أطباء «ينحتون» في الجسد البشري
هل تجميل الأنف أو ترميم الجمجمة عمل فني؟ الجدل محتدم مع معرض في نيويورك يبرز منظموه صور أشخاص قبل جراحة التجميل وفي أثنائها وبعدها. ويقول مبتكر فكرة المعرض، أنطوني برلت، وهو جراح تجميل ومهندس ورسام أيضاً، «يمكنني أن أعلمكم تقنية شد الوجه، أين تقصون الجلد وأين تخيطونه».
ويضيف «لكن إجراء جراحة تجميلية للأنف يتطلب موهبة فنية، إذ يجب فهم مقاييس الوجه، والشريط المصور يسلط الضوء على عملية الابتكار، لا نكتفي بالقول : أنظر إلى هذه الساحرة المخيفة، وانظر الآن إلى هذه الأميرة الجميلة. نعرض أيضا عملية نحت للجسم، هي بجمال النتيجة النهائية».
ويعتبر التقييم الفني شعوراً ذاتياً، وينبغي أن يكون الشخص غير سريع الاشمئزاز إن أراد زيارة المعرض «أنا فن» الذي يستمر حتى السبت المقبل في صالة «ابكسارت» الصغيرة جنوب منهاتن في نيويورك. ومشاهدة الشريط الذي تحدث عنه برلت مهمة شاقة، وتكاد دقائق الشريط الست تمتد إلى الأبد. يمكنك أن ترى خلالها أنفا مقلوباً كلياً ليظهر باطنه، فيما تقوم يدا الجراح المقفزتان بقص الغضروف ونحته وتعديل شكله، ليغطي من جديد بالجلد ويأخذ مكانه الطبيعي.
والنتيجة «ممتازة جداً» مع زوال الانتفاخ والأورام الدموية بعد أسابيع، على ما تقول الزائرة الستينية ماريلو التي تؤكد أنها لن تخضع أبدا لمثل هذه الجراحة، أولاً لأن أنفها آسيوي ولا تريد محو هذه الميزة، وثانياً لأنها تكره العمليات الجراحية .
ويُستهل المعرض بصور فنية لشابة ذات ثديين صغيرين جداً تظهر في صورة ثانية بصدر عارم، إلا أن مرحلة التحول غير مكشوفة. ويتمحور المعرض بشكل رئيس على تطور حالة مرضى، خضعوا لعمليات زرع أو شفط دهون أو شد.
وتعرض صور أيضاً لأشخاص أعطتهم الجراحة التجميلية وجهاً بشرياً من جديد، أعادهم إلى الحياة، منها صورة لامرأة اقتلع كلبٌ أنفها ليعاد ترميمه بأنسجة من جبينها، وصور لأطفال بعد العلاج من مشكلة الشفة الأرنبية أو من تشوهات خلقية في الجمجمة. وهناك أيضا صور لشابة جميلة في ال 21 من عمرها، أصيبت بأضرار بالغة في وجهها حين كانت في الثالثة من عمرها، إثر حادث سير، وأعيد نحت نصفه تقريباً على مر السنوات.
ويعلق الأخصائي في طب العيون، مارك ميلامد، قائلاً «هناك نوع من التلصص في هذه الصور، لا أدري إن كان في الإمكان تصنيفها في خانة الفن. إنها مذهلة من وجهة نظر علمية وتقنية، إلا أنها صور شخصية لا أظن أنها مناسبة للعرض».
أما ردود أفعال الزوار فمتباينة، بعضهم لا يكاد يدخل ليخرج مسرعاً مقشعر البدن، وآخرون يمعنون النظر بكل واحدة من الصور. لكن، بشكل عام لم يثر المعرض حتى الآن انطباعات سلبية، كما يظهر في سجل الزوار، حيث دونت الملاحظات التالية «شكرا، نورتم بصيرتي»، أو «لا ينتهي العالم حين نعاني من تشوه»، و«هذا المعرض غني ومثير للاهتمام». ويقول رائد الجراحة التجميلية، سير هارلد جيليز، التي مارسها في لندن بين الحربين العالميتين ليصحح «الوجوه التي هشمتها الحرب» إن «الجراحة التجميلية معركة متواصلة بين الجمال ووصل الأوعية الدموية». وبالفعل ولفترة طويلة، اضطر من خضع لجراحة تجميل الأنف إلى التنفس من الفم، إلا أن المشكلة وجدت لها حلاً اليوم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news