فـاروق حسني: فرنسا لن تعرقل ترشيحي. أ.ف.ب

فاروق حسني: ترجمة الكتب الإسرائيلية ليــست تطبيعاً

قال وزير الثقافة المصري، والمرشح لرئاسة منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم « اليونسكو»، فاروق حسني، إن زيارته قبل أيام لفرنسا كانت مثمرة، وإنه حصل على وعود رسمية بعدم عرقلة فرنسا لمسيرة ترشيحه لمنصب الأمين العام لليونسكو، وعدم الاستجابة لحملات الجماعات الصهيونية. وقال لـ«الإمارات اليوم» إن «الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل تعتبران المرحلة المقبلة في اليونسكو هي مرحلة «القدس»، أو بمعنى أدق تسجيل القدس كأثر إسرائيلي ضمن قائمة التراث العالمي، في إطار تصفية القضية الفلسطينية، وإيجاد واقع جديد على الأرض في أثناء عمليات التفاوض، ما يجعل من وجود مرشح عربي في اليونسكو أمراً غير مرغوب فيه من أميركا وإسرائيل»، وذكر أنه لديه خطة عمل وبرنامج مميز جداً يليق بمصر وتاريخها وثقلها، ويليق بمنظمة اليونسكو وعملها في الفترة المقبلة، ويناسب مساعي الجميع لإيجاد نوع من التواصل، في مجالات التربية والعلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية والإنسانية والثقافة والإعلام.

وأضاف حسني أن «ترجمة المركز القومي للترجمة، التابع لوزارة الثقافة المصرية، مؤلفات لكتاب إسرائيليين ليس تطبيعاً ثقافياً، ولن ينطوي على أفعال تطبيعية كما قال بعضهم، فالوزارة تعاقدت مع دار نشر أوروبية لترجمة مؤلفات لكاتبين هما «عاموس عوز» و«ديفيد جروسمان» إلى اللغة العربية». وأوضح أن ترجمة أعمال إسرائيلية ليس كما يعتقد بعضهم مكافأة لإسرائيل، بعد قرار حكومتها بوقف حملاتها العدائية ضد ترشحه لرئاسة «اليونسكو». مشدداً على أن الجماعات اليهودية والجاليات في مختلف دول العالم لن تتوقف عن حملتها الضارية ضد ترشيحه، وأنها ستصعد من حملتها مع اقتراب موعد التصويت .

 
مرشحون

يبلغ عدد المرشحين لمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو»، بالإضافة إلى وزير الثقافة المصري فاروق حسني، ستة هم: إنا مارشيوليونيته «ليتوانيا»، إيرينا جيرجويفا بوكوفا «بلغاريا»،سوسبيترمويجاروبي موهونغو «تنزانيا»، وألكسندر فلاديميروفيش ياكوفينكو «روسيا»، وإيفون خويس «الإكوادور»، ونورعيني تيجاني سيربوس«بنين».
 
 
اليونسكو

تتكون «اليونسكو» من هيئتين رئيستين، هما المؤتمر العام والمجلس التنفيذي، ويتكون المؤتمر العام من جميع الدول الأعضاء، وهي 191 دولة، إضافة إلى ستة أعضاء منتسبين، وتجتمع هذه الدول مرة كل سنتين لاعتماد سياسات اليونسكو وبرنامجها وميزانيتها للعامين التاليين، وكذلك انتخاب المجلس التنفيذي الذي يتكون من 58 دولة، تمثل مجلس إدارة اليونسكو.


وأشار فاروق حسني إلى إن هناك ترجمات كثيرة تقوم بها جهات عدة في مصر غير وزارة الثقافة، منها «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الذي يقوم بإصدار «مختارات إسرائيلية» كل ثلاثة أشهر، إضافة إلى وجود أقسام للغة العبرية في الجامعات المصرية. وأوضح أن وزارة الثقافة المصرية ترجمت ستة كتب إسرائيلية في عام ،2000 وأن المعيار الحقيقي للحكم على الترجمة يكون في اختيار الأعمال والاتفاق مع دور نشر أوروبية أو أميركية، وليست إسرائيلية، نافياً أن يكون هذا القرار استعطافاً لإسرائيل .

وذكر وزير الثقافة المصري أنه سيقوم بزيارة إلى دول آسيوية، في مقدمتها الصين والهند، إضافة لزياراته المتوقعة لدول إفريقية، للترويج لبرنامجه وخطة عمله في حال نجاحه وفوزه بموقع مدير منظمة اليونسكو، لتضع فاصلاً بين المعارك الجانبية التي خاضتها إسرائيل، وحرب التصريحات التي كانت تهدف إلى شغل المرشح المصري عن معركته الحقيقية.

معركة

قال الدكتور محمد عبدالمقصود، أحد أفراد الوفد المصري في اليونسكو، إن «مصر خاضت معركة ضد تسجيل القدس كأثر إسرائيلي، وأحبطت المخطط الصهيونى لذلك . كما نجحت في عرقلة مشروع الأخدود الإفريقي الذي تقدمت به إسرائيل، وينطوي على اعتبار دول الأخدود الإفريقي وحدة ثقافية واحدة، ما كان سيتيح لإسرائيل وجوداً ثقافياً ممتداً من جنوب تركيا وحتى منابع النيل». وأضاف أنه على الرغم من عمليات الشد والجذب والحرب الأميركية الإسرائيلية المعلنة ضد المرشح المصري، وعلى الرغم من تنافس تسعة مرشحين في معركة، وصفت بأنها الأعنف منذ ظهور المنظمة الدولية في عام.1945 لايزال فاروق حسني الأقرب إلى حسم المعركة لصالحه ونيل هذا المنصب الرفيع، خلفا للياباني كوتشيرو ماتسورا الذي تنتهي ولايته الثانية في أكتوبر المقبل.

وأضاف عبدالمقصود أن الموقف الأميركي الإسرائيلي المناهض لترشيح حسني، وتمثل في إعلان الولايات المتحدة الأميركية الانسحاب من المنظمة الدولية، ووقف تمويلها في حالة فوز الوزير المصري بالمنصب، لا يعني الكثير في الواقع، ولن يكون مؤثرًا بشكل كبير، خصوصاً أن الولايات المتحدة ليس لها ثقل فرنسا مثلاً في هذه المنظمة الدولية.

إغراءات

وأشار المسؤول المصري إلى وجود إغراءات مادية ورشاوى وتهديدات ستمارسها أميركا ضد الدول الأعضاء، لكن ذلك لن يكون مؤثراً، خصوصاً مع سرية التصويت . وذكر أن ترشيح فاروق حسني يأتي على أرضية صراع أوروبي أميركي تجسده محاولات إحياء ثقافة المتوسط، والتواصل بين شمال البحر وجنوبه، في ما يطلق عليه الاتحاد المتوسطي الثقافي لمواجهة العولمة. وأكد أن الموقف الفرنسي وتصريحات المستشار الخاص للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، هنري جينو، يرجح كفة فاروق حسني .

الأكثر مشاركة