سامي محمد أمام منحوتته «السدرة». تصوير: أسامة أبوغانم

«سدرة» سامي محمد في برج دبي

 تجسد منحوتة «السدرة» للفنان الكويتي سامي محمد، التي دشنت أول من أمس وسط برج دبي، المرأة العربية المعطاء. فقد صمم الفنان الكويتي شجرة السدرة المعروفة في المنطقة بقوتها وقدرتها على الاستمرار في العطاء، واستخدمها رمزاً للدلالة على المرأة. وتعتبر هذه المنحوتة الثانية ضمن سلسلة من المنحوتات التي سيتم وضعها في وسط مدينة برج دبي، لجعلها واجهة تجذب محبي الفن في مختلف أرجاء العالم، وتثري مدينة دبي بشكل عام.

وتتميز المنحوتة بتصميمها الذي اعتمد فيه الفنان على الزوايا الحادة في بعض أجزائها، وعلى المناطق الدائرية في أقسام أخرى، إضافة إلى التباين بين نعومة صقل البرونز والتعرّجات والنتوءات التي تكون أصلاً ظاهرة في جذوع هذه الشجرة. أما ثمار «الكنار» التي تنبت على شجرة السدرة، فقد برزت بشكل خفيف في جوانب المنحوتة.

وقال الفنان سامي محمد «إن شجرة السدرة تعيش في الصحراء، وهي ترتوي من باطن الأرض وتعيش عمراً طويلا، وتقدم ثماراً يانعة نسميها في منطقة الخليج «الكنار»، وقد ربطت بين هذه الشجرة والمرأة الخليجية الصبور والمعطاء»، وأضاف «تمثال (السدرة) تحية مني إلى مجتمعنا العربي، والنساء العربيات تحديداً، كما أني سعيت من خلال التمثال إلى التشجيع على احترام البيئة». ورأى محمد، «أن المجتمع العربي واجه الكثير من التحديات، إلا أنه نجح في تجاوزها وتحقيق إنجازات تاريخية كبيرة، وهذا تحديداً ما يرمز إليه التمثال». وأوضح النحات الذي ركزت أعماله على مدى 40 عاماً على مواضيع إنسانية، «أن العمل على المنحوتة استغرق سنة بين التنفيذ وصب البرونز، وعلى الرغم من أن التاريخ الذي وضع على المنحوتة هو 2001 إلا أنها نفذت عام 2008». وعن عرض أعمال له في ساحات عامة في الكويت، لفت محمد إلى أنه «نفذ تمثالين سنة ،1972 للشيخ عبدالله السالم الصباح حاكم الكويت، وأخيه الشيخ صباح السالم الصباح، إلا أنه لم تتم الموافقة على عرض الأعمال خارج ساحة مبنى جريدة الرأي العام الكويتية لأسباب دينية فبقيت داخل مبنى الجريدة».

تراث فني

وقال رئيس مجلس إدارة شركة «إعمار العقارية»، محمد العبار «تزخر منطقة الشرق الأوسط بتراث فني حافل نسعى إلى المحافظة عليه من خلال البرنامج الفني الخاص بوسط برج دبي»، وأضاف «نتطلع إلى المساهمة في إثراء المشهد الثقافي في المدينة، وتحفيز الأفكار الإبداعية لدى أهم الفنانين في مختلف أنحاء العالم، ومن هنا فإن تمثال (السدرة) يعبر عن أهمية الفنون الجميلة في تعزيز الحوار والتواصل بين الثقافات، وتشجع الشباب على تطوير مواهبهم وتحقيق أحلامهم الفنية».

وأكد العبار أهمية ارتباط الأعمال بالبيئة المحلية «إذ لابد أن ترتبط الأعمال بالمكان والبيئة، كما ان منطقة برج دبي متميزة بالفن المعماري، لذا أحببنا ربطها بالفنون الأخرى ومنها النحت».

خصائص المنحوتة

ترتفع المنحوتة الموضوعة بالقرب من فندق المنزل في وسط برج دبي، والتي تم تصميمها بشكل حر، 320 سنتمتراً، بطول 200 سنتمتر وعرض 130 سنتمتر، وهي موضوعة على قاعدة من الرخام. وتحتوي المنحوتة المصنوعة من البرونز والتي أخذت شكل هيكل الشجرة على حبيبات صغيرة لثمارها «الكنار» موزعة على جوانب المنحوتة

 

الأكثر مشاركة