طرائف

من نوادر أبي نواس

مرّ عثمان بن حفص الثقفي بأبي نواس، وقد خرجَ من علة، وهو مصفرّ الوجه، وكان عثمان أقبح الناس وجهاً. فقال له عثمان: ما لي أراك مصفراً؟ فقال أبونواس: رأيتك فذكرت ذنوبي. قال: وما ذكر ذنوبك عند رؤيتي؟ فقال: خفت أن يعقابني الله فيمسخني قرداً مثلك.

ولما حبسَ الأمين أبا نواس دخل عليه خال الفضل بن الربيع، وكان يتعهدُ المحبوسين، ويسأل عنهم وكانت فيه غفلة، فأتى أبا نواس، وقال: ما جرمُك حتى حبست في حبس الزنادقة؟ أزنديق أنت؟ قال: معاذَ الله. قال: أتعبُد الكبش؟ قال: ولكني آكله بصوفه. قال: أتعبُد الشمس؟ قال: والله ما أجلسُ فيها من بغضها، فكيف أعبدها! قال: أفتعبُد الديك؟ قال: لا والله، بل آكله، ولقد ذبحتُ ألفَ ديك، لأن ديكاً نفرني مرةً، فحلفت ألا أجد ديكاً إلا ذبحته. قال: فلأي شيء حُبست؟ قال: لأني أشربُ شرابَ أهل الجنة. قال: وأنا أيضاً أفعل ذلك، ثم خرج إلى الفضل فقال: ما تحسون جوار الله تحبسون من لا ذنب له، سألت رجلاً في الحبس عن خبره، فقال كذا وكذا، وعرفه بكل ما جرى بينه وبين أبي نواس، فضحك ودخل على الأمين فأخبره الخبر، فأمر بتخليته للحال.

تويتر