وجــوه وطبــول بنكهة إفريقيا

تصوير: إريك أرازاس

وجوه من جنوب إفريقيا، وملامح من المجتمع والحياة في جنوب القارة السمراء، اشترك ثلاثة فنانين من جنوب إفريقيا، هم مونيكا باترسون وبرسي بيلان وألوين بوتشل، في رسمها في المعرض الذي افتتح أول من أمس، في فندق ميلينيوم أبوظبي. وعلى الرغم من تنوع أساليب الفنانين المشاركين في المعرض، فرضت الألوان القوية الزاهية حضورها على أعمال الفنانين الثلاثة، باعتبارها جزءاً من تكوين الشخصية الإفريقية، ومن أبرز ملامح تفردها وتميزها، لكنها بدت ملائمة ومتوافقة مع موضوعات اللوحات التي تنوعت بتنوع شخصيات ورؤى كل فنان، كما كانت المرأة موضوعاً لعدد من اللوحات في المعرض، لكنها حملت في كل مرة ملامح وجماليات متغيرة.

الفنانة مونيكا باترسون التي تشارك في المعرض بـسبع لوحات اتجهت إلى تجسيد المرأة الإفريقية ومصنوعات فخارية تقليدية هناك، وقالت لـ«الإمارات اليوم»، «المرأة الإفريقية بالنسبة لي موضوع مهم أميل إلى تناوله، وهي تبدو في أغلبية لوحاتي قوية، وتزهو بألوان واضحة صريحة، وهذه الصورة انعكاس لأمنياتي للمرأة الإفريقية بأن تتمتع بالحياة السعيدة، وإن كانت هناك أعمال أخرى تظهر فيها جوانب من معاناة المرأة في جنوب إفريقيا وما يقابلها من صعاب وأحزان».

وأضافت باترسون ذات البشرة البيضاء، والتي ولدت وعاشت في جنوب إفريقيا قبل انتقالها إلى العيش في دبي منذ ،2004 «أرسم الوجوه السوداء فقط ،لأنها تحمل خصوصية وترتبط بقارة إفريقيا على الرغم من أن عدداً كبيراً من سكان وأبناء جنوب إفريقيا أصحاب بشرة بيضاء. كما أن الوجوه السوداء تخلف حالة من التضاد بين لونها وألوان اللوحة الأخرى، خصوصا في لعبة التوازن بين الضوء والظلال».

وترى باترسون أن الفن الإفريقي يتميز بغناه، «فهناك فنانون موهوبون عديدون يمتلكون القدرة على إيجاد أعمال مبتكرة وتقديم أفكار جديدة وتجربة مجالات غير مسبوقة، كما استطاع الفن الحديث والمعاصر أن يخطو خطوات بارزة في السنوات الأخيرة، وهي توازي خطوات الفن المعاصر في الإمارات»

بيرسي بيلان هو الفنان الوحيد ذو البشرة السمراء بين الثلاثة، وتعلم الرسم بنفسه منذ كان في السابعة من عمره، واتجه في لوحاته لإبراز ملامح من المجتمع الإفريقي، مثل الطبول الإفريقية وأبواب وجرار فخارية وأكواخ تقليدية لونها بالألوان الإفريقية الزاهية والتي اتخذت أشكال مثلثات لونية متراصة، لافتاً إلى أن هذا النوع من الفنون الإفريقية يسمى «أندي بالي» . وكانت المرأة حاضرة في لوحات بيلان في بورتريه جانبي، ظهرت فيه جميلة ورشيقة بابتسامة ساحرة. ورسم بيلان في لوحة أخرى إفريقيات من دون ملامح يرتدين ملابس عصرية أنيقة.

الفنان الثالث في المعرض هو ألوين بوتشل الذي غلبت التجمعات السكانية على لوحاته، ليقدم تشكيلات إنسانية تضج بالحركة والإيقاعات الراقصة والسعادة التي تبدو من خلال الألوان أيضاً. وتعكس أعمال السعادة وألوان الحياة المبهجة، وهي دائماً معبرة وذات ألوان قوية، ويقول «الفن الجيد في نظري هو الذي يمنح الفرح لكل من يتطلع إليه»، موضحا أن اللوحات ذات الأحجام الكبيرة من أعماله قد تستغرق شهورا، لتكتمل بينما تحتاج اللوحات الصغيرة إلى وقت أقل. وأشار بوتشل إلى أن عمله كطبيب واتجاهه للفن يجمع بينهما شغفه بهما معاً، ورؤيته لكل منهما، باعتباره رحلة مملوءة بالتحديات والعمل على الذات لتطوير قدراته ومعارفه.

تويتر