حرب الأسماء

لا يترك الاحتلال الاسرائيلي يوماً من دون حرب على الوجود الفلسطيني في مدينة القدس، ومن تلك الحروب صياغة جديدة للأسماء والمصطلحات تستهدف طمس الوجه العربي للأحياء والشوارع العربية المقدسية واستبدالها بأسماء عبرية والترويج لها عبر الجيل الجديد من الشباب.

أوضح الباحث في شؤون الاستيطان في القدس، هايل صندوقة، أبعاد تغيير أسماء الشوارع والمناطق العربية «هذه سياسة قديمة متجددة يتبعها الاحتلال لتهويد المدينة والسيطرة على عقاراتها، سواء كان ذلك بتغيير أسماء الشوارع أو بإقامة الكنس اليهودية في أي مكان أمكن أو إجراء الحفريات، وتزييف التاريخ».

وأضاف «هناك احياء عربية تم تغيير أسمائها في الخرائط واللافتات والعناوين مثل شارع الواد في البلدة القديمة (هحاي)، شارع خان الزيت (حباد)، باب الساهرة والحي (هيرودوس)، كرم الجاعوني (قبر الصديق شمعون)، جورة النقاع في الشيخ جراح (كبانية ام هارون)، سلوان (كفار هشلوح)، دير أيوب (كفار هيمنيم)، وادي حلوة (معالي عير دافيد)، وادي الربابة (غاي بنهبؤوم)، واد سِتْنا مريم (وادي قدرون)، مركز حي سلوان (عير دافيد)، عين سلوان (حزيك ياهو)، حي الفاروق في جبل المكبر (نوف لتسيون)، جبل الزيتون (متسبري تسوريم)، كرم عياش في راس العامود (معالي زاتيم)».

وتابع صندوقة «دائماً تخلط إسرائيل الدين بالسياسة، وتصبغ المناطق والسياسة بصبغة دينية، كأن تدعي ان اسمها على اسم النبي يعقوب». وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي معني بنشر ثقافته ولغته، ويحاول فرض مفرداته لأن تكون هي السائدة في فلسطين المحتلة. واستهجن من تعامل بعض المقدسيين المثقفين والمتعلمين مع تلك المصطلحات التي يروجها الاحتلال، واستخدام كلمات عبرية في التعبير عن أشياء يومية، «هناك كلمات استقدمت من العبرية أصبحت هي المتعارف عليها حتى بين طبقة المتعلمين مثل (محسوم بمعنى حاجز) و(رمزوروتعني إشارة ضوئية) و(مزجان ومعناها مكيف هواء) وهذه الكلمات تورث إلى الجيل الجديد فيعتقد أنها عربية ويجهل الكلمات العربية».

ودعا صندوقة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى ترتيب برنامج لتوعية الشباب من خلال المؤسسات التربوية والأندية الشبابية، مؤكداً ان «القدس تحتاج إلى خطط فاعلة لحمايتها. والمطلوب الحفاظ على الانتماء الوطني والديني وتعزيز المقاومة والاتحاد والوقوف في وجه التهويد، من خلال رفض تغيير الأسماء العربية وعدم التعامل مع الأسماء العبرية».

الأكثر مشاركة