جاكسون.. نجم للمرة الأخيرة
عادة ما يشكل رحيل أو غياب الفنانين المشهورين صدمة للجمهور الذي اعتاد سماع أغنياتهم، ومتابعة أخبارهم الخاصة في الصحف والمجلات، فالشهرة تجعل من النجوم محط أنظار الجمهور حتى عند وفاتهم. ويبدو أن المغني مايكل جاكسون يعيش نجوميته هذه الأيام للمرة الأخيرة، فقد أحدث رحيله صدمة للعديد ممن أحبوه طوال رحلته الفنية، وعشقوا موسيقاه في مختلف أنحاء العالم. وتباينت ردود فعل المقيمين في الإمارات حول وفاة الفنان الأميركي «ملك البوب»، ومنهم من بكى على رحيله، ومنهم من اكتفى بمتابعة الأخبار عبر الإنترنت وشاشات التلفزيون، لمعرفة أسباب الوفاة وملابساتها.
وذكر ربيع يوسف «أردني» أنه عرف بوفاة جاكسون من رسالة نصية أرسلتها له شقيقته التي تعيش في أميركا، جعلته يتابع الأخبار ليعرف المزيد عن موت النجم الشهير. ورأى أن العرب أعطوا وفاة جاكسون اهتماماً كبيراً، علماً بأنهم في الغرب لا يهتمون بوفاة الشخصيات المهمة في عالمنا العربي، وقال «فقدنا فنانين عديدين يتمتعون برحلة عظيمة في الفن، إلا أن أحداً لم يتأثر بغيابهم».
بكت باراستو روشانس «إيرانية» على رحيل جاكسون، وقالت «كنت أعشق موسيقاه، علما بأني لست من الجيل القديم، ولكن حياته كانت حافلة بالأحداث التي تجعل الناس تتعاطف معه، بغض النظر عن فنه». وأضافت «حزنت كثيراً على وفاته، حتى إنني أمضيت السهرة في المنزل أتابع الأخبار والتقارير التي عرضت عن حياته».
نهار عادي
واعتبر إبراهيم يوسف «أردني» أن العرب يتأثرون بالغرب بشكل كبير، ولهذا أثارت وفاة مايكل جاكسون اهتمام كثيرين في العالم العربي. وتابع يوسف الموضوع كأي حدث عادي، ولم يتأثر كثيراً. وقال أشرف الصراف «مصري» «وفاة جاكسون كانت صدمة بالنسبة إلي، لأنني من الذين تأثروا بفنه، ولأنه توفي في سن صغيرة». وأضاف أنه على الرغم من مرور أيام على وفاته، إلا أنه مازال يذكره يومياً في جلساته مع أصدقائه ويتحدث عن خبر وفاته، لأنه «شخصية لن تعوض». وأشار الصراف إلى أن «وفاة المشاهير غالباً ما يكتنفها الغموض، ففي أحيان كثيرة نرى ان خبر الوفاة يكون بسبب المخدرات أو قتل، لذا، عادة ما تجذبنا هذه الأخبار وتدفعنا إلى متابعتها، بغض النظر عن سبب الوفاة».
وقال ألبير موريس الذي يعزف على آلات موسيقية، ويعمل موزعاً موسيقياً في «سما دبي»، أنه انزعج كثيراً لوفاة مايكل جاكسون، لاسيما أنه كان يعزف موسيقاه. ولفت إلى أنه لا يمكن ألا يتأثر الناس بوفاة فنان، تمكّن من تحقيق هذه الغزارة في الإنتاج، وكونه قدّم صورة مختلفة تمكّن خلالها من التربع ملكاً على عرش موسيقى البوب.
