هاريسون فورد.. الأغنى في هوليوود
في تقريـــر نشرته أخيراً مجلة «فوربس» عن أغنيـــــاء هوليوود للعام الماضي، جاء الممثل هاريســــون فورد على رأس قائمة هؤلاء الأغنيــــاء من الممثلين، خارجاً إلينا من الظــــل إلى الشمس، من حيث لا ندري، ولأســباب كثيرة، ليس منها عدم الإعجـــاب بهذا الممـــثل، بل بالاكتشافات التي لا تتوقف عن إثارة الدهشة، إن تعلق الأمر بآلة الصناعة السينمائية الهوليوودية.
لم يكن تربع فورد على عرش الثراء الهوليوودي، إلا من جراء حصده 65 مليون دولار مقابل لعبه البطولة في الجزء الأخير من «إنديانا جونز»، لقاء تشاركه بنسبة من الأرباح مع مخرج ومنتج الفيلم ستيفن سبيلبيرغ، والذي ربح ـ أي الفيلم ـ 750 مليون دولار... تخيلوا!
أمر مدهش ومؤسف حقاً، لا لشيء إلا لأن «إنديانا جونز» كان وبلا منازع قادراً وهو يحصد كل تلك الأرباح ألا يجد من يستطيع منافســــته على رداءته، وعلى شيء يقــودنا إلى القول إنه التســـويق والترويج والحديث عن إنتـــاج ضخم له أن يزلزل العالم. وعليه، تحدث تلك الأربـــاح ويتدافع البشر إلى حضـــوره بما يشبه تتبع آخر صرعة في الموضة، وبآلية تشـــبه العدوى، بينما أفلام بالغـــة الأهميـــة تنتج حـول العالم لا تلاقي مكاناً لها لتعرض خارج مهرجانات السينما.
استــــكمالاً للحديث عن الأرباح، فإن سبيلبيرغ الذي يعود عليـــنا بجزء ثانٍ من «ترانســــفورمرز» مخرجاً ومنتجاً هذه المرة، بعد أن اكتـــفى بإنتاج الجزء الأول محققاً 400 مليـــون دولار على شباك التذاكر حول العالم، وليس لنا أن نعلم كم سيحقق في الجزء الثاني، والذي سيشاهده البشر أيضاً وإن كانت الفكرة صارت قديمة ومعروفة، لكنها العدوى مجدداً.
إيغـــالاً أكثر بالحديث عن الأرباح، فإن الدمى التي صنعتـــها شركة «هاســبرو» لشخصيات «ترانسفـــورمرز» باعت مع أول دفعة منها ثلاثة ملايين دمية.. تخيلوا أيضاً! ولا نعرف ما الذي وصل إليه الرقم الآن، ونحن نتحدث عن ما بيع في صيف 2007 فقط.
إلى جانب هاريسون فورد، يأتي ثانياً من الممثلين من حيث الثراء الممثل الكوميدي، آدام سندلر، محققاً ما يتخطى 54 مليون دولار عن فيلمين قدمهما العام الفائت، وليأتي ثالــــثاً ويل سميث بـ 45 مليون دولار، بينـــما يتقاســـم المرتبة الرابعة كل من إيدي ميرفي ونيـــكولاس كيغ، حيث حقق كل واحد منهما 39 مليون دولار.
يبـــقى أن نقول للمشاهد، ومن باب البديهـــيات، بأنه وكلما اشترى تذكرة لحضور فيلم، عليه تذكر أنه يسهم في نجاح الفيلم أو فشــله، أو أن يتذكر هاريسون فورد مثـــلاً، طبعاً ضمن المتاح، بمعنى أن الأفــلام التي نشاهدها في دور العرض متفــــق عليها مسبقاً بين شركات الإنتاج والتوزيـــع، ومفروضة علينا سلفاً، وهي هوليووديـــة أولاً، ومــن ثم بوليــوودية، وبضـــعة أفـــلام عربية آمنة المربح، هذا حال شباك التذاكر المحلية.
سيكون الأمر شبيهاً بالانتخابات، ولكن بديمقراطية مشوهة، بمعنى أن الأفلام المرشحة أمامك اختارتها شركة توزيع واحدة، محصورة اهتماماتها في أنماط معينة، ليس لها أن تحدث أي خلل في مجال الربح. وكأمثـــلة على ذلك، هناك مرشح عن حزب «الأكشـــن»، وآخر عن حركة «التشويق والإثارة»، بينما آخر فله أن يكون تجمعاً كوميدياً. وعليه، يأتي حضور المشاهد واختياره فيلماً بمــــا يوهمه بأنه اختار وما يتناسب مع مطامحــــه السينمائية، وصوّت لفئــــة من دون أخرى من خلال دفعه ثمن التــذكرة، والذي من خلاله تتحقق أرباح الفيلم التي قد تكون خيالية لعوامل كثيرة، ليس لها علاقة في الغالب بجودة الفيلم فنياً.
ضمن هذا الواقع، لا نملك إلا شراء التذاكر والتوهم بأننا نشاهد أفلاماً خارقة، تتجدد كل أسبوع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news