طرائف

من نوادر «البخلاء» للجاحظ:

كنت في منزل ابن أبي كريمة، وأصله من مَرْو (مدينة في بلاد فارس يشتهر أهلها بالبخل)، فرآني أتوضّأ من كوز خزف، فقال: سبحان الله تتوضّأ بالعَذْب والبئر لك معرضة! قلت: ليس بعذب، إنّما هو من ماء البئر. قال: فتفسدُ علينا كوزنا بالملوحة! فلم أدرِ كيف أتخلّص منه.

حدّثني مويس بن عمران قال: قال رجل منهم (البخلاء) لصاحبه ـ وكانا متزاملين أو مترافقين: لمَ لا نتطاعم ( نأكل معاً)، فإن يد الله مع الجماعة، وفي الاجتماع البركةُ. وما زالوا يقولون: طعام الاثنين يكفي الثلاثة، وطعام الثلاثة يكفي الأربعة. فقال له صاحبه: لولا أعلم أنك آكَلُ مني، لأدخلت هذا الكلام في باب النصيحة.

يقول المروزيّ (من مَرو) للزائر إذا طاب جلوسُه: تغديتَ اليومَ؟ فإن قال: نعم. قال: لولا أنك تغدّيتَ، لغدّيتُكَ بغداء طيّب. وإن قال: لا. قال: لو كنتَ تغدّيتَ لسقيتُكَ خمسة أقداح. فلا يصير في يده على الوجهين قليلٌ ولا كثير.

الأكثر مشاركة