سالـم الحتــاوي.. ترجّل عن خشبـة الحياة
شيّعت أسرة المسرح والأدب في الإمارات، أمس، الكاتب سالم الحتاوي، في موكب جنائزي مهيب، شهدته مدافن القوز في دبي، حضره عدد كبير من أهل ورفقاء درب الراحل الذي غيّبه الموت، أول من أمس، إثر أزمة قلبية طارئة ألمت به، وأسلمته إلى فراش مرض لم يمهله سوى خمسة أيام.
ووضع الموت حداً قدرياً لطموح الحتاوي الذي كان قد استقال أخيراً من وظيفته الرسمية، من أجل التفرغ لإدارة شركة إنتاج خاصة، عازماً على دخول مجال الإنتاج التلفزيوني بقوة، بعد أن زاوج، على مدار أكثر من 18 عاما، بين الكتابة المسرحية التي تصدرت إبداعاته والكتابة للدراما التلفزيونية والإذاعية، ليخلف أكثر من 32 مسرحية وعددا كبيرا من النصوص الدرامية المعدة للتلفزيون والسينما والإذاعة، فيما ترك أسرياً 11 من الأبناء، نصفهم من الذكور وأكبرهم لم يتعد الـ19 عاماً.
واكبت «الإمارات اليوم» وداع الحتاوي إلى مثواه الأخير في مقابر القوز في دبي، وسط حضور كثيف من أهله وأقربائه وزملاء الوسط المسرحي، كان كثيرون منهم في حالة شديدة من التأثر، معربين عن اندهاشهم لانسحاب الحتاوي من كوكبتهم بهدوء، مسلمين في الوقت نفسه بحكمة القدر. وعلى الرغم من ذلك، دارت عجلة أعمال درامية كثيرة لم تستثن أمس، من تعليق التصوير حداداً على الفقيد، وشهدت مواقع تصوير أعمال محلية يوم عمل عادياً، على الرغم من أن بعضها الآخر آثر إيقاف التصوير في لمسة وفاء مستحقة للراحل .
وأعلنت جمعية المسرحيين نعيها، وألغت احتفالية كانت مقررة اليوم في مقرها في الشارقة، ابتهاجاً بفوز مسرحية «اللوال» بجائزة أفضل عمل مسرحي في مهرجان المسرح الخليجي في الكويت، في الوقت الذي استسلم فيه مسرح دبي الشعبي الذي كان يعده الحتاوي بيته الأول إلى حالة حزن شديدة.
وصرح رئيس صندوق التكافل الاجتماعي في جمعية المسرحيين، وأحد أبرز رفقاء درب الراحل، المخرج عمر غباش أن «إجراءات عاجلة يتم اتخاذها من أجل تعجيل صرف المستحقات المادية لأسرة الراحل، والتي تبلغ قيمتها 30 ألف درهم».
وقال غباش الذي كان شديد التأثر بمفاجأة رحيل الحتاوي «كنت محاضراً لأول ورشة عمل حضرها الحتاوي، من أجل أن يجد لذاته موطئاً في النشاط المسرحي في الدولة عام .1991 يومها، طلبت من الحتاوي الاشتراك في مشهد تمثيلي، لكنه أكد لي حينها أن موهبته كتابية وليست أدائية. وحينما اطلعت على كتاباته الأولى، وجدته بالفعل موهبة كتابية جيدة، تستحق أن يفسح أمامها طريق الكتابة المسرحية».
وأضاف «تطورت علاقتنا منذ ذلك الوقت، واشتغلنا سوياً نص مسرحية «أحلام مسعود»، ودخلنا في حلقات نقاش ثنائية حول النص وتطويره، قبل أن يكون أول أعمال الحتاوي المسرحية، والتي تم عرضها لأول مرة على خشبة مسرح الشباب للفنون، لتليه بعد ذلك أعمال أخرى، مثل «ريش على ماميش»، و«صمت القبور»، في ظل انبهاري بإمكانات الحتاوي في الكتابة المسرحية، الأمر الذي أوصلنا إلى تعاون ثنائي أثمر مجموعة من الاعمال».
وكانت الأعمال الأولى للحتاوي على صعيد الكتابة للدراما التلفزيونية والإذاعية أيضاً، من خلال أعمال مشتركة مع غباش، حيث كتبا معا للإذاعة مسلسل «عيال كحيان» من 30 حلقة، فضلاً عن «عيال بو سالم» لقناة دبي الفضائية.
وكانت نائبة رئيس قسم المسرح في وزارة الثقافة والشباب وتمنية المجتمع الفنانة سميرة أحمد أيضاً في حالة نفسية شديدة السوء، وأعربت عن تأثرها برحيل الحتاوي، وقالت لـ«الإمارات اليوم» «رحل الحتاوي إنساناً شديد الرقي على المستويين الإنساني والمهني، مخلفاً ثروة فنية ومثالاً نادراً للفنان المتمكن من أدواته الفنية، وبقيت سيرته العطره ونتاجه المميّز الذي شرفت أن أجسّد جانباً منها في أربعة أعمال، منها مسرحية «ليلة زفاف» الذي حصلت من خلاله على لقب أفضل ممثلة، فضلاً عن الأعمال التلفزيونية : «وجه آخر» و«الكفن» و«بيت الشمار».
يذكر أن الحتاوي كاتب مسرحي ودراما تلفزيونيه وإذاعية، وكان موظفاً في إذاعة وتلفزيون دبي سابقاً من خلال عمله فنياً في مجال البث، قبل أن يستقيل ويلتحق بشركة «دو» للاتصالات. والتي غادرها قبيل وفاته أيضاً للتفرغ للإنتاج التلفزيوني والعمل الكتابي . وكان عضواً في مسرح دبي الشعبي وجمعية المسرحين واتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وشارك في دورات أيام الشارقة المسرحية مؤلفا في أغلب دوراتها، وكان عضو لجنة تسيير الدورة .14 وشارك في مهرجان المسرح الخليجي مؤلفا في دورته الخامسة في الكويت والسادسة في عُمان، وضمن وفد في الدورة السابعة في قطر. وللحتاوي مشاركات في مهرجانات محلية وخايجية وعربية عدة، ونال خلال مسيرته الفنية جوائز كثيرة، منهاأأأأأأ أفضل عمل متكامل في أيام الشارقة المسرحية نص «الملة» عام ،1996 وأفضل نص مسرحي في مهرجان أيام الشارقة المسرحية عن «أحلام مسعود» في ،1994 وأأأأأأأفضل نص مسرحي في أيام الشارقة المسرحية عن «ليلة زفاف» في ،1996 بالاضافة الى جائزة أفضل نص مسرحي، في مهرجان المسرح الخليجي في الدورة السادسة في مسقط، عن «عرج السواحل». وفاز بجائزة الجهد المتميّز في 1999 أمن جمعية المسرحين، وفاز بالمركز الثالث في مسابقة التأليف المسرحي أفي جمعية المسرحين عن نص «جوهرة» في .1999
آخر الاعمال