راغب علامة: بعض الأغاني الوطــنية اسطوانات مشروخة
قال الفنان اللبناني راغب علامة إن ارتفاع موجة الأغاني الوطنية والقومية في مراحل الانكسارات العربية المتتالية يعد «عزفاً ممجوجاً على أسطوانة مشروخة»، وأضاف «هناك الكثير مما يمكن أن يقدمه الفنان، بعيداً عن المتاجرة بظاهر الفن، عن طريق تقديم أعمال مكررة سريعة، وتكاد تكون جاهزة ومعدة سلفاً لفترات العدوان والانكسارات، كل ما يفعله المخرج أن يصحبها ببعض من شواهد العدوان الذي غالباً ما يكون إسرائيلياً».
وأوضح علامة في حوار مع «الإمارات اليوم» إنه لهذا السبب كان مقلاً في هذا النوع من الأغاني، إلى الدرجة التي لم يغن فيها لبيروت سوى مرتين فقط، بالإضافة إلى أغنية أخرى يمكن أن تندرج في إطار الأغاني الوطنية يوم استشهاد رفيق الحريري، لأنه على قناعة بأن صوت الفنان عندما يسخّر للغناء للوطن، كثيراً ما يكون له حسابات أخرى هذه الأيام لا تتعلق بالالتزام على الإطلاق»، مشيرا إلى أن بعض هذه الأغنيات ليس أكثر من أسطوانات مشروخة.
وفي سياق آخر، قال الفنان اللبناني إنه بات يشعر بتهديد متواصل لسلامته الشخصية في كل مكان يقصده الآن، داخل لبنان وخارجها، وقال «لا أهتم كثيراً بسلامتي الشخصية، بقدر ما أنا قلق حيال مكروه يمكن أن يطال أسرتي في هذا الخصوص». وأوضح أن «احتياطات أمنية» أصبحت تتخذ في مختلف العواصم التي يتوجه إليها «لتأمين سلامتي وسلامة أسرتي».
ورفض علامة الإشارة بإصبع اتهام تجاه جهة معينة، وأكد أنه لا يدري على وجه التحديد ما إذا كانت منبع تلك التهديدات موقفه السياسي أو التنافس الفني. وقال «ليس من المعقول أن تعيش بلادي كل هذا التخبط السياسي من دون أن أمتلك على الأقل وجهة نظر أدافع عنها، فلست مع فريق «8 آذار»، كما أنني لا أنتمي إلى تيار «14 آذار» ولا أؤيده، لكنني أرى أن الاتجاه الشرعي المعتدل المتمثل في المنظومة السياسية التي يقودها رئيس الجمهورية اللبنانية هو الأقدر على تحقيق التوافق اللبناني».
وأعرب علامة عن امتعاضه من تصريحات نسبتها بعض وسائل الإعلام لرئيس مجلس إدارة شركة روتانا للإنتاج الفني، سالم الهندي، ضده، والتي نفى فيها بشكل مباشر نجوميته. وقال «لا أستبعد أن يقدم الهندي على تلك الخطوة العشوائية، لأنه فشل في الاستحواذ على توقيعي. وكانت لدي شروط أكبر من أن تلبيها روتانا، ويجب ألا يكون الاختلاف مدعاة تؤدي إلى حرب تصريحات غير مسؤولة».
واعترف الفنان اللبناني بأن حياته الفنية حالياً أصبحت محاطة بمشكلات وعداوات كثيرة تصل إلى حد «الحروب»، مضيفاً «هي ضريبة مترتبة على النجاحات، لست الوحيد الذي يتعرض لها في مجاله، عندما يتمكن من نسج علاقة شديدة الخصوصية بينه وبين جمهوره. لذلك، هي حروب مرحب بها من جانبي، وأستطيع أن أفاجئ الآخرين فيها دائماً بما لا يتوقعونه».
وحول تجربته في الإنتاج على نفقته الشخصية من خلال شركة إنتاج خاصة به، قال علامة «هي الوسيلة الأكثر نجاعة للفنان كي يكون سيد نفسه، فلن تكون مضطراً لقبول وصاية مبنية على أسباب غير فنية، وهو أمر يصب في النهاية في مصلحة تقديم أعمال على مستوى جيد غير خاضعة لخطط ترويجية، أو ملبية لمصالح بعض المستفيدين» .
