تكية «خاصكي سلطان».. عطاء يعرقله الاحتلال
بينما تعد المواقع الدينية في مدينة القدس غذاءً للروح ومبعثاً للطمأنينة، فإن «تكية خاصكي سلطان» تعد مكان غذاء للفقراء والمحتاجين في المدينة، يؤمها المئات يوميا ممن ضاق بهم الحال.
هذه التكية التي أنشأتها زوجة السلطان سليمان القانوني «وكسلانة» وتقع في عقبة المفتي، بقيت مستمرة في تقديمها الخدمات الجليلة والطعام للفقراء والدراويش والمرابطين والمسافرين منذ عام 1552 ميلادية، وحتى يومنا هذا. وفي شهر رمضان المبارك يتضاعف العمل في التكية، حيث يأتي المئات من أبناء القدس والضفة الغربية، لاسيما المحتاجين واليتامى للحصول على وجبة إفطارهم. ويبين مدير عام صندوق الزكاة، الشيخ عماد أبو لبدة، أن «تكية خاصكي سلطان تشمل خدماتها الشرائح الاجتماعية كافة داخل مدينة القدس وخارجها، بل يتعدى الأمر إلى خارج أسوار المدينة المقدسة وخارج جدار الفصل العنصري من مناطق جبع وحزما وعناتا ومخيم شعفاط»، موضحاً أن «عمل التكية لا يقتصر على شهر رمضان، وإنما تقدم وجبات أسبوعية على مدار العام، وتقدم يومياً الشوربة الخاصة بها وتسمى «الدشيشة» التي تتكون من القمح المجروش».
مناشدة ناشد مدير عام صندوق الزكاة، الشيخ عماد أبو لبدة، أثرياء العالمين العربي والإسلامي تقديم الدعم لتواصل التكية عملها الخيري «أطالب أثرياء العالم أن ينظروا نظرة إيجابية للمرابطين في بيت المقدس، فلا يعقل أن يقدم ثري يهودي تمويل حي كامل بجوار الأقصى، ونحن نجتهد في توفير لقمة العيش للبطون الجائعة من الأرامل والمساكين والمحتاجين». يذكر أن في فلسطين يوجـد تكيتان هما: «تكية سيدنا إبراهيم» في مدينة الخليل، و«تكية خاصكي سلطان»، التي أنشأتها روكسلانـة زوجـة السلطان سليمان القانـوني عام 1552م (959 هـ). |
ويؤكد أبو لبدة «ارتفاع نسبة الفقر، ولعل معاول الهدم للبنية المجتمعية للمجتمع المقدسي متعددة يجمعها غول الجدار العنصري والمعابر التي شتتت أوصال هذا المجتمع وزاد من نسبة الفقراء وغلاء المعيشة الباهظ والضرائب المرتفعة والحصار الذي يفرضه الاحتلال الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني». ويقول إن «التكية التي تقع بجوار المسجد الأقصى المبارك، في حاجة إلى ترميم وتعمير، مثل إعادة البلاط وترميم الجدران الخارجية والداخلية للغرف وتركيب شبابيك». منوهاً بدوره الخيري في فلسطين طيلة العهد العثماني، «واستمرت في تقديمها الخدمات الجليلة للفقراء والدراويش والمرابطين والمسافرين لمئات السنين، وكان ذلك بفضل مبنى التكية ووقفيتها التي حررتها عام 964 للهجرة». ويضيف أن «التكية تعتمد في تمويلها بشكل أساسي على تبرعات المحسنين العينية، مثل هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية، ولجنة زكاة القدس، وجمعية الهلال الأحمر الإماراتي، بالإضافة إلى تجار القدس وعدد من المتبرعين من خارج البلاد». وأوضح «منذ بدء العمل في التكية تم إيقاف قرى ومشاريع تدر أرباحا تسد احتياجات التكية ومصاريفها والعاملين عليها، إلا أن نكبة 1948 وسيطرة الاحتلال الاسرائيلي على هذه الوقفيات حرم التكية من أوقافها التي سجلت لها».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news