قرارات.. مع وقف التنفيذ
كثيرة هي القرارات العربية التي صدرت عن مؤتمرات القمم العربية الخاصة بالقضية الفلسطينية والقدس.. ولكن القليل.. القليل منها ما وضع محل التنفيذ.. والقرارات العربية الرسمية مثلها مثل القرارات التي صدرت عن هيئةالأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، ولكن بقيت تراوح مكانها حتى اللحظة.
ومادمنا نتحدث عن القدس، واعتمادها عاصمة للثقافة العربية لهذا العام.. في ظل الهجمة الشرسة التي تشنها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد المكان والإنسان داخل مدينة القدس، إذ لم يسبق للقدس منذ أن هدمت سلطات الاحتلال حي المغاربة بكامله عام ،1967 أن تعرضت المدينة لهدم منازلها وأحيائها كما يحدث الآن. فالحفريات في محيط المسجد الأقصى مستمرة وبشكل متواصل، وهدم المنازل والبيوت مستمر بشكل عنيف، ونصب الخيام للبيوت المهدمة ازداد، ولا يكاد حي في القدس يخلو من خيمة تدل على هدم منزل هنا أو هناك.
من الظلم أن يترك المقدسيون لوحدهم في هذه المعركة المصيرية التي تزداد شراسة من يوم لآخر، ولا يمكن أن نكتفي بإقامة الاحتفالات في عواصمنا العربية بالقدس عاصمة للثقافة العربية، بينما تستمر سلطات الاحتلال بفرض القيود والإجراءات التي من شأنها تهويد المدينة، وطمس معالمها العربية التاريخية والحضارية.
ونحن بدورنا نذكر الوزراء والمسؤولين عن الشؤون الثقافة في الوطن العربي بقراراتهم المتخذة في مسقط ،2006 والجزائر،2007 ودمشق،2008 التي جميعها نصت على تخصيص الجزء الأكبر من الاعتماد المالية العربية لاحتفالية القدس، لدعم البنية التحتية داخل المدينة، لتعزيز صمود مؤسساتها الثقافية وحمايتها، من التهجير أو الإغلاق، ونذكرهم أن القدس مازالت تنتظر ترجمة هذه القرارات إلى فعل على الأرض.. فهل من دولة عربية تبادر وتعلن أنها تبنت دعم مشروع في القدس.. وهل من دولة عربية تعلن عن تبنيها لبيت مهدد، وتحويله إلى بيت ثقافي عربي داخل المدينة.
فمشروعات البنية التحتية واضحة، وقد وضعت بين أيديكم، أكثر من مرة.. ومن هو بحاجة إلى هذه المشروعات، نحن على الاستعداد لإيصالها له فوراً.
إن المرحلة الخطيرة التي تعيشها القدس تستدعي عقد جلسة طارئة لمجلس وزراء الثقافة العرب فوراً، مهمته ترجمة القرارات السابقة إلى فعل حقيقي على الأرض تُشعر المقدسيين أن الأشقاء العرب لن يتخلوا عنهم.