واستدرك علامة في الوقت نفسه «على الرغم من ذلك، كنت حتى في الأوقات التي تعاملت فيها مع شركات إنتاج أخرى سيد نفسي، لأنني على اقتناع بأنني إذا لم أكن قادراً على غناء ما أنا مقتنع به، فالأفضل لي ولجمهوري ألا أغني».
«الميوزيك وورد»
وفي ما يتعلق بغياب جائزة «الميوزيك وورد» حتى الآن عنه، على الرغم من وصوله إلى الرقم 16 في عدد ألبوماته المطروحة في السوق، قال علامة «تلك جائزة لن أحصل عليها، ولا أتمنى أن أكون من حائزيها في يوم ما، لأنها مشبوهة يشتريها الفنانون بأموالهم، كي يقال على أحدهم «نجم الميوزيك وورد» . ويرى أن هذه الجائزة « لا تعتمد على أية مبادئ فنية، أو إحصائية تتعلق بالألبوم الأكثر مبيعاً أو خلافه كما يروج لها، بقدر ما ترتبط بمن هو على استعداد أن يدفع أكثر من غيره في كل موسم».
ودافع علامة عن اتجاهه لـ«البيزنس»، وبشكل خاص مجال الاستثمار العقاري، وقال «ليس معنى كوني فناناً أنني لست معنياً بتأمين مستقبل أولادي، وهو حق مشروع لأي فنان ولا يمنعه من تقديم أعمال غنائية متميزة، كما يحلو لبعضهم أن يروج . وطالما كان العمل مشروعاً لا غبار على أي فنان أن يمارسه، وبالنسبة لي فإن للعقار تأثيراً خاصاً وسحراً لا يقاوم لأنني مجيد في هذا الاستثمار، ما ترافق مع التزامي بتقديم أعمال، لاقت صدى طيباً لدى الجمهور».
وحول علاقته مع وسائل الإعلام المختلفة التي تنشر على لسانه تصريحات خطيرة بين الحين وآخر، منها ما تردد عن حديثه بشكل سلبي حول نساء جنسية عربية من حيث المقاييس الجمالية، حيث قالت تقارير إعلامية بأنه وصفهن بـ«الأبشع»، أكد علامة نفيه بشكل تام الشائعة، وأن الكثير مما ينسج حوله لا يتم بحسن نية إعلامية، وقال إن «بعض وسائل الإعلام أصبحت طرفاً في معادلات أخرى في عداوات وحروب تشغل بعض المنتمين للوسط الفني».
اعتبر الفنان اللبناني راغب علامه نفسه من أكثر الفنانين تعرضاً للعداوات، لأسباب مختلفة لم يشأ أن يحدد ما إذا كانت دوافعها سياسية أو فنية . وقال «أعداء النجاح والحاقدين كُثر، لكنني مستعد لهم، أعيش تهديدات أمنية لا تهمني، وتمكن تلك الزمرة من نسج تحالفات مع جهات إعلامية لن يجعلني أتراجع، بل سيجدونني دائماً مرحباً، وأهلاً بالمعارك».
حق الشهرة يرى الفنان راغب علامة الذي وقّع عقد دعاية تجارية، سفيراً لعلامة تجارية في مجال النظارات، أن «أموال الدعاية والإعلانات حق مشروع لأي فنان لا تنتقص من مصداقيته، وهي إحدى ثمار الشهرة التي يجنيها الفنان مقابل الكثير من المتاعب والعطاء في سبيل الوصول إلى مكانة لا يسهل الوصول إليها، وهي محبة الناس». ورأى علامة أن التزاوج بين الفن و«البيزنس» أمر مهم يجعل الفنان «سيد نفسه» حسب تعبيره، وهو مصطلح كرره عند إجابته على سؤال لـ«الإمارات اليوم» بشأن تحمله لنفقات إنتاج ألبوماته من خلال شركة إنتاج خاصة به، مؤكداً أن الإنتاج الذاتي منحه مطلق الحرية في تحديد خياراته الفنية. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news