طرائف
كان الشيخ صفي الدين الهندي، الفقيه الشافعي المتوفى سنة 715هـ، رجلاً محباً للمرح ظريفاً، وحكي أنه قال: وجدت في سوق الكتب كتاباً بخط ظننته أقبح من خطي، فغاليت في ثمنه واشتريته، لأحتج به على من يدّعي أن خطي أقبح الخطوط، فلما عدت إلى البيت وجدته بخطي القديم.
كان لأحدهم ولد نحوي في كلامه، فاعتل أبوه علة شديدة أشرف منها على الموت، فاجتمع عليه أولاده، وقالوا له: ندعو لك فلاناً أخانا، قال: لا، إن جاءني قتلني، فقالوا: نحن نوصيه. فدعوه، فلما دخل عليه، قال: يا أبت، قل لا إله إلا الله تدخل الجنة وتفر من النار، والله ما أشغلني عنك إلا فلان فإنه دعاني بالأمس فأهرس وأعدس واستبذج وسلبج وطهبج وأفرج ودجج وأبصل ولوزج وافلوذج. فصاح أبوه: غمضوني، فقد سبق اللعين ملك الموت إلى قبض روحي.