«حدائق الصحراء».. شمس دبي في لوحات فنية

«حدائق الصحراء» هو عنوان المعرض التشكيلي للفنانتين ثيرزا كوتزين وجين لوماس من جنوب إفريقيا، ويتضمن مجموعة مستمدة من صحراء دبي وشمسها. وتم تخصيص 10٪ من ريع المعرض الذي افتتح أول من أمس، في مسرح دبي الاجتماعي، لمصلحة مؤسسة «رووم تو ريد» غير الربحية، والتي توفر للأطفال المحتاجين في جميع أرجاء العالم فرصاً للتعلّم. وقالت كوتزين لـ«الإمارات اليوم» «علاقتي مع الصحراء بدأت من دبي التي لم أرَ أجمل من صحرائها، حيث الامتداد الذي يوازي امتداد حضارتها عمرانياً، وألوانها المتدرجة التي ألهمت كبار الفنانين من حول العالم». وقالت لوماس «لون دبي بحد ذاته بدءاً من نهارها إلى ليلها من الموضوعات المغرية لأي فنان لديه الحس تجاه الألوان والطبيعة».

تشتهر ثيرزا كوتزين بلوحاتها التي تجسد فيها الطبيعة، وعرضت أعمالها سابقاً في بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية وجنوب إفريقيا، كما تم عرضها في كتب اللوحات الفنية الطبيعية، وفي أماكن عدة حول العالم.

وأوضحت كوتزين التي ترسم الصحراء لأول مرة في مسيرتها الفنية «من الصعب أن أشاهد خور دبي ودبي القديمة بأسواقها الشاهدة على حضارتها، وحيواناتها الأصيلة من دون أن أقرر أن تكون صحراء لوحاتي مستلهمة من هذه المدينة العالمية التي يقف العالم كله إجلالاً وإكباراً لما توصلت إليه من حداثة في فترة قياسية». وذكرت أن شمس دبي تختلف عن أي شمس رأتها في حياتها، حيث ألوان الضوء المنعكس من الشمس، وهو الأقرب إلى اللونين الوردي والأخضر الفاتح. وقالت «ثمة إثارة من نوع خاص، تولد غموضاً تجاه الألوان النمطية لألوان الشمس التي تكون عادة مائلة إلى الاصفرار والحمرة».

وأوضحت لوماس أن أعمالها تركز على السمو والارتقاء والقوة، وأنها رأت في دبي شموخاً خاصاً، فمن صحراء قاحلة مملوءة بالأسرار إلى بنيان عامر واضح وضوح الشمس، وقالت «الانسجام والتلاؤم والتناغم حسب ما اتفقت عليه الفنانتان لا يعني اختيار الألوان النمطية، بل علينا تجاوز حدود الألوان، لأننا نحكي طبيعة بشكلها التشكيلي وليس التجريدي».

وقالت كوتزين «نتيجة إقامتي في دبي بعض الوقت وغيرها من المدن العربية، حرصت على بناء علاقة مع تاريخها الأصيل الذي ينبع من صحرائها وبداوتها العريقة»، وأضافت «امتزجت ألواني بحب الشرق، ضمن أساليب متناغمة تحكي تراثا صحراويا، بدءا من رمالها مرورا بصقورها وكبرياء خيولها، والسمرة على وجوه أبنائها وفتياتها»، كأن لوحات كوتزين تمتطي صهوة جواد عربي، يمشي واثق الخطى ببيئته الحافلة بالجمال والموروثات الثابتة. وترى لوماس أن «الألوان المائية والزيتية خير تعبير عن الثقافة الصحراوية، والأقدر تكنيكياً على التعبير عنها» وقالت «بيئة الصحراء ملهمة، بلونها المتمايل، وإبلها، وقمرها الذي يضفي عليها لوناً من الصعب الوصول إليه إلا من خلال إحساسنا، وهذه كلها عناصر بصرية مثيرة، تنتج عنها أعمال إبداعية ذكية تأسر الألباب».

ولإيمانها أن التعليم هو الوسيلة المثالية للحد من الفقر في الدول النامية. تم تخصيص 10٪ من ريع المعرض إلى مؤسسة «رووم تو ريد» غير الربحية التي توفر للأطفال المحتاجين فرصاً للتعليم، وأوضحت كوتزين أنه «يجب ألا نفصل أي قطاع اجتماعي أو اقتصادي عن عمل الخير، وشخصياً أؤمن بأن التعليم جزء مهم في عملية الحراك الإنساني في العالم. وتشدد لوماس على أن «التعليم الجيد هو السبيل لتعزيز الحب والسلام بين الشعوب، فمن خلاله تتبادل الثقافات والآراء وتتفتح العقول» .

تويتر