طلب أميركي متزايد على «فاكهة كوبا المحرمة»
بعد غيابهم إلى حد كبير في الأعوام الأخيرة، بدأ أصحاب المعارض الفنية ومديرو المتاحف ومنظمو المعارض وهواة جمع واقتناء الأعمال الفنية في العودة إلى كوبا، لمشاهدة وشراء أعمال الفنانين الكوبيين.
وحضر الآلاف للمشاركة في مهرجان هافانا للفنون الذي يقام كل عامين، وكان محطة معتادة لمشتري الأعمال الفنية، قبل أن تفرض إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش قيودا على السفر في وقت سابق من العقد الحالي. ويعكس وجودهم السياسة الأميركية الاكثر تساهلاً تجاه كوبا في عهد الرئيس باراك أوباما، وتعطش الولايات المتحدة للفن الكوبي.
وقال رئيس صندوق الفنان الكوبي الذي يروّج للفن الكوبي بين رودريجيز كوبيناس، وهو جامع أعمال فنية ومدير برنامج بصندوق، روكفلر براذرس، الذي يتخذ من نيويورك مقرا له، « كانت كوبا الفاكهة المحرمة نوعا ما لبعض السنوات، لأنه كان من الصعوبة الشديدة بمكان السفر الى هنا»، وأضاف «كان هناك هذا الاهتمام المكبوت. كوبا موجودة في الأخبار والاهتمام موجود».
والأعمال الفنية معفاة من الحصار التجاري الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا منذ 47 عاماً، لكن المبيعات انخفضت حين شدد بوش القيود على السفر من الولايات المتحدة إلى الجزيرة الشيوعية، وحدّ من التبادل الثقافي عام 2004 .وساعد المشترون من دول أخرى على استمرار الأسعار على ارتفاعها.
ويقول فنانون أن المستثمرين الذين يتطلعون إلى اللوحات والرسومات والصور لتقدير قيمتها سيلقون ترحيبا بهم للغاية، لكن سيكون عليهم أن يدفعوا مبالغ باهظة أيضا.
وتقول باميلا رويز، وهي منظمة معارض أميركية تتخذ من هافانا مقرا لها، أن الوجود الأميركي القوي في المهرجان يعني أن الطلب الأميركي على الفن الكوبي في تزايد. وأضافت «في اعتقادي، هناك 1000 أميركي على الأقل يتجولون، وأن 95٪ منهم جاءوا إلى هنا، أما لأنهم يريدون شراء أعمال، أو لأنهم منسقو معارض أو يعملون لحساب منظمات غير حكومية».
وفي الأعوام القليلة الماضية، لم تستطع إلا حفنة من جامعي الأعمال الفنية الحضور بطريقة مشروعة من خلال الحصول على تصاريح من الحكومة الأميركية. وانتهك آخرون القانون الأميركي بسفرهم من خلال دولة ثالثة مجازفين بفرض عقوبات بآلاف الدولارات عليهم.
ويقول الفنان الكوبي، كارلوس جارايكوا، إن جامعي الأعمال الفنية الأميركيين انقضوا في الفترة الأخيرة على الأعمال الكوبية. ويضيف «كانت الفترة الماضية غريبة وجنونية إلى حد بعيد.. الناس كانوا في انتظار انتهاء الثورة الكوبية في أي لحظة، وبالتالي كانوا يشترون الأعمال الفنية، اعتقادا منهم أن الاسعار سترتفع ارتفاعا كبيرا».
وبلغ الاهتمام أوجه في مهرجان عام 2000 ،حيث يعتقد أن المشترين الأميركيين انفقوا أكثر من مليون دولار على شراء الأعمال الفنية الكوبية. وانتهى كل هذا فجأة، حين جاء بوش إلى الحكم، وقطعت إدارته العلاقات الثقافية الوليدة مع الجزيرة الواقعة على بعد 145 كيلومترا فقط من فلوريدا.
وقبل التغييرات التي أجراها بوش، كان الأميركيون يمثلون نحو 60٪ من مشتري الفن الكوبي، لكن تقديرات مختلفة تشير إلى أن النسبة انخفضت إلى 40٪ في ما بعد. ويقول جامعو أعمال فنية إن على أي أحد يأتي إلى هافانا أن يتوقع سداد ما بين 750 و5000 دولار، مقابل الصورة، وما بين 1500 و45 ألف دولار للرسم، وما بين 2500 و30 ألف دولار للوحة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news