الاحتلال يخنق السياحة في القدس
لكل مدينة بصمتها الخاصة، لكن رنين اسم القدس يمهد الطريق أمام حركة القادمين من أرجاء الأرض، فهي بيت المقدس، ومدينة السلام، ومفتاح الحرب والسلم وغيرها من المسميات والاوصاف التي تجذب السياح بغض النظر عن دينهم أو اهتماماتهم.
لكن وجه المدينة السياحي الجميل أصابه بعض التعب، كما قال نائب رئيس جمعية الفنادق العربية، رائد سعادة «الوضع السياحي في مدينة القدس خلال العامين الماضيين وبداية العام الجاري تحسن نسبيا بعد سنوات الركود التي تلت اندلاع انتفاضة الأقصى العام 2000»، موضحا ان «المدينة دون سياحة تصبح أشبه بقرية محاصرة»، مشيرا إلى الأثر الايجابي الذي تركه حجيج بابا الفاتيكان إلى الأراضي المقدسة، حيث جاء العديد من حجاج أوروبا وأميركا اللاتينية وبلدان اخرى للمشاركة في القداس الديني.
وقال سعادة إن السياحة مهددة بالموسمية في مدينة القدس وبيت لحم، لأن برامج السياحة الدينية هي السائدة «لا بد من تطوير برامج لجلب السياح على أساس السياحة الثقافية والتاريخية، وهناك العديد من الموارد في مدينة القدس غير المستغلة سياحيا أبرزها مبان صوفية ومملوكية وعثمانية وأخرى تعود للفترة الصليبية، إضافة إلى التنوع الثقافي في المدينة لوجود جاليات أفغانية وإثيوبية ومصرية وإفريقية، ويمكن أيضا تنظيم جولات لتلك الأماكن بعيدا عن تدخل الاحتلال الإسرائيلي».
تحديات
تراجع عدد الفنادق العربية في مدينة القدس الى 28 فندقا بعدما كان 40 فندقا وذلك بسبب الاحتلال الاسرائيلي الذي ادى الى تدهور الوضع السياحي، فيما تراجع وضع مجموعة من الفنادق على المستوى الإنشائي خلال سنوات الإغلاق وتحتاج استثمارات لتعيد بناء قدرتها على استقبال السياح.
وبين سعادة أن القدرة التنافسية للفنادق في مدينة القدس تكمن في قربها من الأماكن السياحية، خصوصا الدينية والتاريخية، فيما تضررت هذه الفنادق بعد بناء 1400 غرفة فندقية موزعة على ثلاثة فنادق في مناطق القدس المحتلة العام 1967.
وهناك تحدٍ آخر للفنادق في القدس، وهو التنافس مع فنادق مدينة بيت لحم، وهو تنافس غير متكافئ بسبب حجم المصروف على الفنادق في القدس من ضرائب ورواتب ومصاريف مشتريات مرتفعة مقارنة مع بيت لحم، وبذلك تكون أسعار الإقامة في غرف فنادق بيت لحم اقل تكلفة وتستقطب السياح الذين يمتلكون فرصة زيارة بيت لحم والقدس معاً.
قيود الاحتلال
وقال سعادة ان الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على الحواجز التي تحاصر المدينة وتفصلها عن بقية مدن الضفة الغربية، فيما تشكل المعابر العسكرية نقاط الدخول والخروج من القدس وكذلك زيارة مناطق «الخط الأخضر» داخل أراضي 1948 ،مؤكدا ان «جدار الفصل العنصري الذي بناه الاحتلال اثر سلبا في السياحة وتطورها في القدس وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، عبر حرمان المدينة من الأسواق المحيطة».
وبين سعادة أن سنوات الانتفاضة أدت إلى اختفاء سوق العمالة في الفنادق حيث إن العاملين اتجهوا للعمل في أسواق أخرى بسبب الركود السياحي، وهذا يتطلب من مسؤولي السياحة إعادة تأهيل عمال جدد.
