حوزتها أفلام تعرضها في المهرجان هذا العام، ما يؤكد نجاح المهرجان في الوفاء بالتزاماته بصفته منصة لتعزيز التواصل بين النجوم والمواهب الجديدة من دول مجلس التعاون الخليجي».
معالجات مميزة
مثلت الأفلام الستة التي دشنت انطلاقة عروض مهرجان الخليج السينمائي تجارب خاصة، تحمل رؤى سينمائية متميزة، تنطلق من غنى المنطقة، وثراء حيوات أناسها، حيث تضمنت عروض الليلة الافتتاحية فيلم «نصف قلب» للمخرج والممثل الإماراتي بلال عبدالله، والذي دار حول قصة سيدة ترتكب خطيئة يصعب غفرانها من قبل المجتمع.
ليلة خليجية اختلفت ليلة افتتاح مهرجان الخليج السينمائي بشكل كبير عن سواها من الليالي الافتتاحية الخاصة بالمهرجانات المناظرة، وجاءت الصفة الخليجية شديدة التلازم لمختلف ملامحه، بدءاً من سيادة اللباس الوطني المتنوع لدول الخليج المختلفة بالنسبة للضيوف والفنانين، مروراً باللهجات الخليجية نفسها التي تعالت في أروقة دبي فيستفال سيتي، مؤكدة أن ثمة حوارات خليجية ـ خليجية تدور هنا من خلال سحر الفن السابع. |
ورصدت المخرجة البحرينية عائشة المقلة في فيلمها «السدّادة» قضية حرية التعبير في المجتمعات، بما يرمز إلى أهمية الحرية بشكل عام. بينما انطلقت أحداث فيلم «أرض الرافدين» للمخرج العراقي المقيم في الدنمارك فنار أحمد إلى المستقبل على أرض العراق. وتابع الفيلم مغادرة قوّات التحالف العراق في عام 2020 التي ترصدها عيون صبي على وشك أن يتخذ قراراً صعباً للغاية.
أما فيلم «مجرد إنسان» فطرح فيه المخرج الكويتي عمر المعصب أسئلة فلسفية حول اكتساب المعرفة البشرية ونقلها إلى الآخر. وعرض المخرجان داوود وياسر الكيومي من سلطنة عمان فيلمهما «اكتشف طاقتك»، وتتمحور الرسالة الأساسية للفيلم حول أن لكل شخص في العالم موهبة لا يمكن الكشف عنها إلا من خلال إطلاق العنان لقدرات الإنسان ومواهبه الكامنة.
وطرح المخرج السعودي سمير عارف في فيلمه «عيون بلا روح»، فكرة مثيرة من خلال عمل بصري خالص يورط المتفرج في فضاءاته المتلاحقة.
و تتصدر الإمارات الدول المشاركة في المهرجان بـ 38 فيلماً، تليها السعودية بـ 27فيلما، والكويت 16 فيلما، والعراق 15 فيلما، إضافة إلى تسعة أفلام من البحرين، وثلاثة من سلطنة عُمان، وفيلمين من قطر، وفيلم روائي واحد من اليمن. وتتنافس 75 فيلماً من دول الخليج للفوز بجوائز المهرجان ضمن مسابقته الرسمية فيما سيتم عرض باقة من الأفلام الخليجية خارج المسابقة ضمن برنامج «أضواء» الذي يضم 31 فيلماً من دول الخليج.
يشار إلى أن مهرجان الخليج السينمائي يهدف إلى توفير منصة ليس فقط لعرض أفلام المواهب السينمائية الواعدة من المنطقة، وإنما أيضاً لتشجيع صناعة الأفلام، وتبادل الأفكار ووجهات النظر حول صناعة السينما في الخليج، وتقدمه هيئة دبي للثقافة والفنون «دبي للثقافة»، ويقام بالتعاون مع مدينة دبي للاستوديوهات .
مسعود أمر الله: المهرجان منصة لتعزيز التعاون بين نجوم الخليج. تصوير أشرف عمره