صباح فخري: ما تبثه الفضائيات تجارة. تصوير: مصطفى قاسمي

صباح فخري: أشعر بأنني فراشة على المسرح

قال الفنان السوري صباح فخري إن ما يعرض الآن على القنوات الفضائية، ويسمى خطأ «فنا»، هو نوع من التجارة التي ليست لها علاقة بالفن، مستبعدا أن تؤثر هذه الموجة في وجود واستمرارية الفن الأصيل، «فالإنسان الذي يحمل الأصالة بداخله لا خوف عليه من الانقراض، أو من الأعاصير التي تظهر من وقت إلى آخر، ولدينا في ثقافتنا وتاريخنا تراث عريض يحمينا، ويعبر عن جذورنا وعواطفنا ووجداننا وحياتنا بالكامل».

وكشف فخري الذي يحيي، مساء اليوم، الحفل الثاني ضمن سلسلة حفلات «أمير الشعراء» التي تنظمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أن معهد الموسيقى العربية الذي كان ينادي بإنشائه في سورية منذ سنوات أصبح واقعا، «حيث يجري حاليا اختيار الدارسين فيه وفق اختبارات محددة، على أن يعمل وفق نظام أكاديمي عالمي».

وأعرب فخري في لقاء مع وسائل الإعلام في المجمع الثقافي في أبوظبي أمس، وأعرب عن سعادته بالغناء في أبوظبي ودولة الإمارات التي تربطه بها علاقة صداقة منذ قيام الاتحاد، وقال «لا أغني إلا الكلمات التي تهزني وأشعر بها، وإذا لم تهزني الكلمات لا أغنيها، ولذا، هناك شعراء لا أستطيع أن أغني قصائدهم». لافتا إلى أن المطرب الحقيقي، والذي يحمل في شخصيته وصوته مضمونا قويا، لابد أن يتمتع بمواصفات من أبرزها جمال الصوت والحضور والثقافة، كما يجب أن يمتلك القدرة على فهم معاني اللغة العربية، والتفاعل معها والتعبير عنها بصوته، وهذا النوع من المطربين يكون قادرا على غناء القصائد وغيرها من ألوان الغناء، على اختلافها وصعوبتها، «وبالنسبة لي، أعرف أسرار اللغة العربية جيدا، وأقدر القصيدة وأحترمها، فهي الأقدر على إبراز الصوت الأصيل، لما تملكه من مساحة واسعة للطرب».

وعن تفاعله على المسرح مع الأغنيات التي يقدمها، قال صباح فخري «نشأت في أجواء روحانية وبين حلقات الأذكار، وحيث نعرف أن الإنسان يتكون من جسد وروح، وعندما تقام حلقات الذكر، ويصل الإنسان خلالها إلى لحظات من التجلي تسيطر فيها الروح على الجسد الذي يتحول إلى آلة، تتجاوب مع الروح وتتمايل وفقا للمشاعر، وعندما أصل إلى هذه الحالة في الحفلات، أشعر انني فراشة على المسرح، وأبدأ في التفاعل مع الموسيقى والإيقاعات، فيما أسميه رقصة الروح».

وأشار إلى أن الرقم القياسي الذي حققه في الغناء المتواصل على المسرح لمدة 10 ساعات متواصلة لم يكسر حتى الآن، «فمن الصعب أن يغني شخص هذه الفترة الطويلة، كما أن الأمر لا يتوقف على الغناء فقط، ولكن أيضا في القدرة على جذب الجمهور طوال هذه الفترة من دون أن يغادر، بل ويطلب المزيد في حالة من التواصل الروحي والعاطفي».

وأوضح فخري أنه سبق وقدم تجربة غناء الأوبريت «المسرح الغنائي»، في عمل أنتجته وزارة الثقافة السورية، وكانت تحربة ناجحة جدا، «إلا أن هذا النوع من الأعمال الفنية يحتاج إلى مجموعات كبيرة من الممثلين وميزانية عالية، ولذا، لم يتم تقديم المزيد من الأعمال في هذا المجال. وفي النهاية، بمجرد أن أظهر على المسرح أظل صباح فخري، سواء في أوبريت أو حفل».

الأكثر مشاركة