الزوايا والخوانق في بيت المقدس شهدت القدس زيارة أعداد كبيرة من الصحابة والتابعين بعد الفتح العربي الإسلامي، وكذلك قدوم زهاد ومتعبدين وصالحين للاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك وحوله، ومن بينهم قييصة بن ذؤيب وعبدالله بن محيريز وهانئ بن كلثوم وأم الدرداء هجيمة بنت حيي. وفي القرن الثاني للهجرة قدم عدد كبير من الصوفية إلى الديار الفلسطينية المقدسة، وفي مقدمة هؤلاء أم الخير رابعة بنت اسماعيل العدوية وبشر الحافي وذو النون المصري وإبراهيم بن أدهم والسري بن المفلس السقطي. الصوفيون كانوا أفرادا في الأصل، ثم تجمعوا في منظمات منذ القرن الثالث الهجري، ولكن رواج الطرق الصوفية تم في القرن السادس الهجري، وانتشرت انشارا كبيرا ابتداء من القرن السابع الهجري، فيما بلغت قمتها في القرن الثامن حيث لقي الصوفيون تشجيعا من الحكام المماليك. ارتبط بوجود الصوفية نشوء الزوايا والخوانق، وتطلق الخانقاه وهي كلمة فارسية على المباني التي تقام لإيواء الصوفية الذين يحلون فيها للعبادة، وقد سميت في العهد العثماني «تكايا» كما أطلق عليها أيضا اسم «الربط». تركزت معظم الزوايا والخوانق في مدينتي القدس والخليل، وقد بدأ تأسيسها في القرون الإسلامية الأولى، ولم تكن مقصورة على الصوفية وإنما شغلها زهاد ومتعبدون، ولم يبق من معظمها أية آثار في الوقت الحاضر. ولعل من قبيل الاستثناءات النادرة، بقاء الزاوية الأدهمية في القدس، التي تنسب إلى الصوفي إبراهيم بن أدهم المتوفى سنة 161 للهجرة أما معظم الزوايا التي لاتزال آثار كثير منها ماثلة فترجع إلى عصر المماليك، الذين اجتهدوا في تعمير زوايا ومنشآت كانت موجودة قبلهم، فضلا عن إنشاء مؤسسات جديدة. واليوم لا يعرف عن كثير من الزوايا سوى اسمها أو أسماء منشئيها فيما اندثرت مبانيها. ومن أهم خوانق القدس: الدوادارية والكريمية والتنكزية والفخرية والأسعردية والمنجكية والمولوية. الاحتلال يمنع الأذان أطلت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث والأوقاف أخيرا عبر زيارات ميدانية على حجم الانتهاكات التي تتعرض لها المقدسات والأوقاف في القدس. ومن هذه الاماكن مسجد الديسي الذي يقع في حي الشرف في القدس القديمة، وقد تعرض الحي للهدم عقب الاحتلال العام 1967 وتم تهجير أهله المقدسيين وأقيم مكانه الحي اليهودي، فيما استبدلت ساحة البراق بحائط «المبكى». وفي قلب هذا الحي يقع مسجد الديسي حيث يمنع الاحتلال الإسرائيلي رفع الأذان وإقامة الصلوات باستثناء صلوات الظهر والعصر، ويقوم في هذه الأوقات شيخ مقدسي بالصلاة إماما بالمؤمنين. وقرب مسجد الديسي يقع مسجد عبد الله بن عمر «المسجد العمري الصغير»، وقد أغلق الاحتلال الإسرائيلي المسجد ومنعت الصلاة فيه، وبجانب هذا المسجد يتواصل بناء كنيّس يهودي على أرض وقف المسجد. وحول المسجدين أقام الاحتلال عشرات الكنس اليهودية، حيث ينفخ فيها البوق مزامير التلمود فيأالقدس المحتلة وجوار الأقصى المبارك. لكن صوت الأذان سيظل يرتفع عاليا في سماء القدس ومن فوق مآذن المدينة العربية التاريخية العريقة في مواجهة إجراءات الاحتلال. مسابقة «القدس في عيون الأطفال العرب» أعلنت لجنة التنسيق الفلسطينية العربية لاحتفالية القدس عن مسابقة رسم تحت عنوان «القدس في عيون الأطفال العرب»، وهي دعوة لأطفال الأمة العربية ليرسموا القدس حسب ما يرونها في عيونهم من خلال لوحة فنية حرة. ترسل الرسومات على البريد الإلكتروني الموضح أسفل الصفحة، على شكل ملف «بي دي اف». وستقوم اللجنة بالتعاون مع مجموعة من الفنانين باختيار 12 لوحة فائزة، وستقدم لجنة التنسيق جوائز مالية للفائزيـن مقدمة من أصدقاء القدس العرب. يكتب المتسابق اسمه وعنوانه وجنسيته ورقم هاتفه والبريد الإلكتروني، وستقوم اللجنة بعمل رزنامة «التقويم السنوي» للعام 2010 من الرسومات الفائزة. آخر موعد لتسلم الرسومات عبر البريد الالكتروني هو الثاني من يوليو 2009. وتعلن اللجنة أسماء الفائزين في 16 يوليو المقبل عبر الصفحة الموّحدة التي تقوم بنشرها الصحف المشاركة، كما ستقيم اللجنة، بالتعاون مع الصحف المشاركة احتفالا للأطفال الفائزين يتخلله معرض للرسومات في إحدى العواصم العربية. |