خبر مفاجئ
تأثر زيد كرم «العراق» كثيراً بالخبر، وقال «هو نجم من دون أدنى شك، ولابد أن يتأثر الناس بوفاته». وسمع دريد العبيدي «عراقي» بخبر وفاة النجم الشهير في أثناء متابعته الأخبار على شبكة (سي إن إن)، وكان خبراً محزناً له، كون مايكل جاكسون مشهوراً ومعروفاً، و«بالتالي، جميعنا في مرحلة من مراحل حياته استمتعنا بأغنياته».
وقرأ إياد طارق «عراقي» الخبر عبر شريط الأخبار السريعة التي تكون موجودة على مختلف الفضائيات، وأثار فضوله، ليتابع الأخبار ويعرف أسباب الوفاة، لأن جاكسون «فنان مميز بطراز أغانيه المختلفة، وموسيقاه التي كانت رائعه» . وقال «بغض النظر عن الظروف التي أحاطت بحياته، وربما لا نوافق عليها، إلا أنه لا يمكننا أن ننكر ما قدمه في عالم الغناء، فهو فنان مثير من خلال أغنياته ورقصه وشخصيته، وكذلك موسيقاه، ما يجعله يشكل ظاهرة تلفت الأنظار، وتكون محط الاهتمام حتى في وفاته».
وذكر فيبين سوريش بابو «هندي» أنه سمع خبر وفاة جاكسون في «سي إن إن» وفوجئ به، لأن الجميع كان ينتظر عودة الفنان لإصدار ألبومات جديدة، وإحياء الحفلات حول العالم، و«بالتالي كان عشاقه يتحضرون لعودته إلى الساحة الموسيقية بعد انقطاع طويل». وقال «خبر وفاة مايكل جاكسون كان مفاجئاً، ولكنه لم يثر اهتمامي كثيراً، لاسيما أن وفاته كانت في نهاية الأسبوع، وهذا ما جعلني أخرج من المنزل وأمارس نشاطاتي العادية، من دون أي تغيير فيها».
ورأى محمد منصور «لبناني» أن وفاة المشاهير تلفت الأنظار، ولكن ليس لدرجة الهوس، وقد تابع التقارير التي أعدت في اليوم نفسه عن وفاة جاكسون». وقال «خرجت مع عائلتي، حتى إنني لم أذكر الموضوع مع أصدقائي، فلست من المهووسين بفنه وبما قدمه، لأني أرى أنه جذب شباب مرحلة السبعينات أكثر منا، فاليوم هناك أشياء جديدة ومميزة كثيرة في الفن».
«ملك البوب» أحب عُمان
ويذكر الزدجالي الذي يعمل في المجال السياحي أن علاقة صداقة كانت تربطهبالمغني الأسطورة، وقال إن «مايكل شعر في عُمان بأنه في وطنه»، مشيراً إلى أن النجم أتى بأبنائه للإقامة معه في السلطنة. وأضاف «جاء جاكسون إلى عُمان، وخطط للبقاء مدة ثلاثة أيام، ولكنه مدد إقامته معنا الى 45 يوما. أحب عمان وأهلها، كما أن الناس تعاملوا معه بالحب تماما كصديق، وتأثر مايكل كثيراً بالحب وكرم الضيافة اللذين وجدهما هنا في السلطنة، وهو ما كان يفقده في حياته للأسف». وذكر رجل الأعمال العُماني أن جاكسون «كان يقرأ كثيراً، وأعطيناه كتباً عن تراث عُمان وفنها المعماري والحِرف والموسيقى فيها، وفي يوم من الأيام، اتصل بي في السابعة صباحاً ليسألني عن السلالات الحاكمة المختلفة في عُمان، والحصون وتاريخها». وقال «كان منفتحاً ومحباً للناس. كما زاره ناس كثيرون، وأخذوا صوراً معه، ولكن، لم يستغل أحد أبداً شهرته في شيء، حيث لم ينشروا تلك الصور في الإعلام، وهذا ما جعله يشعر بالأمان في عمان» . وأضاف «أحب عمان، لأن أهلها عاملوه كشخص عادي، فكان سعيداً بالبقاء هنا».