«كان» يفرش سجّادته للسينمــا

فرش مهرجان كان السينمائي سجادته الحمراء، لاستقبال عدد من كبار النجوم والمخرجين والعاملين في صناعة السينما، في حفل افتتاح دورته الـ.62 وبدأ المهرجان بروح من الفرح والشاعرية بفيلم الرسوم المتحركة ثلاثي الابعاد «آب» (فوق)، وأعلن المغني والممثل الفرنسي شارل ازنافور افتتاح المهرجان في حفل كبير استعرضت فيه نجمات عالميات، أزياءهن التي تحمل عادة تواقيع كبار مصممي الأزياء في العالم. وأشادت الممثلة الفرنسية ايزابيل هوبير بالمخرجين المشاركين في المهرجان، وهي تترأس لجنة التحكيم التي ستختار في 24 مايو الجاري الفائز بالسعفة الذهبية من بين 20 فيلماً تتنافس في المسابقة الرسمية.

بريق

وكالمعتاد فإن الفنادق في كان ممتلئة عن آخرها، والاعلانات عن الافلام التي سيعرضها المهرجان في كل مكان، ونصبت على الشاطئ الخيام التي تقام بها الحفلات خلال المهرجان، كما تصطف على الشاطئ العديد من اليخوت، لكن كثيراً منها لم تستأجر. وألغي الحفل الخاص الذي تنظمه مجلة «فانيتي فير»، وهناك حديث بالفعل عن انهيار اتفاقات محتملة وخفض للانفاق. وقال مدير المهرجان تييري فريمو إن «هناك انخفاضاً العام الجاري في الاحداث المرتبطة بالمشاهير التي تجعل من كان وجهة لأبرز نجوم العالم وأباطرة عالم السينما». إلا أن الاجواء الاهدأ هذا العام قد تساعد الآلاف من الصحافيين على التركيز بشكل أكبر على ما يعرضه المهرجان. وأضاف فريمو «ربما كان المهرجان يشهد الكثير من الحفلات، لكننا هذا العام نفكر أكثر في السينما وليس النجوم والنجمات وبريق كان» وتابع «الاهتمام سيتركز على الأفلام».

منافسة 20 فيلماً تتنافس على جوائز هذه الدورة من المهرجان ومن بين هذه الافلام «الاوغاد» للمخرج الاميركي كوينتين تارانتينو ومن بطولة النجم براد بيت. وتشارك النجمة بينيلوبي كروز في المسابقة الرسمية بفيلم «عواطف محطمة»، إضافة الى فيلم «البحث عن ايريك» للمخرج كين لوتش والذي يقوم ببطولته نجم كرة القدم الفرنسي السابق اريك كانتونا.

مخرجون كبار

وقالت هوبير التي ارتدت فستاناً للمصمم الايطالي جورجيو ارماني مطرزاً بزهور «المخرجون يقولون لنا من نحن ومن سنكون في المستقبل. يقولونه لنا ويقنعوننا به بفضل اصرارهم وحريتهم وخيالهم وذكائهم وجنونهم». ومن بين المخرجين المتنافسين في المسابقة الرسمية خلال الدورة الحالية الاميركي كوينتن تارانتينو، والاسباني بيدرو المودوفار، والفلسطيني ايليا سليمان والكوري بارك شان-ووك. وبعدها غنى المغني البريطاني بريان فيري اغنية «شي» (هي) لشارل ازنافور قبل ان يرتقي الاخير المسرح لاعلان افتتاح هذه الدورة من المهرجان.

26 درجة

سبق مراسم الافتتاح الرسمية في مسرح «لوميير» الكبير في قصر المهرجانات، صعود الدرجات الـ26 لسلّم المهرجان الشهير وهو تقليد يترقبه الجمهور العريض المجتمع امام المكان والأعداد الكبيرة للمصورين لالتقاط صور للشخصيات بفساتين السهرة والبدلات الرسمية. وبين هؤلاء الممثل الفرنسي جان روشفور والنجمة الهندية ايشواريا راي والممثلة الحائزة جائزة اوسكار تيلدا سوينتون فضلاً عن المخرجة والمخرج الفرنسيين انييس فاردا وكلود لولوش.

وقد خطت ايزابيل هوبير مع أعضاء لجنة التحكيم الثمانية على السجاد الاحمر قبل صعود السلّم. ومن بين اعضاء لجنة التحكيم المخرجان جيمس غراي، ونوري جيلان، والممثلات روبين رايت بن، وشارميلا طاغور، وشو كي.

وقالت وزيرة الثقافة الفرنسية كريستين البانيل إنها تتوقع ان «يتخلل المهرجان محطات اوروبية وفرنسية مفعمة بالعواطف»، مشيرة خصوصاً إلى فيلمي الدنماركي لارس فون ترير، والفرنسي الان رينيه. ورافق ازنافور الذي يعير صوته في النسخة الفرنسية للشخصية الرئيسة في فيلم الافتتاح فريق الفيلم وبينهم المنتج جون لاسيتير والمخرجان بيتر دوكتر وبوب بيترسن.

وتزامن تلويح الجمهور ببالونات متعددة الالوان في اشارة إلى الفيلم حول مغامرات رجل عجوز كثير التذمر يربط منزله بآلاف البالونات ليطير فيه مع زوجته الى اميركا الجنوبية التي لطالما حلما بزيارتها. وسيكتشف الجمهور في مسرح لوميير في وقت لاحق مزوداً بنظارات خاصة هذا العمل وهو اول فيلم رسوم متحركة يفتتح به مهرجان كان.

وأعرب جون لاسيتير مدير الابتكار في بيكسار «كارز وتوي ستوري» عن فرحته الكبيرة لأن يفتتح الفيلم المهرجان. وقال لاسيتير وهو مبدع في مجال افلام الرسوم المتحركة للصحافيين الذين رحبوا بفيلمه بحرارة خلال عرضه عليهم صباحاً «المجيء الى كان احد اروع الامور التي حصلت لي في حياتي المهنية».

واضاف لاسيتير الذي ارتدى قميصاً كالذي يرتديه اهالي هاواي على غرار ابطال الفيلم «انه اعرق مهرجان للسينما في العالم. وان يفتتح فيلم صور متحـركة المهرجان امر رائع نكاد نطير من الفرح». وسبق لمهرجان كان ان عرض افلام رسوم متحركة من انتاج دريم ووركس لكنه هذه المرة يفرش السجاد الاحمر لاستوديو منافس له فازت افلامه باربع جوائز اوسكار مع «نيمو» الذي حقق اكبر نجاح لفيلم رسوم متحركة في العالم و«راتاتويي» و«وال اي» خصوصاً.