700 طفل في أولمبياد للغة التركية

صاحت بانجينا خوسيه من موزامبيق بلغة تركية سليمة، في قاعة مليئة بنساء محجبات من تركيا، وهي تصفق بحماس على وقع الأنشودة التي ترددها «أريد أن أرى أياديكن». واجتذب «أولمبياد اللغة التركية»، في عامه السابع، 700 طفل من 15 دولة للتنافس في الغناء وقراءة الشعر والكتابة النثرية، وحصلوا على لفتة تشجيع في دراستهم بزيارة قام بها الرئيس عبدالله غول.

والمتنافسون هم نتاج مؤسسة من المدارس الاجتماعية الدينية القوية، المرتبطة بالخطيب التركي فتح الله غولين الذي يحترمه كثيرون باعتباره شخصية إسلامية متسامحة. وتعكس المواقف المتباينة من حركة غولين الصراع الأكبر على هوية تركيا. ويحظى غولين بدعم كبير من مجموعة صاعدة من أساتذة الجامعة، لهم توجه ديني، أسهمت في رفع «حزب العدالة والتنمية» ذي الجذور الإسلامية إلى الحكم في ،2002 في دولة أقيمت على أسس علمانية صريحة .

وكان معظم الحضور الذين تابعوا مسابقة الغناء في اسطنبول من النساء المحجبات اللاتي يرتدين معاطف تكسوهن حتى الكاحل. ويدعو غولين (68 عاماً) الذي التقى البابا يوحنا بولس الثاني، وزعماء دينيين آخرين، إلى تطبيق الدين في الحياة الحديثة، وألهمت تعالميه ملايين الأتراك لتكريس أوقاتهم وأموالهم لجماعات نشطة في النشر وأعمال الخير وفوق كل شيء التعليم.

وأنشأت الجماعات التي ألهمها غولين شبكة من نحو 500 مدرسة خاصة في شتى أنحاء العالم، من بولندا إلى نيجيريا، تدرّس منهجاً تعليمياً كاملاً يشمل اللغة التركية، وتعلم التلاميذ الطموح. ويقولون إنهم لا يدرسون التركية بهدف نشر الإسلام. وينظم «أولمبياد اللغة التركية» الرابطة الدولية للتعليم التركي، وهي رابطة خاصة.

وبعروضهم البراقة، يشعر التلاميذ كأنهم في برنامج مسابقات للمواهب التلفزيونية، أو مسابقات الأغنيات، وترتقي فتيات من كمبوديا إلى إندونيسيا إلى مستوى المناسبة، ويقدمن أغاني حب من الأناضول بالحس نفسه. وقالت فارزانة سميحة (14 عاماً) التي أرسلتها مدرستها في بنغلادش إلى الأولمبياد «أحب التركية، وهي لغة يتحدثها كثيرون »، وقالت سميحة التي تأمل في أن تصبح طبيبة «التركية ليست صعبة للغاية، لكنها أصعب من الإنجليزية».

وجذبت صور الأطفال من إفريقيا إلى آسيا الوسطى، وهم يرتدون ملابسهم التقليدية، ويتواصلون مع بعضهم باللغة التركية، قدراً كبيراَ من الاهتمام في تركيا، ليس بين المسلمين المتدينين فحسب، وكتب أحمد هاكان، كاتب العمود في صحيفة «حرييت» العلمانية، «لن يكون من الإنصاف ألا أكتب أنني أعجبت كثيراً بمناخ الأخوة الذي أوجده هؤلاء الأطفال الذين تعلموا في مدارس المؤسسة».

وتعمل ليلى كايوموفا مدرسة للغة التركية، وهي أصلا من أوزبكستان، الآن في أريزونا، وتعتقد أنه حتى على بعد آلاف الأميال من تركيا، فإن لتعلم اللغة التركية فوائده. وقالت «العالم لا ينظر إلى تركيا على أنها دولة إسلامية أو دينية، بل ينظرون إليها على أنها جسر بين الشرق والغرب. وإذا كان الطلبة مهتمين بالإسلام، فالمؤكد أنهم سيدرسون اللغة العربية وليس التركية» . وعلى الرغم من أن معظم سكانها من المسلمين ، إلا أن تركيا قامت دولة علمانية في .1923

تويتر