سؤال برسم الإجابة
لها الأعالي، ومرقى الكلام البليغ. ولها سدرة الدعاء ومعراج النبوي المشمول بطاقة المكان ومكانته، حيث إمكانات التجلّي والحضرة الغرّاء.
إنها القدس أرض السماء، سماء «تتأرضن» وتفتح الإيحاء الحرّ على الأزرق الذهبي. ودويّ الحناجر في فضائها الرحيم يعلي قامة الصبر والمواجهة والعناد. في كل شبرٍ فيها ناب احتلالي أسود يوزّع قبحه وسخامه على بياض روحها وريحانها الضفضاف. وفي كل حارة مسرح للدماء ونسف البيوت والقلوب. ولاتزال أفعى الجدار والاستعمار تتلوى على جسدها الرائق. ولا تزال القدس ترفع الحياة والعزّة على بيرق الصمود الناجز. وبقيت المدينة عصيّة على الكسر والتذويب والمحو الناهب بما امتلكته من أسباب البقاء والدفاع الفذّ عن جوهرها الأنقى والأبقى. وهنا نقول للأشقاء العرب المعلّقة قلوبهم ببيت المقدس: ماذا منحتم مدينة الله من الوقت والجهد والإسناد؟ وماذا تنتظرون والقدس تسبى أمام باصرتي الأمة وسمعها الثقيل، ولم تهتز قصبة أمام غول الالتهام الذي أتى على المدينة واستباحها حتى العظم؟
إن مقدار ما منحه الأشقاء العرب القدس لا يساوي معشار ما منحه صرّاف صهيوني لتطويق القدس بالمستعمرات. أما آن لنا معشر العرب مسؤولين ومؤسسات ومثقفين أن نستيقظ من سباتنا الأبدي، أم نحن بحاجة إلى مياه سبعة أبحر من القهوة المرّة لنفيق من غيبوبتنا السرمدية، أم حل العرب لزوجة دم الصغار على سواتر النار؟ وإلى متى ستبقى عاصمة فلسطين وهاجس العروبة والإسلام الأعزّ والأجلّ في أدراج الغياب والنسيان وحالة عدم المبالاة المُدانة؟ هذا سؤال برسم العرب والمسلمين وأحرار العالم للقيام بواجبهم والوقوف وقفة مسؤولية واجبة والوجود تجاه القدس ومؤسساتها التي تنالها يد الإغلاق والمصادرة والنسف. وستبقى القدس تدافع بلحمها وقلبها الهادر وأزهار سورها المقاومة عن سماء العرب المنهوبة وستبقى حيّة صابرة إلى أبد الآبدين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news