«حكاية سعيد».. تختتم «مسرح المضطهدين»
أسدل الستار الليلــة قبــل الماضية في رام الله على الموسم الثاني لمهرجان مسرح المضطهدين الدولي، بعد تقديمه 45 عرضاً لسبع فرق فلسطينية وأجنبية، تحت شعار «ارفع صوتك..طالب بحــقك». وشمل حفل الختام تقديم عرض مسرحية «حكاية سعيد المسعود» لفرقة مسرح عشتار، وهي تبحث عن حلول تساهم في الحد من انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في المجتمع الفلسطيني، من خلال حكاية طالب مدرسة يعيش في بيت قديم وسط عائلة مكونة من تسعة أفراد، تعاني من أوضاع مالية صعبة، يفصل من المدرسة ليصبح فريسة سهلة لتجار الموت الذين يجدون له عملاً في بيع المخدرات.
وتتناول المسرحية التي أخرجتها إيمان عون، وكتب نصها وضاح زقطان، ويشارك أربعة ممثلين في تقديمها، جوانب أخرى من حياة سكان القدس، وما يتعرضون له من إغراءات لبيــع منازلهـم، والضرائب التي عليهم دفعها، وكيف تغض السلطات الإسرائيلية الطرف عن تجار المخدرات الذين يعملون في المدينة.
وقدمت في حفل الختام الذي شاركت فيه المطربة سناء موسى، برفقة شقيقها محمد عازف العود، أغنيات وطنية فلسطينية. وقدم أيضا مقطع من مسرحية «يوم من الماضي.. يوم من المستقبل» لطلبة المدرسة الإنجيلية الأسقفية العربية، تحدثت عن العنف في المدارس.
وقالت المديرة الفنية للمهرجان، إيمان عون، «نهدي الدورة الثانية لمهرجان موسم مسرح المضطهدين لروح بوال، صاحب الشعلة المنيرة والحوار المضيء، الذي رحل في الثاني من الشهر الجاري، بعد أن كان قد شاركنا في حفل الافتتاح برسالة مسجلة». ورحل أوغستو بوال مؤسس مسرح المضطهدين عن 78 عاما بعد ما يقارب من 30 عاما من العمل على تطوير ادوات وأساليب مسرح المضطهدين.
وحملت نشرة خاصة «كلنا مسرح»، أصدرت في ختام المهرجان الذي انطلق من القدس في 18 إبريل الماضي، صورا لبوال، وسيرته الذاتية، قائلة «نظرا لرغبته في إضفاء الطابع الإنساني على التعامل البشري، وبناء جسور ما بين شواطئ متعارضة الاتجاه والحفاظ على الحق الطبيعي للإنسان للعيش بحرية، وكسر الحصار عنه. حاول بوال توظيف كامل طاقاته الفنية في وضع تقنيات مسرحية جديدة تسلط الضوء على قضايا الاضطهاد»، وتضيف النشرة « أوغستو بوال مؤسس نظرية مسرح المضطهدين ومبتكر تقنياتها، والذي غادر العالم مخلفا حزنا كبيرا وخسارة عظيمة في الحركة المسرحية العالمية.. غاب قبل أن نحظى بشرف تكريمه واستضافته في نهاية موسمنا، كما كنا آملين، لكن النظرية التي تركها لنا لن تموت، فسنبقى أوفياء لهذه المسؤولية، وستستمر شعلة الحياة مقابل ظلام الاضطهاد متقدة».
ويتميز مسرح المضطهدين بإشراك الجمهور في العروض المسرحية، من خلال تقديمهم الحلول لمشكلات يطرحها العرض، والتي عادة ما تكون من الحياة اليومية للمجتمعات، سواء تعلق ذلك بالتمييز بين المرأة والرجل أو الأغنياء والفقراء أو البيض والسود، إضافة إلى قضايا المخدرات وغيرها.
وقال مدير المهرجان، إدوار معلم، بعد حفل الختام «حصلنا على موافقة مبدئية للبدء في مشروع يستمر ثلاث سنوات لتدريب فرق وإنتاج مسرحيات بأسلوب مسرح المضطهدين في مصر والأردن واليمن، ونأمل بأن يكون مهرجاننا القــادم بمشاركــة فرق عربيــة». وتــقام الدورة المقبلة للمهرجان في عام .2011
وأضاف «ما ميز عروض مهرجان هذه الدورة هو مشاركة أوسع للفرق العالمية التي قدمت ثقافاتها للجمهــور الفلسطيني، الذي تفاعل معها كثيرا، فهناك العديد من القضايا المشتركة للشعب الفلسطيني الذي يعاني القمع والاضطهاد، وما قدمته فرق من جنوب إفريقيا والبوسنة والهرسك والبرتغال وألمانيا والسويد والنرويج». ويرى معلم أن هناك نجاحا «في اطلاع الفرق المشاركة التي يزور عدد منها الأراضي الفلسطينية للمرة الأولى على حقيقة الأوضاع في الاراضي الفلسطينية التي يقطع أوصالها الجدار والحواجز العسكرية، وعلى الرغم من ذلك هناك حياة ثقافية وفنية فيها».
وقال «برحيل أوغستو بوال يكون مسرح المضطهدين تلقى خسارة كبيرة لفنان كرس حياته لتطوير هذا المسرح، الذي يعمل على إسماع صوت المضطهدين، وفضح ما يتعرضون له من اضطهاد ديني وسياسي واجتماعي واقتصادي».