غياب الجوائز يحرم «المهاجران» و«شمشون» من الألقاب
اختتمت مساء أول من أمس، عروض الدورة الأولى من مهرجان المسرح العربي مسدلة الستار على 13 عملاً مسرحيا ورغم غياب الجوائز الرسمية للمهرجان إلا أن نسبة الإقبال الجماهيري على العروض وآراء معظم النقاد المسرحيين الذين استطلعت «الإمارات اليوم» آراءهم تشير إلى أن مسرحية «المهاجران» السورية قد حُرمت من تحقيق إنجاز كبير للمسرح السوري بسبب غياب الجوائز.
من جانب آخر، كان العرض الافتتاحي «شمشون» مميزاً أيضاً في ما يتعلق بالنص والاكسسوارات والإضاءة وهو ما يؤشر إلى أن «شمشون» كان مرشحاً أيضاً للاستئثار بنصيب الأسد من الجوائز الغائبة، رغم وجود مشكلات كثيرة في العرض تعلقت بأخطاء المجاميع البشرية التي كان لها دور كبير في سياق التطور الدرامي، في الوقت الذي برز بشكل خاص أداء الممثلين الرئيسين في مسرحية «عنمبر» الإماراتية، حسن يوسف وإبراهيم الاستادي، اللذين حظيا بإشادات واسعة في ما يتعلق بإمكاناتهما على الخشبة وقدرتهما على التلون الدرامي عبر أداء عدد من الشخصيات شديدة التباين في المسرحية الواحدة .
في الوقت ذاته، حظي العرض البحريني «عائشة» الذي يعود نصه للفنان الإماراتي حبيب غلوم بإشادات نقدية ملحوظة، لاسيما أنه يتطرق إلى قضايا مهمة وذات خصوصية في المجتمعات العربية والخليجية وبشكل خاص في ما يتعلق بنظرة المجتمع السلبية للمرأة المطلقة، من خلال رؤية إخراجية متميزة للبحريني جمال غيلان وتمثيل برفين وأميرة.
وجاء العرض الفلسطيني بعنوان «أنا القدس» للمخرج ناصر عمر ليستوقف العمل الفواصل التاريخية التي أخصبت المدينة بالخرافة والقهر عبر غزاة اختلفت حججهم ومآربهم بين التفوق الحضاري وعبثية السبي والتوطين ودفن الآلهة في أوطان الغير والحج المسلح وصولاً لغزاة جاؤوا ليبقوا أمام مارد متضائل.
ولا يسعى عمر في بنية العمل إلى الانتصار أو التنظير لمصلحة حقبة أو ثقافة أو قومية أو ديانة بعينها بقدر حرصه على تأكيد أن الكثير من القيم والخرافات المثيولوجية التي تم انتزاعها من سياقها الثقافي والتاريخي لصالح نصوص مقدسة مازالت محافظة على معاصرتها، كخطاب حمورابي مع الآلهة وبين يديه قوانينه، مقابل كلام موسى مع الرب والوصايا العشر، والامبراطور الروماني قسطنطين ووالدته في عمل تتحول فيه المرأة التي يطمع في جسدها الغاصبون إلى دلالة رمزية على القدس وأطماع المحتلون في أرضها عبر مزج مؤثر بين الاغتصاب الجسدي لامرأة والاغتصاب المعنوي لوطن .
وجاءت عناصر «أنا القدس» شديدة التجانس سواء في ما يتعلق بالنص أو عناصر الديكور والسينوغرافيا والأداء الإيمائي المساند للممثلين رشا جهشان ومحمد عيد وفنون الفيديو والموسيقى والصوت المكبّر الذي مثل صلب حوار بطلة العمل، مع الغزاة المتعاقبين.
وتفاوت الحضور الجماهيري للمسرحيات صعوداً وهبوطاً بشكل كبير بين الأعمال المسرحية الـ13 التي قدمت أثناء المهرجان، وهو أمر يعود جزئياً إلى عرض المسرحيات على خشبات مسارح مختلفة في توقيت متزامن، الأمر الذي حرم بعض الوفود من متابعة أعمال الوفود الأخرى.
ورغم الإشكالات التنظيمية المتعددة إلا أن هناك حالة شبه إجماع سادت الوسط المسرحي والإعلامي المرافق للمهرجان بأن علينا أن نتجاوز إشكالات البدايات من أجل إعداد مهرجان يثري الساحة المسرحية العربية، معتبرين أن مجرد التئام المهرجان يعد في حد ذاته حدثاً شديد الإيجابية يجب استثماره.
في هذا الإطار، أكد رئيس الهيئة العربية للمسرح د. أشرف زكي والأمين العام رئيس جمعية المسرحيين الإماراتيين عبدالله إسماعيل أن الهيئة ستجري تقييما شاملا للمستوى التنظيمي للمهرجان في دورته الأولى من أجل تلافي السلبيات والعمل على الخروج بمستوى أفضل في الدورات المقبلة سواء في ما يتعلق بالمعايير الفنية للمسرحيات وتحديد هوية مسرحية الافتتاح وغيرها من الإجراءات، أو الجانب التنظيمي المرتبط بجداول العروض والندوات التطبيقية والنشاطات المصاحبة للمهرجان واختيار البلد المضيف .