أنغام من الشرق يستلهم العصر الذهبي للطرب العربي الأصيل. من المصدر

«أنغــــام من الشرق» في أبــوظبي

تنطلق مساء غد السبت، فعاليات الدورة الثانية من مهرجان «أنغام من الشرق»، الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ويستمر حتى التاسع من مايو الجاري، بمشاركة عدد كبير من نجوم الطرب من مختلف الدول العربية، والذين سيقدمون عدداً من الحفلات والمحاضرات الفنية.

واعتبر الموسيقار المصري عمار الشريعي أن المهرجان بمثابة «القليل من الأوكسجين الذي يطرد الكثير من ثاني أكسيد الكربون الذي أصبح يسيطر على الحياة الفنية، كما أن مثل هذه المهرجانات التي لا تحمل غاية سوى المتعة الفنية تدفع الجمهور للعودة إلى الوطن وذائقته الأصيلة، والابتعاد قليلاً عن الوجدان المستجلب الذي يحاول كثيرون الترويج له».

وأكدت رئيسة المجمع العربي للموسيـقى التابع لجامعة الدول العربية د. رتيبة الحفني في المؤتمر الصحافي الذي عقد، أمس، في المجمع الثقافي في أبوظبي، على أهمية مثل هذه المهرجانات، خاصة في الوقت الحالي، حيث تغيرت الأجواء الثقافية، وأصبحت قنوات التلفزيون ذات صبغة تجارية مثل أي سلعة تنحاز لمن يدفع أكثر. مشددة على ضرورة تفعيل التعاون بين الدول العربية للارتقاء بالذائقة ونشر الثقافة الموسيقية السليمة، «فنحن جميعاً نعاني من نفس المشكلات، وجميعنا نبحث عن علاج، كما يجب على وسائل الإعلام مساندة الثقافة بصورة أكثر فعالية، والعمل على نشرها حتى لا تظل حبيسة المحاضرات والندوات».

انقطاع موسيقي

وأكدت الحفني عدم رضاها عن الوضع الذي وصل إليه الفن في العالم العربي، مطالبة الفنانين بالعمل على تقديم أعمال جديدة تشكل إضافة للتراث الموسيقي العربي، ولوناً من ألوان التجديد فيه مثل تجربة الرحابنة. وعن تحقيق التوازن بين الحفاظ على التراث من جهة وتطوير الموسيقى العربية من جهة أخرى؛ قالت الحفني: «أنا ضد استخدام مصطلح تطوير الموسيقى العربية، لأنها متطورة بالفعل، ولكننا نسعى لاستمرارية هذا التطور، وأن يواكب هذا العصر الذي يتميز بالسرعة الكبيرة في إيقاع الحياة وكل ما يدور فيها، ولكن للأسف ما يحدث الآن هو حالة انقطاع عن الموسيقى العربية، فالملحنون والموزعون الموسيقيون الموجودون على الساحة الآن يفتقدون للثقافة الموسيقية، وغالبيتهم عاجزون عن قراءة النوتة الموسيقية، وينصب اعتمادهم بالكامل على الأجهزة الحديثة وما توفره لهم من إمكانات كبيرة، ونجد المطربين الآن بعيدين كل البعد عن الثقافة الموسيقية ويفتقدون لعنصر أساسي من عناصر تميز المطرب وهو القدرة على تجويد القرآن، وهو أمر مهم جداً حتى لمغني الأوبرا».

حلّة جديدة

وقال مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عبدالله العامري إن «مهرجان «أنغام من الشرق» يأتي هذا العام في حلة جديدة، وبرنامج غني، يحاول تسليط الضوء على جوانب مهمة من العصر الذهبي للطرب العربي الأصيل، ويسعى للحفاظ على هويتنا الشرقية وخصوصيتنا العربية، وإعادة بث روح الموسيقى العربية والشرقية والإيقاع والغناء العربي الأصيل». لافتاً إلى أن «المهرجان يضم تنوعاً فريداً بين مختلف المدارس الموسيقية العربية من الخليج العربي وبلاد الشام ومصر والمغرب العربي، لتقدم جميعها أبهى الصور الموسيقية الطربية الأصيلة». وأضاف: «إننا لا نحاول فقط تقديم مجموعة من الأمسيات الفنية الاحتفالية أو ما شابه، بل نسعى للبحث في جوانب موسيقية مهمة، من خلال مجموعة من الندوات المعرفية لكبار الموسيقيين وأصحاب الاختصاص الذين كان لهم دور كبير في الحفاظ على التراث العربي الموسيقي، وهذا ما نحاول أن نسلط الضوء عليه في هذا المهرجان من خلال إحياء عصر الفن الجميل والحفاظ عليه، لا بل نحاول أيضاً تسليط الضوء وبشكل كبير على من يحاولون الإضافة على هذا الرصيد الموسيقي في عصرنا الحالي». ورداً عن سؤال حول اتجاه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لإنشاء أكاديمية للموسيقى العربية في أبوظبي؛ أوضح العامري: «تسعى الهيئة من خلال مبادراتها إلى تعزيز وجود الثقافة والموسيقى الأصيلة لدى الجمهور، وكانت البداية مع إنشاء بيت العود، وليس هناك ما يمنع إقامة أكاديمية للموسيقى، ولكنه مشروع كبير ويحتاج لدراسة مستفيضة، خصوصاً أنه يتضمن جانباً أكاديمياً، ولكنه يظل غير بعيد عن مبادرات الهيئة».

 
برنامج الأمسيات

تبدأ الأمسيات الموسيقية لمهرجان «أنغام من الشرق» بحفل الفنان محمد عبده، الذي يقام على المسرح الوطني. أما الأمسية الثانية فتقام مساء الأحد الرابع من مايو، وتحييها الأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية، وتقام على المسرح الوطني أيضاً، وبداية من يوم الإثنين تنتقل الأمسيات إلى مسرح المجمع الثقافي في أبوظبي، ويحيي أمسية الإثنين كل من عازف الكمان جهاد عقل وعازف القانون ماجد سرور، أما حفلة الثلاثاء الخامس من مايو فتحييها فرقة بيروت للموسيقى الشرقية وشربل روحانا، ومن المغرب تحيي الفنانة كريمة الصقلي حفلاً مساء الأربعاء السادس من مايو، وتخصص أمسية الخميس لفرقة العازفات التونسيات، في حين يحضر المقام العراقي مساء الجمعة من خلال الفنان حسين الأعظمي، لتختتم الأمسيات الموسيقية مساء السبت بحفل بعنوان «تحية إلى سيد درويش» يحييها كل من الفنان المصري إيمان البحر درويش والتونسي لطفي بوشناق والفنانة اللبنانية غادة شبير.

بينما يضم البرنامج ثلاث محاضرات ويقدم الموسيقار عمار الشريعي أولى المحاضرات تحت عنوان «خمسون عاماً من الغناء»، والثانية بعنوان «سيد درويش ودور المسرح الغنائي في الموسيقى العربية» تقدمها رئيس المجمع العربي للموسيقى د.رتيبة الحفني، أما المحاضرة الأخيرة فتأتي بعنوان «الموسيقى العربية المعاصرة من الناحية التأليفية» يقدمها المؤلف الموسيقي نوري إسكندر.

الأكثر مشاركة