«أمـاكــن مأهـولــة» يجمـع «الجــدار» في أبـــــــــــــوظبي

جماعة «الجدار» ترحب بالمواهب والفنانين الشباب. تصوير: إريك أرازاس

أكد أعضاء جماعة «الجدار» الفنية ترحيبهم بانضمام أي فنان شاب يرى في نفسه أنه أهل للانضمام إلى الجماعة وتشكيل إضافة ايجابية، مرجعين أسباب عدم انضمام عنصر شاب إليهم منذ تأسيس الجماعة في 1993 إلى اتجاه الفنانين الشباب إلى الفن المفاهيمي، بينما تركز الجماعة على الفنون الجميلة باختلاف اتجاهاتها ومدارسها، موضحين ان الجماعة في بيانها الأول أكدت ضرورة الاهتمام بالشباب والاسماء الفنية الجديدة. وقالت عضو الجماعة الدكتورة نجاة مكي لـ«الإمارات اليوم» إن انقطاع الجماعة عن إقامة معارض لا يمثل غيابا عن الساحة الفنية والتشكيلية، وان الحضور لا يقتصر على إقامة المعارض، ولكنه يأخذ أشكالا مختلفة، فأعضاء الجماعة على تواصل دائم مع كل ما يجري على الساحة من خلال متابعة الفعاليات والأنشطة، ومناقشتها وتحليلها في جلسات وحوارات متواصلة بين أعضاء الجماعة، وغيرها من الأنشطة البحثية، وما قد يراه البعض تباعدا وغيابا هو تقارب وحوار مستمر بين أعضاء الجماعة والساحة التشكيلية في الداخل والخارج.

وأوضحت مكي ان الهدف الذي وضعته الجماعة منذ نشأتها وتمحور حول الارتقاء بالذائقة الفنية لدى الجمهور وافراد المجتمع، أصبح أكثر إلحاحاً ويمثل مسؤولية كبيرة في ظل الطفرة التكنولوجية التي يشهدها العالم كله، إضافة الى الزخم الكبير الذي تشهده الإمارات وعلى جميع المستويات، ما يجعل المهمة أصعب وتتطلب المزيد من التركيز والوعي.

وشدد أعضاء «الجدار» خلال اللقاء الإعلامي الذي عقد، أمس، في المجمع الثقافي في ابوظبي للإعلان عن معرضهم السادس الذي يفتتح الأحد المقبل تحت عنوان«أماكن مأهولة» على أهمية الدور الذي قامت به الجماعات الفنية في الجسم التشكيلي العربي وفي نقل التجارب الفنية من مكان إلى آخر، ولكن نتيجة لانحياز الفن في السنوات الأخيرة كما قال الفنان طلال معلا «قلّ وجود الجماعات، على الرغم من حاجة التشكيل العربي لها»، لافتا إلى انه على عكس الجماعات الأخرى؛ لا توجد رؤية فنية موحدة لأعضاء «الجدار»، ولكنها تسعى لتقديم اآخر ما توصل إليه كل فنان منهم في أبحاثه، بحيث يمكن للمتلقي ان يقف أمام مجموعة من الأبحاث البصرية، ومن خلالها يمكن ان نلاحظ تغيرا كبيرا في جغرافية اللوحة لدى أعضاء الجماعة، بحيث أصبحت أكثر التحاما بالقضايا المطروحة اليوم في الواقع العربي.

وعن عنوان المعرض «أماكن مأهولة» قال الفنان د.عبد الكريم السيد إنه «يشير إلى الحميمية التي تجمع بين الفنان وجمهوره، وان أماكن الفنانين مأهولة بالفن والافكار والتلاحم وتعاطف الجمهور مع ما نقدمه من أعمال». وأوضح الفنان محمود الرمحي ان «الاعمال الفنية لا تمنح الكلمات معاني اخرى، لانها تتحدث بلغة بصرية تغاير المرئي وتتجه إلى اللاصوري، لذا يمكن أن يأخذ العنوان أبعادا ومعاني تتجاوز المعاني المعتادة للكلمات وهو نوع من التحدي.

ومن المقرر ان يضم معرض «أماكن مأهولة» أعمالا للفنانين الثمانية أعضاء جماعة الجدار وهم: إحسان الخطيب وأحمد حيلوز وطلال معلا وعبدالكريم السيد ومحمد يوسف ومحمد فهمي ومحمود الرمحي ونجاة مكي، حيث يشارك كل منهم بخمسة أعمال، وتأتي مشاركة عبدالكريم السيد تحت عنوان «في انتظار المعتصم»، بينما يواصل طلال المعلا تجربته التي استمرت على مدى معارضه الثمانية السابقة بحثاً في موضوع الصمت، في الوقت الذي ينصب فيه اهتمام محمد فهمي على حركة اللوحة لا سكونها ليطلق مجموعة من الألوان التي تبحث عن الإيحاء المتحرك، ويتجه أحمد حيلوز لاستخدام خامة جديدة في الأعمال التي يشارك بها تتمثل في صفائح الصحف التي سبقت طباعتها، في اشارة إلى ان الجريدة هي البوصلة اليومية للإنسان.

واختار محمود الرمحي مشاركاته من مراحل عدة تعبر عن تجاربه السابقة وتنصب في تجسيد مدى تأثير الاسطورة على شخصية وعقل الإنسان العربي، في حين يسعى إحسان الخطيب لتحمل لوحاته تلقائية الطفل في تجسيدها للمشاعر والأفكار والأحداث.

تويتر