«ماتوبوس».. منحوتات مهدّدة بالتخريب
محمية ماتوبوس (جنوب زيمبابوي) مدرجة على لائحة التراث العالمي، إلا أنها مهددة نتيجة التخريب والإهمال، حتى إن رسوم قبائل بوشمان المحفورة بالصخر القديمة بدأت تتقشر، كما تواجه الحيوانات المحمية خطر الموت في كل مرة تخرج منها.
لم تخفِ شيلا نياكودزي، مديرة الموقع البالغة مساحته 435 كلم والمصنفة من الـ«يونيسكو»، امتعاضها، وهي تشير إلى الفجوة الكبيرة في السياج الذي يفصل المحمية ذات الصخور الضخمة عن القرية المجاورة. وتقول «لا يقتصر الأمر على سرقة الناس أجزاء من السياج، بل تقع الرسوم القديمة ضحية عدم الصيانة». وتأسفت أن «محمية ماتوبوس أصبحت مخترقة من أماكن عدة».
وتعتبر تلال ماتوبوس مع كتلها الصخرية الضخمة من الغرانيت مكاناً مقدساً لأهل زيمبابوي، وأقامت قبيلة «بوشمان سان» في وسط هذه الصخور المعلقة ذات الأشكال المثيرة التي تقاوم التآكل منذ ملياري سنة، وجعلت من المنطقة معقلاً رئيساً لفن النحت على الصخور في إفريقيا.
واختار المستعمر البريطاني، سيسيل جون رودس، أن يكون مثواه الأخير في المكان الذي ينعم بهدوء مهيب . ويعيش 62 من حيوانات وحيد القرن (17 من اللون الأسود، و45 من اللون الأبيض) المهددة بالإنقراض مع 200 عقاب أسود بين هذه التلال الوعرة. ولم تحظ محمية ماتوبوس بترويج إعلامي في السنوات الأخيرة، فضلاً عن النقص في العمال، وتدني عدد السياح وغياب التمويل.
وتحذر نياكودزي من أمام السياج الذي تعرض للتخريب، والتي تسمح للمواشي الآتية من القرى المجاورة بالدخول بهدف الرعي من أن «الرسوم المحفورة على الصخور تتعرض إلى التلف والتقشر السريع. لايزال هناك إمكانية للحفاظ عليها، وإلا سنخسر هذا الإرث العالمي».
وتضيف مديرة المحمية أن عدداً من وحيد القرن «غامر وخرج من المحمية الطبيعية عبر السياج المحطم وابتعد نحو 25 كيلومتراً»، ونفق ثلاثة من هذه الحيوانات العام الفائت. وتقدر مديرة محمية ماتوبوس كلفة سياج مجهز بنظام حديث للحماية بثمانية ملايين دولار، موضحة أن «يونيسكو» ومنظمات المساعدة لم تقدم أية أموال في هذا المجال. المحمية التي يفترض أن تتمتع بحماية عالية لا يحميها سوى 32 حارس غابات، أي نصف العدد المطلوب. وتقول إنه في ظروف طبيعية، يفترض بحارس الغابة أن يغطي مساحة 10 كيلومترات، إلا أنه يغطي اليوم مساحة 32 كيلومتراً.
وأعطى تشكيل حكومة وحدة وطنية في هراري بين الرئيس روبرت موغابي ومعارضه مورغان تشفانغيراي بعض الأمل لدعم المحافظة على الثروة الحيوانية في البلاد. وتتوقع مديرة المحمية أن «تتحسن الأمور مع التغيرات السياسية».
ويقول وزير البيئة في زيمبابوي فرانسيس نيما «نحاول حل مشكلة السياج في الوقت الراهن»، لافتاً إلى أن الحكومة بدأت تبحث عن أموال بهذا الشأن. ويضيف «يجب أن نجمع الأموال بأنفسنا» لافتاً إلى أن «يونيسكو» لا تتوافر لديها الأموال حالياً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news