التاريخ الفلسطيني يواجه جرّافات الاحتلال

غيبت جرافات الاحتلال الإسرائيلي المنازل وأزالتها عن سطح الأرض في حارة الشرف ومنها حي المغاربة، بل أعادت تشكيل معالم الحي لتقيم عليه ساحات ومواقف سيارات، إلاّ أن اسم الحارة لم يندثر مع مرور سنوات الاحتلال، وصورة منازل الحي مازالت مطبوعة في ذاكرة سكانها، ومعالمها لاتزال محفورة في قلوب سكان الحي المهجرين. وحي المغاربة يقع ضمن حارة الشرف، تعرض ومازال يتعرض للتدمير، ومازالت الأنفاق تحفر أسفله.

طاهر النمري، أحد سكان الحي المدمر والباحث التاريخي، قال ان الحي الذي دمر العام 1967 عقب هزيمة يونيو مباشرة، كان يعد من الأحياء المهمة في تاريخ مدينة القدس وبات الأكثر شهرة بسبب ما حل به من دمار على يد الاحتلال. وأوضح أن حي المغاربة بدأ باستقبال المهاجرين من المغرب العربي (تونس والجزائر والمغرب) نتيجة لعمل رائد قام به أبومدين الغوث وهو مغربي، حيث استطاع امتلاك بضعة دونمات في الحي، وبدأ يوطن فيها من يأتي من المغرب العربي، وبدأت تلك العائلات تنمو واتسع الحي وتفرع عن حي الشرف لتصبح مساحته 16 دونماً. وأصبح يستقبل الأهالي من تشاد ونيجيريا والنيجر في وسط وغرب إفريقيا. واشتغل سكان الحي بصناعة السمن البلدي، وكانت هناك معصرة لزيت السمسم «السيرج» وصناعة الصابون وحياكة المطرزات والأنسجة المغربية والمأكولات المغربية.

وكانت مدارسهم شبيهة بالكتاتيب يدرّس فيها القرآن الكريم والحديث النبوي واللغة العربية والفقه والحساب، وكانت ورسوم التسجيل عينية تعطى للمدرس كالصابون أو القماش.

وعقب احتلال شرقي المدينة العام 1967 أمهل مجلس وزراء الاحتلال الإسرائيلي سكان الحي أسبوعاً لإخلائه، ونفذ قراره بهدم وردم حارة المغاربة وجعله ساحة للوقوف أمام حائط البراق الذي يطلقون عليه «حائط المبكى».

وقال النمري «تعود تسمية حي الشرف إلى أحد كبار رجالات القدس ويدعى شرف الدين موسى، وعرفت ذريته ببني شرف، وعرفت منطقة سكناهم قديماً بحارة الأكراد ثم سميت حارة العلم، وشمل الشرف العديد من الحارات أبرزها حارة الحيادرة والسلطيين وحارة سوق البطيخ والشاي وحارة الريشة وحارة صهيون وحارة اليهود، وكان أغلبية سكان الحي من المقدسيين الفلسطينيين وعاش إلى جانبهم عدد محدود من اليهود».

تتركز حفريات الاحتلال الإسرائيلي في ساحة البراق في الفترة الراهنة في الطرف الجنوبي الغربي للساحة بهدف هدم عدد من الأبنية الإسلامية التي تعود إلى عصور وحقبٍ مختلفة. وزعم الاحتلال انه وجد في المكان الذي شرع البدء بحفرياته آثار الرواق الملكي الذي كان يسير عليه الملك للدخول إلى الهيكل المزعوم. فيما تتواصل شبكة الحفريات والأنفاق تحت المسجد الأقصى أو ساحته ومحيطه داخل سور المدينة وخارجه، بهدف تأسيس مدينة مقدسة يهودية بموازاة البلدة القديمة التي تحوي المقدسات الإسلامية والمسيحية، واستدعى هذا الهدف خلق وجود يهودي في ساحات الأقصى ومحيطه عبر مشروع يطلق عليه «خاتم سليمان» يوفر إقامة سبعة فنادق بين بابي المغاربة والنبي داوود بموازاة سور القدس من ناحيته الجنوبية الخارجية، لتعزيز الهدف الاقتصادي السياحي الإسرائيلي بدعائم دينية لا جذور لها في الحقيقة والواقع التاريخي.

مسابقة «القدس في عيون الأطفال العرب»

أعلنت لجنة التنسيق الفلسطينية العربية لاحتفالية القدس عن مسابقة رسم تحت عنوان «القدس في عيون الأطفال العرب»، وهي دعوة لأطفال الأمة العربية إلى أن يرسموا القدس حسب ما يرونها في عيونهم من خلال لوحة فنية حرة.

وترسل الرسوم على البريد الإلكتروني الموضح أسفل الصفحة، على شكل ملف «بي دي إف». وستقوم اللجنة بالتعاون مع مجموعة من الفنانين باختيار 12 لوحة فائزة، وستقدم لجنة التنسيق جوائز مالية للفائزيـن مقدمة من أصدقاء القدس العرب.

ويكتب المتسابق اسمه وعنوانه وجنسيته ورقم هاتفه والبريد الإلكتروني، وستقوم اللجنة بعمل «روزنامة» (التقويم السنوي) للعام 2010 من الرسوم الفائزة.

وآخر موعد لتسلّم الرسوم عبر البريد الإلكتروني هو الثاني من يوليو .2009

وتعلن اللجنة أسماء الفائزين في 16 يوليو المقبل عبر الصفحة الموحدة التي تقوم بنشرها الصحف المشاركة، كما ستقيم اللجنة، بالتعاون مع الصحف المشاركة احتفالاً للأطفال الفائزين يتخلله معرض للرسوم في إحدى العواصم العربية.

 

تويتر