جومانا مراد تتقاسم بطولة «الفرح» مع فنانين مصريين. أ.ف.ب

نهايتان لـ«الفرح» تقسّمان النقاد

فاجأ المخرج المصري سامح عبدالعزيز جمهور فيلمه الجديد «الفرح» الذي حضر عرضه الأول بتقديم نهايتين متتاليتين للفيلم، لا يفصل بينهما إلا لحظة سكون واحدة، اعتماداً على أسلوب محدود التكرار في السينما المصرية والعالمية.

واعتبر معظم الحاضرين، وجميعهم تقريباً نقاد وصحافيون، اللجوء إلى أسلوب النهايتين محاولة من المخرج للهرب من فخ الاتهام بالسوداوية، أو التطهر، حيث قدم أولاً نهاية سوداء للفيلم، خسر فيها كل أبطاله بأشكال مختلفة، قبل أن يتلوها بنهاية جميلة، تطهر فيها كل الأبطال من آثامهم.

ولم ينف جدل النقاد والصحافيين حول وجود نهايتين للفيلم تأكيد غالبيتهم على جودته ومهارة صناعه في تقديم عمل متميز، خصوصاً مدير التصوير جلال الزكي، والمونتيرة هند سعيد صالح والموسيقي تامر كروان.

ونافس الجدل حول وجود النهايتين جدلاً آخر حول أي النهايتين الأكثر منطقية في الفيلم الذي أعجب الجميع، وشهد إقبالاً واسعاً على حضور عرضه الأول، أول من أمس، الذي ضم الكثير من أبطاله، أمثال خالد الصاوي وجومانا مراد وياسر جلال ودنيا سمير غانم وروجينا، بينما غاب آخرون، بينهم حسن حسني وكريمة مختار. وتباينت آراء الحاضرين حول أي النهايتين أفضل، فاعتبر الناقد محمد قناوي أن الفيلم منح جمهوره فرصة للاختيار بين النهايتين اللتين يمكن تفسيرهما من خلال الثقافة والعمر والطبقة الاجتماعية التي يعيشها المشاهدون بأشكال مختلفة.

واعتمد الفيلم الذي كتبه أحمد عبدالله على تقديم ما يقرب من 10 نماذج متباينة لأشخاص يعيشون في منطقة شعبية، يجمعهم حفل زفاف شعبي «فرح»، يتم اقامته في الشارع صورياً لجمع المال لمن يقيمه من خلال عادة «النقوط» المعروفة في الأفراح الشعبية، والتي يتعامل معها سكان تلك المناطق باعتبارها نوعاً من الواجب. وقدم الفيلم مظاهر فرح شعبي أقرب إلى الحقيقي، اعتماداً على مطربين شعبيين معروفين، هما عبدالباسط حمودة ومحمود الحسيني، وراقصة شعبية قامت بدورها سوسن بدر، وقائد فرقة موسيقية قام بدوره ماجد الكدواني.

في الفيلم، يسعى «زينهم» لجمع 100 ألف جنيه لشراء ميكروباص يتكسب منه، فيقرر إقامة فرح صوري، ويستأجر عريساً وعروسة لا يعرفهما ليقام الفرح على شرفهما، لنشاهد في الفرح كل نماذج البشر، بدءاً من كبير المنطقة الذي ينظم الأفراح، مروراً بقائد الفرقة الموسيقية الذي يكره والده، والمونولوجست الذي خفتت عنه أضواء الشهرة، والراقصة العجوز التي تقرر التوبة على يد أم صاحب الفرح. وتظهر الفتاة الجميلة التي تلجأ للمظهر الرجالي لتحمي نفسها، والشاب الميسور الحال الذي يحاول إغواءها، والرجل العجوز المتزوج من فتاة شابة، يحاول طوال ليلة الفرح قضاء ليلة حمراء معها من دون جدوى، والضيوف الذين يحضرون لرد «النقوط» التي حصلوا عليها سابقاً في أفراحهم. ويظل نموذج العروسين الأكثر فجاجة في الأحداث، فهما متزوجان شرعاً، لكنهما لا يستطيعان استكمال المراسم لضيق ذات اليد، خصوصاً أنهما في لحظة ضعف مارسا الجنس، ويسعيان لتوفير المال لإجراء عملية ترقيع غشاء البكارة للفتاة، حتى لا يفتضح أمرها بين أهلها. ولذلك، يوافقان على القيام بدور العروسين مقابل أجر قيمته 1000 جنيه ( 190 دولاراً تقريباً).

في منتصف الفرح، تتوفى والدة صاحبه فجأة، ليصبح ابنها حائراً بين قرارين يقدمهما الفيلم، أولهما استكمال الفرح لجمع ماله، بناء على نصائح كل الموجودين، حتى لا تنتهي الليلة «بموت وخراب ديار»، كما يقول المثل الشعبي المصري، أو أن يفض الفرح ويجهز أمه للدفن، ويستعد لتلقي العزاء.

واعترض حاضرون، بينهم الناقد فكري كمون الذي رأى أن النهاية الأولى التي شهدت تحولات درامية عدة في مستقبل كل الشخصيات هي الأفضل، حيث تنتهي بسرقة المال الذي تم جمعه في الفرح، وقتل الفتاة المسترجلة للشاب حينما يحاول اغتصابها، وفشل عملية ترقيع البكارة وعودة الراقصة التائبة للرقص، وافتضاح أمر المونولوجست العجوز أمام ابنه. وأضاف أن النهاية الثانية التي قرر فيها «زينهم» وقف الفرح بعد وفاة أمه، ليتحول إلى مأتم، لم يكن لها داعٍ على الإطلاق، ولو كانت النهاية الوحيدة للفيلم لما كانت منطقية .

الأكثر مشاركة