قاسيموف يختتم «موسيقى العالم»
في أجواء ذات صبغة روحانية، قدم المغني الأذربيجاني، عليم قاسيموف، أول من أمس، حفله الأول في الإمارات، على مسرح المجمع الثقافي في أبوظبي في ختام الموسم الاول من مهرجان «موسيقى العالم في أبوظبي» الذي نظمته «هيئة أبوظبي للثقافة والتراث» على مدى الأشهر الماضية.
بدأ قاسيموف الذي يعتبر صوته من أهم الأصوات في العالم الحفل بنشيد ديني، حمل معان صوفية كثيرة اشتهر الفنان بتقديمها، ليقاطعه الجمهور بالتصفيق أكثر من مرة. بعد ذلك، انضمت إليه ابنته فرغانا، وهو اسم وادي شهير في وسط آسيا، و ظهرت بثوب تقليدي وحجاب كامل على الرأس؛ ليقدما معاً بمصاحبة عازفين ، أحدهما على آلة الربابة الآسيوية والآخر على آلة تشبه البزق، مجموعة أغنيات صوفية في تداخل مبدع بين طبقات صوتيهما، ما أضفى على الحضور في الحفل حالة من الروحانية والانسجام مع الأنغام والغناء، قطتعها من وقت إلى آخر صيحات إعجاب تقليدية بلغة غير عربية، أطلقها بعض الحضور الذي كان اغلبه من الجنسيات الأذرية والتركية.
اشتهر قاسيموف في أغنياته على الأداء الكلاسيكي القديم الذي انتشر على مدى قرون في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى، والمعروف باسم «مغام» (مقام)، ويعتقد أنه مأخوذ عن الموسيقى العراقية التي تقدم هذا اللون من الموسيقى إلى اليوم.
وولد عليم قاسيموف في شاماخا عام 1957 ،ويعتبر أسطورة موسيقية في أذربيجان، ويحظى بتقدير عالمي، وتم اختياره كواحد من أفضل خمسة مغنين في كل العصور. ويشتهر باشتغاله على الموسيقى التقليدية الأذرية، وتحديداً طريقته في أداء تراث الموغام والآشيك. والموغام أسلوب موسيقي كلاسيكي يستمد جذوره من بلاد القوقاز والشعوب الناطقة بالتركية في آسيا الوسطى، وليس في مقدور أحد أن يقدم الأشعار المرتجلة والأصوات المسكونة بالفن في هذا الصنف الموسيقي، مثلما يفعل قاسيموف الذي أصدر تسعة ألبومات، وجاب العالم مشاركاً في تظاهرات موسيقية عديدة والمهرجانات الفنية المرموقة. وفاز في 1999 بجائزة اليونسكو للموسيقى، وهي إحدى أرفع الرتب التكريمية الدولية التي يطمح إليها أي موسيقي في العالم.
8 أشهر اختتم حفل عليم قاسيموف فعاليات مهرجان موسيقى العالم في أبوظبي الذي استمر لأكثر من ثمانية أشهر، حيث انطلق في أكتوبر الماضي. واستضاف أشهر مغني العالم لتقديم فنونهم على مسرح المجمع الثقافي في أبوظبي، والكثير منهم للمرة الأولى، ومن مختلف البلدان من جميع قارات العالم، ليمثلوا بالتالي مختلف الحضارات. وشهد حضور أكثر من 16 ألف مشاهد، توزعوا على 15 حفلة. |