عذب الكلام

قصيدة «من أرض بلقيس» لعبدالله البردوني:

 مـن أرض بلقيس هذا اللحن والوتر

مـن صدرها هذه الآهات، من فمها

مـن «السعيدة» هذي الأغنيات ومن

أطـيافها حول مسرى خاطري زمر

من خاطر «اليمن» الخضرا ومهجتها

هــذا الـقصيد أغـانيها ودمـعتها

يـكاد مـن طـول ما غنى خمائلها

يـكاد مـن كـثر ما ضمته أغصنها

كـأنه مـن تـشكي جـرحها مـقل

يـا أمـي الـيمن الخضرا وفاتنتي

هـا أنـت في كل ذراتي وملء دمي

وأنـت فـي حضن هذا الشعر فاتنة

وحسب شاعرها منها ـ إذا احتجبت

وأنـهـا فـي مـآقي شـعره حـلم

فـلا تـلم كـبرياها فـهي غـانية

من هذه الأرض هذي الأغنيات، ومن

من هذه الأرض حيث الضوء يلثمها

مـا ذلـك الـشدو؟ من شاديه؟ إنهما
مـن جـوها هـذه الأنسام والسحر

هـذي الـلحون، ومن تاريخها الذكر

ظـلالها هـذه الأطـياف والـصور

مـن الـترانيم تـشدو حـولها زمر

هـذي الأغاريد والأصداء والفكر

وسـحرها وصـباها الأغيد النضر

يـفوح مـن كل حرف جوها العطر

يـرف مـن وجنتيها الورد والزهر

يـلح مـنها الـبكا الـدامي وينحدر

مـنك الـفتون ومني العشق والسهر

شـعر «تـعنقده» الذكرى وتعتصر

تـطل مـنه، وحـيناً فـيه تـستتر

عـن الـلقا ـ أنـه يـهوى ويدكر

وأنـها فـي دجـاه اللهو والـسمر

حـسنا، وطبع الحسان الكبر والخفر

ريـاضـها هــذه الأنـغام تـنتثر

وحـيث تـعتنق الأنـسام والـشجر

مـن أرض بلقيس هذا اللحن والوتر

تويتر