نجدت انزور.

«أهل الوفا».. حكاية «سينمائية» من ذاكرة المقاومة

استعاد المخرج السوري نجدت أنزور إحدى ملاحم المقاومة في جنوب لبنان، وقدمها في فيلم من إنتاج «الجمعية اللبنانية للفنون ـ رسالات ـ لبنان»، عرض لأول مرة أول من أمس في بيروت، وعنوانه «أهل الوفا»، وهو يروي حكاية من ذاكرة المقاومة، مقتبس من قصة حدثت خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان قبل الانسحاب تحت وطأة ضربات «حزب الله» في مايو .2000

تجري أحداث الفيلم في عام ،1994 حين تقرر المقاومة تنفيذ عملية نوعية في منطقة تسيطر عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل محكم. وعلى الرغم من التحسب لكل الاحتمالات، تحدث مفاجأة ميدانية غير متوقعة، كادت تفشل العملية برمتها.

كتب سيناريو وحوار الفيلم السوري فتح الله عمر، ووضع المخرج أنزور تعديلاته من اجل لغة سينمائية خاصة به. وتدور أحداث الفيلم حول كيفية تصرف القائد الميداني للعملية، وتفاعل سكان المنطقة معه ومساعدته في حبكة مليئة بالمؤثرات والخدع البصرية والتفجيرات، نفذها فريق أجنبي.

وقال انزور، بعد العرض، إن الفيلم «تجربة جديدة عن العمليات النوعية التي قامت بها المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان، على مستوى الدراما العربية، لم يسبق أن تطرقنا إلى هذه الأمور أبداً، والمقاومة تستحق فعلاً أن تجسد وتخلد هذه اللحظات العظيمة من خلال أفلام، ومن خلال أفلام تلفزيونية وحتى سينمائية ومسلسلات».

وأضاف «إننا مقلون جداً في تناول هذه الموضوعات، لأسباب كثيرة معروفة سياسيا ، منها رفض معظم المحطات العربية للحديث عن هذا الشيء، وكأن الإرهاب أصبح سمة المقاومة، مع أن المقاومة حق مشروع لكل شعب». وقال «نحن من هذا المنطلق كفنانين، في استطاعتنا أن ندخل في هذا المجال، ونبدأ نعمل ذاكرة للمقاومة، لعلنا نفي هذه المقاومة جزءاً يسيراً من حقها».

مزج أنزور عن طريق المونتاج بين مشاهد الفيلم ومشاهد حقيقية لأفراد العملية صورها «حزب الله»، لإضفاء بعد حقيقي للفيلم . وأوضح أنه ذهب إلى أماكن تصوير حقيقية تمت فيها العملية النوعية «وذهبنا إلى مواقع تعرفنا عن قرب على البطولات العظيمة التي قام بها أفراد المقاومة، ذهلت بالمكان ووعورته، واستطعت أن أقدر فعلاً الجهد الكبير الذي قام به المقاومون . هذه الأعمال تخلد ذكرى هذه المقاومة، وتدفع الشباب إلى التفكير فعلاً بشكل جدي في أهمية المقاومة حقاً مشروعاً ومكتسباً لكل شعب، وليس الشعب اللبناني فقط».

ويؤدي الممثل اللبناني عمّار شلق شخصية «مصطفى»، وهو قائد المجموعة العسكرية الذي سيضطر الى تنفيذ العملية وحده، بعد حدوث مفاجأة ميدانية غير متوقعة، كادت تفشل العملية برمتها، وقد لُقب بـ«الشهيد الحي».

وقال شلق «الفيلم يقول إن المقاومة ليست بالسلاح فقط، بل أيضا مقاومة الناس التي تسهل أمور المقاومين، إنه يتحدث عن جميع أنواع المقاومة، وإن شاء الله يكون استطاع أن يوصل الفكرة، وأن نكون استطعنا أن نوصل تعب الذين قاموا بالعملية عام 1994».

الأكثر مشاركة