عفوية أداء الناشئين تجدد مهارات اليولة سنوياً انتظاراً لبطولة الكبار.                     تصوير: عبدالله الحبسي

«اليويلة الجدد» يشعلون بطولة فزاع

يصادف مرتادو مدينة مدهش الترفيهية في أرض المعارض في دبي جناجاً شديد الخصوصية، يهتم بواحدة من أقدم أشكال الاستعراضات النابعة من البيئة الإماراتية، هو فن اليولة، من خلال ساحة رملية محاطة بمدرجات مكونة قلعة «ميدان» بطولة فزاع للناشئين، والتي وصلت هذا العام إلى نسختها الرابعة في ظل ارتباط سنوي بفعاليات مفاجآت «صيف دبي». الأصالة والحداثة التي تنتشر في عبق هذا المكان، تسايرها ثنائية فريدة في تاريخ هذا الاستعراض الذي طور نفسه ليكتسب قدرة التعايش مع متغيرات المجتمع، ليستغني عشاقه في مرحلة زمنية قريبة نسبياً عن الاستعراض بالسيف الذي أصبح بمثابة إرث فولكلوري، لصالح البندقية.

وتتصف بطولة فزاع للناشئين هذا العام بجو حماسي كبير، وبشكل خاص فيما يتعلق بجانب المنافسة بين المتسابقين أنفسهم، بعد أن استقبلت أعداداً أكبر من التي استوعبتها البطولة في نسختها السابقة . وأضفى عدد كبير منهم مزيداً من ألق المنافسة على البطولة، حسب المدير التنفيذي لمكتب بطولات فزاع، عبدالله حمدان بن دلموك، الذي وصف النسخة الحالية بأنها «الأكثر حماسة وحرفية بين مختلف بطولات الناشئين السابقة».

وأبهر المتسابق عبدالله العامري الجمهور بأداء استثنائي، وكذلك لجنة التحكيم التي كان من بينها أحد العوامر الذين تميزوا بشكل لافت في استعراضات اليولة على مدار السنوات الخمس الماضية، قبل أن ينتزع لقب بطولة الكبار أخيراً، وهو مسلم العامري، إلى جانب كل من خليفة بن سبعين المحرمي وراشد حارب الخاصوني، ما دفع اللجنة الثلاثية لتجمع بلغة الأرقام والدرجات على أن العامري الصغير هو أفضل متسابقي البطولة حتى الآن، ومنحته 47 درجة كاملة، وهي أعلى من أي درجة حصل عليها أي من اليويلة الناشئين، لتضمن له بشكل قاطع موقعاً في نهائيات البطولة.

تطور فني

التنافس على بطاقة التأهل الثانية كان على أشده بين كل من المتسابق، محمد الزعابي ومطر الكعبي، قبل أن يتمكن الأول من حسمها لصالحه بفارق نقطة وحيدة، أبقت على آماله وحظوظه في انتزاع إحدى ميداليات البطولة، بعد أداء جيد في جولة اعتبرها الجمهور ولجنة التحكيم واحدة من أفضل جولات يولة فزاع للناشئين في دورتها الرابعة حتى الآن.

وإذا كانت اليولة نشأت مرتبطة بالمباهاة في شقها الإيجابي، فإنها ارتبطت أيضاً بكل مناسبات أبناء القبائل السعيدة، وخصوصا فيما يتعلق بحفلات الأعراس التي كان الشباب يتبارون فيها، ويتفاخرون بقدرتهم على استخدامه والتحكم فيه بخفة فائقة، وهو المشهد الذي شكل أحد أهم الملامح الأساسية لاستعراض اليولة فيما بعد، قبل أن يبدأ مكتب بطولات فزاع في إقامة مسابقة خاصة بين الشباب، بهدف الحفاظ على هذا الموروث الإماراتي، وضمان انتشاره على مدار الأجيال، هي بطولة فزاع لليولة التي تتم العام المقبل موسمها التاسع.

الفقرة الفنية أحياها الفنان الإماراتي الشاب عبدالله الكيبالي، حيث تحرص اللجنة المنظمة للبطولة على إتاحة الفرصة لفنانين شباب خلال فعاليات بطولة الناشئين لتقديم أنفسهم للجمهور، حيث تنقل فعاليات البطولة تلفزيونياً قناة «سما دبي» الفضائية بشكل أسبوعي، ضمن اهتمامها بالشق التراثي بشكل عام، والفعاليات التي ينظمها مكتب بطولات فزاع بشكل خاص.

 
ليست مصادفة

 قال المدير التنفيذي لمكتب «بطولات فزاع» عبدالله حمدان بن دلموك إن «تأهل أحد أبناء قبيلة العوامر دائماً لا يكون وليداً للمصادفة، وإن عضو لجنة تحكيم البطولة في نسختها الحالية مسلم العامري بالأساس يعد واحداً من أفضل من مارسوا فن اليولة الإماراتي في الجيل الحالي، وهو واحد من جملة كثيرين من أبناء العوامر الذين أثروا بأدائهم المميز بطولات اليولة، سواء للكبار أو الناشئين على مدى الأعوام الماضية».

يذكر أن مسلم العامري تمكن من حمل لقب بطولة فزاع لليولة في دورتها الماضية، بعد دورات وصل فيها بالفعل إلى المربع الذهبي، من دون أن يتمكن تماماً من حسم اللقب، على الرغم من إجماع فني على خصوصية مهاراته الفنية، وبشكل خاص فيما يتعلق بمهارات اليولة العلوية.

الأكثر مشاركة